برادة وفتوحي إستسلما للغة المال، وبيداوي والقادوري وبركديش أحسنوا الإختيار لماذا فضل لاعبون العودة للبطولة المغربية على التوقيع في أندية خليجية؟ في سيناريو معكوس، فضل بعض من لاعبي المنتخب الأولمبي مواصلة مسيرتهم الكروية في الخليج العربي، وعرجوا على منطقة البترودولار، تاركين القارة الأوروبية التي تلقوا تكوينهم داخلها، والتي يعيشون فيها على إيقاع تنافسية كبيرة، إلى ضفاف الخليج، التي رفضها آخرون، وشددوا على إستئناف مسيرتهم في القارة العجوز، لأنهم يضعون الإستمرارية في اللعب بأعلى مستوى في المقام الأول. في هذه الورقة متابعة للاعبين الذين، تمسكوا بالإستمرار في أوروبا، وبين جوهرتين إستسلما لإغراءات الأموال الإماراتية. برادة ينفى إلى الجزيرة بعدما إنتظر العديد من المتتبعين لمسيرة الدولي المغربي عبد العزيز برادة، إلتحاقه بإحدى الأندية الإنجليزية وعلى رأسها أرسنال الذي ظلت الصحافة في إسبانيا تؤكد أنه قريب من الإنتقال إليه على مدار السنة، بالإضافة إلى إهتمام ريال مدريد والعديد من الأندية الإسبانية الأخرى، خالف إبن وارزازات كل التوقعات وفضل مجاورة الجزيرة الإماراتي في عقد يمتد لثلاث سنوات تحدثت مصادر إعلامية أن قيمته المالية بلغت 10 ملايين أورو، في الوقت الذي كان فيه اللاعب قد بدأ المفاوضات في بادئ الأمر مع الريان القطري الذي لم يقدم لمسؤولي خيطافي الإسباني مقابلا ماديا بإمكانه إخراج الفريق الإسباني من أزمته والتي إنفرجت بتوقيع اللاعب المغربي في صفوف الجزيرة الذي إنتقل إليه اللاعب لينفي موهبته، التي كان ليصقلها لو تمكن من مواصلة مسيرته في القارة العجوز. وكشف برادة في تصريحات صحفية بالإمارات، بأن مسؤولي خيطافي تحكموا في أمر إنتقاله إلى فريق الجزيرة، مشيرا أنه فضل البطولة الإماراتية بعد جلسة عقدها مع رئيس فريق خيطافي أنخيل توريس، الذي كشف له أن العروض المقدمة له من أوروبا لم ترق لطموحات أصحاب القرار في النادي، مضيفا بأن أفضل عرض هو الذي تقدم به مسؤولو الجزيرة، لذا لم يتوان سواء اللاعب أو رئيسه في إتمام تفاصيل الصفقة، التي باتت تهدد مستقبل اللاعب، في ظل إمكانية أن يفقد بريقه، ومستواه المعهود الذي بلغه في الليغا الإسبانية ما جعله واحدا من أبرز النجوم الصاعدة في بلاد المتادور. فتوحي فضل عجمان عميد المنتخب الأولمبي هو الآخر إستهوته البطولة الإماراتية، وحط الرحال في الإمارات حيث لعب رفقة عجمان الذي خطفه من الليغ 2 الفرنسية، في الوقت الذي ظل فيه اللاعب يمني النفس باللعب بالبطولة الإيطالية، أو إسبانيا. فتوحي بدوره فضل إكمال المشوار في الخليج،رغم الفرص التي كانت متاحة أمامه لإستئناف مسيرته الكروية في أوروبا، وفي الوقت الذي كان فيه زميله برادة ينال فرصة اللعب رفقة المنتخب المغربي الأول،عندما كان محسوبا على خيطافي، ففتوحي لم يجد له مكانا رفقة المنتخب الوطني، بالرغم من الإشارات التي تلقاها من الطوسي في أكثر من مناسبة، بمتابعته شأنه شأن بعض اللاعبين المغاربة الممارسين بالخليخ العربي، والذي تدفن فيه الموهبة، كما كان الحال مع المهاجم المغربي يوسف العرابي الذي وبمجرد مغادرته للهلال السعودي إستعاد جاهزيته رفقة غرناطة الإسباني. فتوحي كان من اللاعبين الذين ينتظر منهم الجمهور المغربي الشيء الكثير، وأكيد أن عودته للقارة العجوز باتت أمراً ملحا، لكي يستعيد لاعب إيستر سابقا بريقه، ليواصل الرفع من مستواه، في الوقت الذي يتوفر فيه إبن الوداد البيضاوي على إمكانيات تجعله قادرا على تحقيق الهدف الذي يشتغل عليه منذ مدة، وهو اللعب رفقة المنتخب الأول. إدريس فتوحي إن أراد أن يكون من بين ثوابت منتخب 2015، فهو مطالب بالعودة للقارة الأوروبية التي تلقى تكوينه داخلها، وبالضبط رفقة لوهافر، أما إستمراره في الإمارات فقد يجعل مستقبله مبهما، وهو ما يتطلب منه التفكير بشكل جدي للعودة من حيث أتى. بيداوي رفقة كبار بارما بعدما قدم أوراق إعتماده رفقة المنتخب الأولمبي، وتسلق الدرجات في بلجيكا، وكان فريق لييرس آخر محطة له قبل التوقيع في كشوفات نادي بارما الإيطالي، لمدة خمس سنوات، إختار اللاعب سفيان بيداوي