توصلت اللجنة المركزية للتحكيم والإدارة العامة للمجموعة الوطنية لكرة القدم يوم الجمعة الماضي بتقرير أعده الحكم الدولي عبد الله العاشيري حول مباراة الجيش الملكي والوداد البيضاوي، والذي اعتبر بمثابة تتمة للتقرير المختزل الذي أعده بعد المباراة التي انتهت بهزيمة الوداد بهدفين لصفر وتمخضت عنها أحداث ظلت حديث وسائل الإعلام سيما بعد طرد كل من فوزي البرازي وفوزي عبد الغني ومصطفى العلاوي والمدرب بادو الزاكي. وتضمن التقرير إدانة للمدرب بادو الزاكي الذي اقتحم الملعب عقب طرد لاعبه عبد الغني، كما أوضح مسببات طرد فوزي البرازي، وأكد التقرير على دور مساعده في الإعلان عن ضربة الخطأ التي منحت الجيش هدف السبق وسر عدم إشهار ورقة صفراء في حق الحارس كريم فكروش، كما أشار إلى ظروف اقتحام الطاقم التقني للوداد لرقعة الملعب مباشرة بعد طرد فوزي عبد الغني الذي قال في حقه بأنه تلفظ بكلام ساقط. وقال محمد قداري رئيس اللجنة التأديبية بالمجموعة الوطنية لكرة القدم في تصريح ل«المساء» إن العاشيري قد حرر تقريرا مفصلا حول النازلة، وإن اللجنة ستعقد اجتماعا في أجل أقصاه يوم الخميس القادم لدراسة الحالات التي تستحق التأديب على غرار بقية الحالات التي أفرزتها الدورة في القسمين الأول والثاني، وأضاف أنه سيطلع على الملف فور عودته من السفر، وأنه لا تخوف من التأخير الذي عرفته القضية. وتساءلت جماهير الوداد عن سر تأخير البث في «تركة» مباراة الجيش والوداد، سيما وأن اللاعبين فوزي البرازي وعبد الغني فوزي يقضيان عقوبة بشكل جزافي دون أن يصدر قرار في الموضوع من اللجنة التأديبية، مما يفتح الباب أمام التأويلات ويضع علامات استفهام حول مستقبل اللاعبين والمدرب سيما وأن ديربي الدارالبيضاء على الأبواب. لكن قضية الحكم الدولي عبد الله العاشيري سرعان ما أخذت أبعادا أخرى بعد الخروج الإعلامي للحكم وتصريحاته ل«الجريدة الأولى»، والتي أدان فيها الجسم الصحفي واعتبر معالجته لتداعيات مباراة الجيش والوداد غير موضوعية تمليها نوايا الاسترزاق، مما أثار غضب العديد من الهيئات الإعلامية، حيث قرر اتحاد الصحافيين الرياضيين رفع دعوى قضائية ضد الحكم الدولي عبد الله العاشيري بتهمة القذف، ويتدارس مكتب رابطة الصحافيين الرياضيين إمكانية إصدار بلاغ في الموضوع للتنديد بأقوال الحكم، بينما أدان بدر الدين الإدريسي الكاتب العام للجمعية المغربية للصحافة الرياضية تصريحات العاشيري وطلب منه الاعتذار علنا للصحافيين الذين آزروه في أكثر من محطة، وأضاف أن الحكم لا يمكن أن ينفي وجود أزمة تحكيم في المغرب، وأن اللجنة المركزية تتحمل جزءا من المسؤولية لأنها عينت حكما تعرف أنه يفكر في مرض والدته التي توفيت عقب المواجهة وتعرف خلافاته مع الزاكي، وشبه الحكم الناجح بالإطفائي.. وأبدى المكتب المسير للوداد غضبه من التصريحات الأخيرة للحكم العاشيري الذي خرج عن صمته بعد خمسة أيام عن المواجهة، وقال محمد الباتولي المسؤول عن خلية التواصل بالوداد البيضاوي، إن الحكم العاشيري حاول تبرير أخطائه بتصريحات لا أساس لها من الصحة، وأضاف «سألجأ للنقابة الوطنية للصحافة المغربية كصحفي أولا، كما أدعو جميع الزملاء الصحافيين إلى الدفاع عن المهنة والتصدي لادعاءات الحكم العاشيري»، وأضاف بأن الوداد أعد دفوعاته لمواجهة ادعاءات الحكم الذي حاول على حد تعبيره مسح أخطائه في حكم الشرط وفي الكتابات الصحفية، بينما قال العديد من الزملاء إن الصحافة الرياضية بمختلف توجهاتها كانت مساندة للحكم العاشيري حين تعرض للبصق من طرف الحارس بارتيز خلال المباراة الودية التي جمعت الوداد بأولمبيك مارسيليا، وأن إقحام الجسم الصحفي في خلافه مع الوداد لا مبرر له.