بين إصدار اليوم وإصدار أول مرت عليه ثلاثة عقود ونيف.. تكون صحيفة «المنتخب» قد واصلت رحلتها التي وصفت ذات يوم بالمجنونة بذات الإصرار ونفس الثبات على المبدأ.. وخاصة نفس وفائها لقارئها الذي بادلها نفس مشاعر الإخلاص، ولم تتلون قط بغير لونها الأصلي الذي سنته مذهبا لخطها التحريري الملتزم وهو «المصداقية أولا وأخيرا».. في مثل هذا اليوم كان ميلاد هذا الصرح الإعلامي الشامخ.. وفي مثل هذا اليوم قبل 32 سنة تمخضت الفكرة على ظهر سفينة في عرض البحر، ولم يتوقع لها أحد أن تواصل إلى ما شاء الله أن تسير، في ظل تقلبات عصفت بمنابر وأطاحت بصحف وأعاقت تقدم عدد من المطبوعات.. تخوننا الكلمات ونحن نخلد اليوم ذكرى ميلادنا هته.. نعجز عن تقدير حجم وفائكم وإخلاصكم لهذا المنبر الذي آثر على نفسه وضعكم في الصورة الحقيقية لرياضتنا و خاصة كرتنا، مجردة من كل الخلفيات ومسنودة لظهر الحقيقة والمصداقية لإرواء عطشكم وتقريبكم من المشهد كما هو بلا مساحيق ولا تنميقات.. كل هذه العقود التي مرت، ما هي إلا تجسيد على أن وشيجة المحبة بيننا وبينكم لم تنقطع، وعلى أن رابط التعاقد أقوى من أن يتأثر بعاديات الدهر، وعلى أنكم أخلصتم لنا كل هذا الزمن فكافأناكم برحلة الصمود والبقاء أحياء رغم كل هذا الزخم الهائل من المعيقات التي تعترض كل يوم استمرار شريان الصحف في النبض. «المنتخب» بكل طاقمها القديم والجديد، بكل فرسانها الذين واصلوا النهل من نفس معين المصداقية والتحري الصادق للمعلومة والخبر، وبقادتها مصطفى بدري وبدر الدين الإدريسي، لا يسعها اليوم وهي تطل عليكم كما عودتكم كل اثنين وخميس، إلا أن تعترف أمامكم خجولة بأنكم أنتم ترياقها الذي تحيى به ومن دونكم ما كان لها أن تواصل. وإذ نصل اليوم هذا الرقم التاريخي من الصمود، ونعلن تجاوبنا مع سعيكم للتجديد ومواكبة روح العصر، فإننا نعدكم أننا سنواصل بإذن السميع العليم التحليق بنفس أشرعة التفاؤل، سنواصل المسير بفضل تفاعلكم وسند الرحمان، وسنكون عينكم التي ترمقون بها الوقع الرياضي بالمغرب ولسانكم الناطق بما يجول في خاطركم.. «المنتخب» التي انطلقت مستقلة وواصلت بنفس الإستقلالية، تحتفل اليوم بذكرى ميلادها وتخبركم أنه أخجلها تواضعا حجم الشهادات التي توصلنا بها من فاعلين، مسؤولين، مدربين ولاعبين أبوا إلا أن يقدموا شهادات العصر في حقها، وستواكبونها عبر موقعنا الإلكتروني و«اليوتوب» لتقفوا بأم العين على أسماء الرجالات والأبطال الذين واكبت «المنتخب» أمجادهم ودعمتهم في مسارهم.. بإسم طاقم المحررين وبإسم جيش المراسلين وهيأة الإخراج والرقن والتوضيب وكل من له رابط أو صلة بهذا الصرح أو «الزاوية» كما يفضل مديرها تسميتها به، نعلن لكم إمتناننا الكبير لحبكم، لتوريثكم حب الجريدة لأنجالكم وعلى أننا كنا ولا زلنا انتصارا للريادة أولا ولما غرسه فينا الأستاذان بدري والإدريسي من قيم الإحترام والتقدير لكل فاعل في المجال وتقديرا لمطالبكم ورغباتكم، سنواصل بنفس القيم التي لا تتأثر لا بمغريات ولا تعكرها طحالب.. ألف شكر لكم..