الكالتشيو الإيطالي وقام بأفضل خطوة، والتي من المنتظر أن تنعكس عليه بالإيجاب. بيداوي إستهل تداريبه رفقة بارما، حيث يجاور حاليا النجم الإيطالي كاسانو والذي من المنتظر أن يلعب رفقته في خط الهجوم، وأكيد أنه سيستفيد منه كثيرا، وهو المعطى الذي سبق للاعب أن أكده ل «المنتخب»، حيث قال بأنه يتطلع للرفع من مستواه بالبقاء في أوروبا، مشيرا أن الخليح لا يستهويه في المرحلة الحالية، مبديا إستعداده للعمل بجدية، حيث يحافظ على الإستقرار التقني الذي يؤكد أنه الطريق الوحيد الذي قد يوصله ليلعب مع المنتخب الوطني الأول. بيداوي يعتبر ضغط المنافسة في إيطاليا في فريق من حجم بارما، مؤشرا قويا للتنافس، وفرصة مواتية له للرفع من مؤهلاته، حيث يؤكد أنه لا يريد أن يضيع السنوات التي قضاها رفقة العديد من الأندية في بلجيكا في مختلف مراحل التكوين، ويسعى للإستمرار رفقة فريق أوروبي كبير، كما هو عليه الحال حاليا مع بارما التي يتطلع لكسب رهان النجاح رفقتها مع إنطلاق الموسم الرياضي الكروي، وأكيد أن اللاعب بيداوي قادر على النجاح في الكالتشيو لأنه يعمل بنصائح العديد من اللاعبين الذين سبقوه في المجال، ما بين الذين فضلوا الإستمرار في أوروبا، وأولئك الذين تذوقوا حلاوة أموال دول البيترودولار. القادوري والجاهزية في طورينو بعدما عانى الموسم المنقضي رفقة المدرب والتر مازاري من برودة كرسي البدلاء في فريق نابولي، فضل إبن الحسيمة عمر القادوري والذي نقش إسمه بأحرف من ألماس رفقة بريشيا، الإنتقال هذا الموسم إلى صفوف طورينو بحثا عن التنافسية والجاهزية. القادوري يعتبر من اللاعبين الأولمبيين الذين إكتشفهم الهولندي بيم فيربيك، وإنتقاله للعب لصفوف طورينو قال حوله، بأنه يريد لعب أكبر عدد من المباريات، مشيرا أنه فضل البطولة الإيطالية ليحافظ على مستواه، وبالرغم من العروض المختلفة التي توصل بها اللاعب من أندية قطرية، ألحت في إنتدابه على سبيل الإعارة، إلا أنه فضل إستئناف مسيرته في إيطاليا والتي سيضمن فيها مجاورة العديد من الاندية العملاقة وهو المعطى الذي سيجعله قادرا على تحسين مستواه التقني وكذا البدني. يذكر أن القادوري كان قد رفض عرضا من قطر، عندما كان لاعبا رفقة بريشيا، قبل عامين، وعلق آنذاك على عدم رغبته في اللعب بالخليج: «ليس في هذه السن،سألتحق بقطر، طموحي كبير في مواصلة مسيرتي الكروية». بركديش أولمبي في الليغا بعدما ثبث الأقدام في فرنسا رفقة لانس،حول زكرياء بركديش وجهته هذا الموسم نحو بلد الوليد، إبن طاطا فضل اللعب على أعلى مستوى في إسبانيا على العديد من العروض التي تحصل عليها من داخل فرنسا ومن الخليج العربي أيضا. بركديش كان تحت رادار الريان القطري، لكنه صرح في الندوة الصحفية أثناء تقديمه لوسائل الإعلام الإسبانية بعد توقيعه لبلد الوليد، أنه لم يرغب في اللعب بالخليج، وتنازل عن جزء من قيمة الصفقة التي إنتقل بموجبها لإسبانيا، لتحقيق حلمه والرفع من مستواه، مشيرا أن اللعب في قطر قد يهدد مسيرته ورسميته رفقة المنتخب المغربي في القادم من الأيام، خاصة وأنه يراهن على أن يكون حاضرا رفقة الأسود في الإستحقاقات القادمة. فضال، كركيش وخروبي بالمغرب الثلاثي الأولمبي زهير فضال، خالد كركيش وياسين الخروبي فضلوا اللعب بالمغرب، الأول شق طريقه رفقة الفتح، والآخران وقعا للمغرب الفاسي، واللاعبون المذكورون فضلوا البطولة المغربية من أجل العودة في المرحلة المقبلة إلى أوروبا التي تلقوا تكوينهم بها. فضال، كركيش وكذلك خروبي، يعتبرون بأن اللعب بالبطولة الإحترافية أفضل بكثير من اللعب بالخليج، خاصة في ظل الأرقام المالية الكبيرة التي باتت ترصدها الفرق الوطنية من أجل جلب اللاعبين، وأكيد أن الأولمبيين المذكورين يستغلون فرصة التواجد بالمغرب، من أجل أن يبقوا تحت رادار المدربين الذين يتعاقبون على المنتخب الوطني، ففي الوقت الذي ضمن فيه فضال حضوره رفقة المنتخب الوطني المحلي، ستكون الفرصة سانحة أمام الحارس خروبي وكذا الظهير الأيسر كركيش من أجل الإقناع، خاصة بعدما رفضا عروضا من الخليج لأندية تمارس في القسمين الثاني القطري والإماراتي على التوالي.