الرجاء والبايرن مبروك للرجاء العالمي إدارة وتسييرا ومدربا وأنصارا ولاعبين بلقب البطولة وعرق موسم دبره كل الرجال بكل المعادلات الصعبة، وجميل جدا أن تتفاعل الأفراح الخضراء على وقع خطة الأهداف الناجحة في موسم نال لقبين من ثلاثة، وجميل جدا أن ينتهي الموسم الإحترافي بعذاب المتعة الإنتظارية وفصول الدقيقة الحاسمة في قمتين شهدتا عنوانا عريضا إسمه النزاهة الكروية للمغرب الفاسي والدفاع الجديدي دفاعا عن المصداقية وتكذيب الأقاويل البغيضة المنسابة وراء التلاعب الذي طال محيط فاس من أن شيئا سيحدث في مباراة الجيش والمغرب الفاسي وهو ما كذبته القمة جملة وتفصيلا نتيجة وأداء بعيدا عن الإستهثار بالمسؤولية، مثلما إجتهد الدفاع الجديدي في تعذيب الرجاء طيلة فصول المباراة قبل أن يخسر بشرف كبير، ويأتي عذاب الفوز القيصري للرجاء محمولا بمخاض موسم كان من المفروض أن يحسم قبل أوانه بجولات، لكن قدره كتب على هذا النحو الحماسي بمعقله الأخضر، وشاءت أقداره أن تقام أعراسه في آخر استقبال بالدارالبيضاء قبل متم البطولة بجولة واحدة. مبروك للرجاء بدرعه التاريخي الجديد في بطولة احترافية ثانية على التوالي لم ترق للتطلعات الكبرى في العرض والأداء من المستوى العالي، ومبروك للرجاء الذي إمتص الزعامة والأرقام الهجومية كفريق وحيد وصل إلى التناغم الجماعي بنهج فاخر رغم أن خط الهجوم لم يصل لدرجة الإقناع الجامع انطلاقا من النسبة العامة للتهديف تحت سقف أقل من هدفين في المباراة الواحدة، وفي كل الأحوال إعتبر نادي الرجاء الأفضل في كل النواحي الإستراتيجية واستحق ريادته بمطاردة خلاقة للجيش الملكي كفريق ثاني كاد يستحق لقب الزعيم الذي أطلقته عليه شخصيا منذ سنوات تقريبا، لكنه على مستوى الأرقام الهجومية يبدو ضعيفا بالنظر إلى تسجيله 31 هدفا طيلة موسم مفروض أن يكون البطل الحقيقي حاسما بكل الأرقام التنقيطية والهجومية والدفاعية، وهذا ما يضع الرجاء في القمة رغم غياب الإقناع الإحترافي وغياب لاعبين من المستوى العالي لدى عامة الأندية. مبروك للرجاء على تأهلها التاريخي أيضا إلى مونديال الأندية إلى جوار البايرن الألماني ومونتيري الميكسيكي وأوكلاند سيتي النيوزيلاندي، ومبروك للمغرب مستضيف كأس العالم للأندية 2013 و2014 في حلة سيكون ثمنها غاليا بأرباح صورة المغرب السياحية والإشعاعية، لكن بإرهاق مالي كبير يصل إلى 36 مليار كل دورة ستضخ في خزينة الفيفا إذا ما قسنا سعر نزول الدولار الأمريكي، طبعا يعتبر تأهل الرجاء لثاني مرة في تاريخه إلى مونديال الأندية شيئا رائعا في مساره الكروي كفريق قارع أندية العالم الكوني للكرة في عز الزمن الجميل وشهد له ريال مدريد إنجازه المثير عندما خسر الرجاء أمامه بثلاثة أهداف لاثنتين في أوائل الألفية الثالثة، ويفترض أن يعود مجددا إلى الأضواء بجيل جديد ربما يراه محمد فاخر أقل ضوءا من الجيل السابق إلا إذا تغيرت الصورة الإحترافية لدى اللاعبين من أنهم سيلعبون كرة نموذجية مع أقوى المدارس العالمية وليس الاستسلام لضريبة الفارق الاحترافي بينه وبين الآخرين في انتظار ما إذا تأهلت الكرة البرازيلية أو الأرجنتينية لرفع الكوطة العالمية، لذلك فالرجاء البطلة مطالبة بعد نهاية الإحتفالات بقراءة مضامين خطة المونديال على أنه رهان لامتصاص الخبرة الكبرى للإحتراف العالمي، وجزء لا يتجزأ من المقاومة الفعلية لمشروع منجز اللقب الذي ناله السبت الماضي باستحقاق كبير، ورهان إضافي لكل اللاعبين سواء اللذين حضروا التتويج أو الذين سينتدبهم الرجاء خلال الميركاتو الصيفي المقبل. --------------------------------------------------- بايرن ميونيخ فاز بالغلة الأوروبية وربح مكانه الطبيعي بكأس العالم للأندية بالمغرب، فهل ننتظر أصلا زحف الجماهير الألمانية بالغزارة التي ستملأ إما ملعب مراكش أو ملعب أكادير؟ وهل ينجح المغرب في استقطاب هذا الحشد الجماهيري الألماني بإلتصاق وثيق مع أنصار المدرب الإسباني بيب غوارديولا؟ وكيف سيشتغل المنظمون المغاربة على التسويق والدعاية داخل المعترك الألماني البعيد عن الأزمة الإقتصادية لتسهيل عملية استجلاب ما لا يقل عن 100 ألف زائر ومناصر ألماني؟ وهل سينجح المغاربة المشكلون للجان الثلاثية في إنجاح الدورة الأولى لتفادي الهزات التي عاشتها التجربة اليابانية الأخيرة بعد أن خسرت الشيء الكثير لفراغ مدرجات الملاعب واعتبر الحدث فاشلا في كل شيء؟ هي أسئلة الساعة حتى ولو قيل أن المغرب ليس هو اليابان على مستوى الخريطة الأوروبية القريبة جغرافيا من المغرب، والأجوبة عليها رهينة بقراءة أدق تفاصيل الخاصة بالتسويق الإعلامي للحدث ولو تطلب ذلك تعاون الدول الصديقة.