في الرابع عشر من شهر شتنبر المقبل ستنطلق منافسات البطولة الوطنية لكرة القدم، في موسمها «الاحترافي» الثاني. وتحث الفرق الخطى من أجل أن تكون في الموعد وتتنافس على اللقب أو على الحفاظ على مكانتها في القسم الأول. «المساء» وعلى امتداد 16 حلقة ستقربكم من استعدادات الفرق المغربية، أهدافها وطموحاتها ولوائح لاعبيها. قرر الرجاء البيضاوي القطع مع أزمة المال واستجاب للربيع العربي الذي حول ملعب الوازيس إلى ما يشبه ميدان التحرير، يردد فيه أنصار الفريق شعارات الرفض ويهتفون باسم التغيير، رافعين لافتات كتبت بحبر الرحيل، استجاب الجمع العام لمطالب الجماهير، فرحل عبد السلام حنات وفريق عمله، وجيء برئيس من المدرجات يدعى محمد بودريقة الذي استقدم محمد فاخر ابن الفريق وحوله إلى «كوافير» منح للنسور «نيو لوك»، بعد أن استبدل قطع الغيار القديمة بأخرى جديدة أو مستعملة. أعلن الجمع العام الأخير للرجاء البيضاوي بداية عهد جديد، حيث تم لأول مرة تعيين رئيس من خارج مربع الحكماء، وفي اليوم الموالي تم التعاقد كتابيا مع امحمد فاخر، بعد أن وعد بالعودة إلى الفريق الأم في حالة تغيير الرئيس وهو ما حصل. منح الرئيس الجديد محمد بودريقة للمدرب صلاحية انتداب اللاعبين القادرين على ترجمة رغباته إلى أهداف وتحقيق حلم الرجاويين بالظفر بلقب البطولة، لأن القاعدة الجماهيرية لا ترضى بغير الألقاب. تقول لازمة شهيرة ترددها مدرجات الرجاء، «مللي جبنا امحمد فاخر/ في الرجاء نوينا خير»، ولقد صدقت تنبؤات محبي الفريق «الأخضر»، حيث نال النسور لقب البطولة لكن الطلاق حصل في الموسم الماضي وحال دون استمرار فاخر، الذي لم يتعاقد مع أي فريق بالرغم من العروض المغربية التي طوقته، بل ظل يتابع نبض الرجاء غير مبال بانتهاء «العدة» وبمن يطرق بابه كل مساء، مفضلا التحليل الرياضي في إحدى المحطات الإذاعية وهي الصفة التي مكنته من العيش في قلب الحدث الكروي، ومواكبة مستجدات الدوري الاحترافي المغربي بأدق تفاصيله. قبل أن يتعاقد فاخر مع بودريقة، كان الأول يحمل مشروعا جديدا غايته إعادة الرجاء إلى منصات التتويج والقطع مع الأدوار الثانوية، وهيأ لائحة تضم خمسة عشر لاعبا كان فاخر يتابع مسيرتهم باهتمام شديد، بالمقابل وضع العديد من الأسماء التي كانت تشكل العمود الفقري للرجاء في الموسم الماضي، كأوحقي وسليم ومالكويت وباكايوكو وطلال وبلعمري وعتبة خارج اهتماماته، وتم تسريح لاعبين انتهت عقودهم من قبيل لمباركي والصواري والجرموني ومسلوب وأيت العريف والجوهري ولم يسلم الذين أنهوا فترة الإعارة من رياح التغيير كيوسوفو والدنكير، بل إن المدرب غير طاقمه التقني أيضا حيت استغنى عن خدمات مساعده جريندو والمعد البدني جعفر ومدرب حراس المرمى تابث. في الجانب الآخر، كان الرئيس الجديد محمد بودريقة يوقع الشيكات دون تردد، كلما زكت حكومة الظل التي وضع على رأسها قيدوم المسيرين رشيد البوصيري، واستعان فيها بخبرة التقنوقراط من قبيل الزيات وبلغيتي وغيرهما من الأسماء التي اشتغلت لفترة مع الرئيس الأسبق عبد الله غلام، مقترحات فاخر وباركوا مسعاه الرامي إلى تغيير جلد الفريق، لأن الرهان الأكبر هو المشاركة في نهائيات كأس العالم للأندية، والتي ستضخ في خزينة الرجاء أزيد من أربعة ملايين دولار، أي أن النادي البيضاوي لن يخسر شيئا إذا تحقق مبتغى التأهيل لمونديال الأندية المقرر إقامته في المغرب، وهذا يتطلب أولا الظفر بلقب البطولة وفي أسوء الحالات الاكتفاء بلقب وصيف البطل. خلافا للموسم الماضي شرع الرجاء في تحضيراته مبكرا، أقام معسكرا في عين دراهم بتونس وكثف من تجمعاته المفتوحة والمغلقة أملا في تحقيق الحد الأقصى من الانسجام بين عناصر جديدة، كلها حماس لصنع الأفراح في المدرجات وإنهاء حالة الانكسار التي عاش على إيقاعها محبو النادي في الموسم الرياضي الماضي، كما خاض الفريق ب«لوكه» الجديد تسع مباريات ودية.