هدفي قيادة الوداد للألقاب وإعادة ذكريات الأمس القريب الترحاب الذي لقيته من الوداديين منحني ثقة وشحنة معنوية سأنسحب في صمت حين سأحس بأني شخص غير مرغوب فيه لن أعارض رحيل أي لاعب، لكني لست مع إفراغ الفريق من نجومه أحترم نهضة بركان ورئيسه ولم أفاوض أي لاعب من صفوفه لست متطفلا على التدريب، لكن النجاح يتطلب تظافر جهود كل الوداديين عبد الرحيم طاليب اسم غني عن كل تعريف، إذ يبقى من بين الأطر الوطنية التي شقت طريقها بثبات وبنجاح كذلك من خلال قيادته للعديد من الأندية الوطنية لنتائج جيدة وكان آخرها المشوار الرائع مع النهضة البركانية، كما خاض تجارب في دول الخليج ما ساهم في إغناء رصيده وتاريخه، كانت بدايته كمعد بدني قبل أن يعمل على صقل معارفه ويحصل على دبلومات وتكوين أكاديمي ليصبح أحد الكفاءات الوطنية التي نفتخر بها.. نال مؤخرا ثقة المكتب المسير للوداد البيضاوي ودعم جماهير الحمراء التي زكت اختياره كمدرب جديد لفريقها.. وحول هذه المهمة الجديدة كان لنا هذا اللقاء مع هذا الإطار المقتدر تحدث من خلاله عن أهدافه واستراتيجية عمله كما عبر عن سعادته بعودته لفريقه الأم ولم يخف كذلك طموحاته باستعادة بعض الذكريات الجميلة من التاريخ الجميل للوداد وقيادته مجددا لسكة الألقاب، مؤكدا في نفس الوقت بأن اليد الواحدة لا تصفق وبالتالي، فإن الضرورة تقتضي في نظره تظافر جهود جميع مكونات الفريق وطي صفحة الماضي والنظر بعين المتفائل للمستقبل، وكي لا أطيل فإني أترككم تكتشفون معنا كل ما جاء في هذا الحوار الذي تحدث من خلاله طاليب بلغة الصادق والعاشق للفريق الأحمر. بداية هل كنت تنتظر توصلك بعرض من طرف الوداد في هذا الوقت؟ وكيف سارت المفاوضات؟ «لا أبدا لم أكن أنتظر هذا العرض من طرف الوداد وفي هذا الوقت، بل إني كنت أظن بأني سأستمر مع النهضة البركانية لموسم آخر إلا أن ظروفي العائلية وكذا عدم التزام بعض مسؤولي الفريق البركاني، حيث كانت الوعود بالإستمرار دون أن تتم مناقشة التعاقد بشكل رسمي، هي من بين الأشياء التي جعلتني أقبل العرض الودادي، بالإضافة لحادثة السير التي تعرضت لها سابقا والتي تركت تأثيرها من الناحية النفسية، وبعد نهاية الموسم تلقيت بعض العروض منها عرض أولمبيك آسفي، لكني فضلت التريث وأخذ بعض الوقت للراحة لأتفاجأ بعدها بعرض من الوداد البيضاوي وبعد جلسة مع الرئيس عبد الإله أكرم رحبت بالفكرة وكانت الموافقة المبدئية ومنحنا بعضنا البعض فترة أسبوع إضافية للتفكير حتى يكون الإقتناع من الطرفين، وخلال هذه الفترة اتصل بي العديد من محبي الفريق وممثلي مختلف فصائل المحبين وشجعوني على قبول هذا العرض وهذا ما زادني حماسا ودفعني لقبول هذا العرض». العودة للوداد يعني بأن الحنين قد عاودك لإسترجاع ذكريات الأمس، أليس كذلك؟ «بالفعل فأنا ما زلت أحتفظ بذكريات جميلة عن هذا الفريق الذي أعتبره الفريق الأم بالنسبة لي وقد قضيت معه سنوات جد رائعة ومليئة بالإنجازات والألقاب، وداخل هذا الفريق تعلمت أبجديات كرة القدم مع المرحوم عبد الرزاق مكوار الذي يرجع له الفضل الكبير فيما وصلت إليه الآن، فقد كان رحمه الله أول من دفعني وساعدني على ولوج عالم التدريب، ومنحني فرصة قيادة أفضل نجوم الفريق في نهائي كأس العرش كمدرب رسمي وتوجنا حينها باللقب بعد تفوقنا على الكوكب المراكشي بهدف لرشيد الداودي في مرمى المرحوم قدور. وكل هذه الأشياء تفرض عليّ أن أظل وفيا لهذا الفريق و أن ألبي الدعوة وأقبل الإشراف على تدريبه لأرد له جزءا من هذا الدين، وأساهم بتجربتي المتواضعة في إعادة بناء صرح هذا الفريق الكبير. وبالنسبة لي فإن تدريب الوداد هو تشريف لي كشخص لكنه يبقى تكليفا كذلك بالنظر لما ينتظره منا الجمهور الودادي». لم تمض سوى أيام معدودة على تسلمك لهذه المهمة حتى وضعت برنامجك ومخططك الإعدادي، لكن لماذا اختيار الجديدة كمكان للمعسكر؟ «موعد إنطلاق التداريب كان محددا من قبل من طرف المدرب الزاكي بادو، وفضلنا الإحتفاظ بنفس الموعد، أما اختيار مدينة الجديدة فجاء عن اقتناع ولمعرفتي الجيدة بالخصوصيات التي تميز هذا المكان فهو يضاهي أفضل المراكز المتواجدة بأوروبا فهناك البحر والغابة وملاعب جيدة للتداريب وفندق في المستوى، كما أن موقعه على بعد كلمترات من المدينة يبعدنا عن الضوضاء ويساعد اللاعبين على تناسي العالم الخارجي والتركيز أكثر على التداريب سواء الصباحية أو المسائية وقد ركزنا في الأسبوع الأول على الجانب البدني في حين سنشتغل في الأسبوع الثاني على كل ما هو فني وتكتيكي، والمعسكر يتم في أجواء جيدة للغاية». تم وضع مجموعة من اللاعبين في لائحة الإنتقالات، فهل تم تحديد هذه اللائحة من قبل أم أنك من وضعتها؟ «هذه اللائحة كانت موجودة قبل أن أتعاقد مع الفريق، لكني صادقت عليها لأنها وحسب التقارير الموجودة فقد ضمت لاعبين لم يشاركوا كثيرا وآخرين بسبب عدم الإنضباط والأشخاص الذين وضعوها كانوا يهدفون لمصلحة الوداد البيضاوي، لذلك صادقت عليها بدوري لأن مصلحة الفريق هي التي تهمني قبل كل شيء، ومركزي الحالي يفرض عليّ الدفاع عن مصالح الفريق وحمايته». هناك العديد من العناصر التي لم تلتحق بالمعسكر منذ البداية، ألن يكون لذلك تأثير سلبي على نتائجه وأهدافه؟ «كل العناصر التحقت حاليا ما عدا المدافع يوسف رابح، وكان المهاجمان نجدي وفابريس آخر الملتحقين وسيتداركان ما فاتهما والفريق حاليا شبه متكامل بوجود تسعة عناصر شابة وأخرى مخضرمة من أصحاب التجربة، ولا ينقصنا إلا بعض الرتوشات النهائية، حيث ننتظر تعزيز الصفوف بلاعبين وبانضمام العناصر الدولية المتواجدة رفقة المنتخب المحلي ستكتمل الصفوف وسيكون الفريق في أفضل حالاته». هناك حديث عن إمكانية رحيل بعض العناصر على غرار المهاجم فابريس، فهل أنت موافق على مغادرة أفضل نجوم الفريق؟ «شخصيا لا أعارض انتقال أي لاعب في حال توصله بعرض في المستوى يلبي طموحاته وكذا طموحات الفريق، لكن بالمقابل يجب كذلك عدم إفراغ الفريق من أجود لاعبيه والمكتب المسير من جهته واعي تمام الوعي بذلك لأنه بدوره تهمه مصلحة الفريق ويعمل على تعزيز الصفوف من أجل هذه الغاية، لذلك فإذا رحل لاعب من المفروض كذلك استقدام لاعب من مستواه أو أفضل منه، وبالنسبة لفابريس فلا أظن بأنه سيرحل هذا الموسم ومن خلال اللقاء الذي جمعني معه أبدى لي حماسه للإستمرار مع الوداد ومساعدة الفريق على تحقيق نتائج جيدة هذا الموسم. فلا داعي لأي تخوف من مثل هذه الأشياء». من خلال معرفتك بفريق الوداد، وبعد العمل لمدة أسبوع مع المجموعة الحالية أين يظهر لك الخلل، وما هي المراكز التي ستركز عليها في الإنتدابات المقبلة ؟ «كما تعلم فإن هناك ثلاث إستحقاقات تنتظرنا، ومن أجل النجاح في هذه المهمة والمنافسة على الواجهات الثلاث، فإن ذلك يفرض تواجد لاعبين في كل مركز وذلك حتى يكون البديل جاهزا في حال وجود أي غياب إضطراري، بالإضافة لخلق جو من المنافسة بين اللاعبين من أجل نيل الرسمية، وبعد رحيل كل من موتيس والعليوي فإننا بحاجة لتعويضهما بمدافع أوسط في المستوى ومهاجم قناص». لكن بعض المصادر تحدثت عن إتصالك ببعض لاعبي النهضة البركانية، فهل هذا صحيح؟ «لا أبدا هذا غير صحيح وأتحدى أي شخص يقول ذلك بأن يأتيني بالدليل، فأنا لم أتصل بأي لاعب لأني وعدت مسؤولي الفريق بذلك، وأنا لست ناكرا للجميل حتى أقوم بذلك لأن أخلاقي أولا تمنعني من القيام بمثل هذا التصرف، وحتى اللاعبين الذين كانت ستنتهي عقودهم مع النهضة نصحتهم بالإستمرار مع الفريق وتجديد عقودهم، هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن الوداد له خزانه ولاعبوه وسنركز في انتداباتنا على السوق الخارجية بالدرجة الأولى». ما هي الأهداف المرسومة مع الوداد؟ وهل تدخل الألقاب ضمن إستراتيجيتك هذا الموسم؟ «أي مدرب يأتي للوداد فمن الطبيعي أن يضع في مفكرته المنافسة على الألقاب، وإن كانت هذه الأهداف لا تكتب ضمن بنود العقد، فإن هناك فرق تتوفر على هذه الثقافة ولا يمكن أن تنزعها منها، والوداد ضمن هذه الأندية التي لا يمكن أن تلعب من أجل التنشيط فقط، بل من المفروض أن تلعب الأدوار الطلائعية وتنافس على الألقاب، وهذا هو الهدف الأول إن شاء الله بالإضافة طبعا لبناء وتكوين فريق في المستوى، وسأنتظر الجلوس مع حسن بنعبيشة الذي يقوم بدوره بعمل جيد على مستوى الفئات الصغرى لأتعرف عن رأيه في العديد من الأشياء بحكم معرفته أكثر بالوداد وأستغل هذه الفرصة لأهنئه كذلك على الإنجاز الذي حققه رفقة المنتخب المتوسطي». تعاقب على تدريب الوداد مجموعة من المدربين، لكن العديد منهم لم ينجحوا وقد أرجع بعضهم ذلك لمحيط الفريق ألست متخوفا من هذا المحيط؟ «أنا ابن الدار ولست غريبا عن الوداد، والوداديون معنيون بمصلحة فريقهم أكثر من أي شخص آخر ومن الواجب عليهم حمايته والدفاع عن مصالحه والوقوف في وجه أعداء النجاح، وحين قبلت بهذه المهمة فإني جئت لهدف أساسي وهو خدمة مصالح الفريق وقلت للمكتب المسير بأني مهما عملت، فإن تظافر جهود الجميع ووحدة الصف والتعاون بين كل مكونات الوداد هي الكفيلة بإعادة التوهج للفريق والسير به نحو الألقاب، وما وجدته من ترحاب من طرف كل الجماهير الودادية يبدو مشجعا ويمنحني ثقة مضاعفة تدفعني لتسخير كل طاقاتي لفائدة هذا الفريق حتى أكون عند حسن ظن الجمهور والمكتب المسير». ألا تبدو لك هذه التجربة الجديدة مع الوداد مختلفة تماما عن باقي التجارب السابقة بحكم الضغط الكبير الذي يميز هذا الفريق؟ «قد تكون التجربة مختلفة لكنها لن تكون أصعب من باقي التجارب التي عشتها مع الفرق الأخرى، لأن الضغط قد يكون أكبر وأقوى حين تقود أندية تصارع من أجل الإفلات من النزول وهذا في نظري أصعب من الضغط حين تنافس على الألقاب، وشخصيا عملت في ظروف جد صعبة ومع أندية تفتقد للإمكانيات المادية وللبنية التحتية وللعديد من المؤهلات التي يتوفر عليها فريق الوداد، وشخصيا تفاجأت لمستوى البنيات التحتية التي أصبح يملكها الفريق حاليا من ملاعب ومستودعات وقاعات مجهزة وإدارة في المستوى، فكل ذلك يشجعك على العمل وبتوفر الإمكانيات المادية والدعم الجماهيري فالأكيد أن الأمور ستسير في الإتجاه الصحيح». ماذا عن علاقتك بالمكتب المسير؟ «هي علاقة أكثر من جيدة لأنها بنيت على الصراحة والمعقول، وهناك مساندة من طرف كل الأعضاء الذين جالستهم، والتعامل يتم بطريقة إحترافية من خلال إحترام الإختصاصات، فأنا المسؤول الأول على الفريق ولدي الورقة البيضاء وبالتالي، فإن نجاح الفريق هو نجاح للجميع وحين يكون الإخفاق فأنا المسؤول عنه، وحينما سأحس بأني شخص غير مرغوب فيه فإني لن أستمر ولو لدقيقة وسأنسحب في صمت، لأن هذه هي مبادئي التي لن أتنازل عنها». إلى جانب الفريق الأول هناك أيضا القاعدة التي تشكلها الفئات الصغرى، فهل تدخل في مجال إهتماماتك؟ «أنا مدرب للفريق الأول وهناك إدارة تقنية تهتم بباقي الفئات الصغرى ويوجد على رأسها إطار كفء من قيمة حسن بنعبيشة قام لحد الآن بعمل كبير، وأنا قبل أن أكون مدربا فأنا مكون كذلك وأنتظر الجلوس مع بنعبيشة لأتعرف أكثر على واقع هذه الفئات والعناصر المرشحة لحمل قميص فريق الكبار وحاليا، فإن معسكرنا بالجديدة يضم العديد من العناصر الشابة لأني قررت منح الفرصة للجميع حتى لا أظلم أي أحد، ومن طبيعة الحال فإن البقاء سيكون للأصلح.. وأنا متأكد بأن التواصل سيتم بشكل جيد مع بنعبيشة لأنه ابن الميدان وتهمه مصلحة الوداد كما تهمني كذلك». ما هي الأشياء التي تلح عليها في تعاملك مع اللاعبين وتدخل في أسلوب عملك؟ «من دون شك فإن النجاح في العمل يتطلب توفر الآليات والظروف المساعدة على العمل وبخصوص اللاعبين، فإن الضرورة تفرض الجدية والإنضباط والتعامل مع اللاعبين بمقولة «يد من حديد في قفاز من حرير»، لذا يجب على اللاعب عدم الخلط بين المشاكل الخارجية والداخلية، فحين يحمل قميص الفريق يجب عليه التركيز على الدفاع عن هذا القميص بكل تفاني وإخلاص وعدم التفكير في باقي المسائل المادية التي نعمل من جانبنا على إيجاد حلول لها، لذا فلا مكان داخل الوداد لأي لاعب لا يضحي ويموت من أجل هذا القميص الذي يعتبر غاليا جدا وارتداؤه هو شرف لكل لاعب». الأكيد أن مهمتك لن تكون سهلة هذا الموسم فكيف تنظر لباقي المنافسين؟ وكيف ستخطط للتفوق عليهم؟ «لا يمكن لأي مدرب في العالم أن يضمن لك الفوز بالألقاب، لأن ذلك مستحيل في عالم كرة القدم، لكن هذا لا يمنع من التخطيط للحصول على ما نريد وهذا ما سنسعى إليه، والتجارب التي خضتها مع العديد من الفرق الوطنية أثبتت لي بأن كل الفرق التي تواجه الرجاء والوداد تلعب أمامها بحماس زائد للتغلب عليها، وهذا ما يفرض علينا احترام كل الخصوم والإستعداد الجيد لكل المباريات وعدم التهاون فالعمل الجاد والإحساس بالمسؤولية والتركيز على الجانبين البدني والذهني هي أشياء كفيلة بمساعدتنا على التفوق وتحقيق الأهداف المرجوة». أظن بأننا قد أحطنا بأغلب الجوانب.. والآن جاء الوقت لكي نمنحك مساحة حرة لتوجه من خلالها رسالتك ... «هي كلمة أولى للجمهور الودادي الذي أشكره على الثقة التي وضعها في شخصي حيث تلقيت العديد من المكالمات الهاتفية المساندة والمدعمة، وأطلب من الجمهور طي صفحة الماضي والنظر للمستقبل بعين يغمرها التفاؤل، وأتمنى أن نضع اليد في اليد جميعا من أجل مصلحة الوداد الذي يعتبر ملكا للوطن بكامله، وأريد كذلك أن أنوه بالعمل الكبير الذي قام به المدرب السابق الزاكي بادو، حيث استطاع إخراج الفريق من وضعية جد صعبة وكان بإمكانه أن يحقق الأفضل لولا بعض المشاكل التي أثرت على مسيرة الفريق، وإن شاء الله سنكمل العمل الذي بدأه وأتمنى أن يحالفنا التوفيق. وشخصيا لست متطفلا على ميدان التدريب ومؤهلاتي وتكويني الأكاديمي وتجاربي شاهد على ذلك، وإن كنت قد غادرت الوداد سابقا فمن أجل التكوين والعودة إليه وأنا أكثر خبرة ونضجا وهذا ما حصل ونحن بحاجة للجمهور، فقد تغير كل شيء داخل الفريق إلا الجمهور فلا يمكن تغييره، وفي الأخير أوجه تحية تقدير للنهضة البركانية ولجماهير الفريق وللرئيس فوزي لقجع وأؤكد بأني أحتفظ بذكريات جميلة عن هذا الفريق وأنا رهن إشارتهم في أي استشارة تقنية». حوار: