كريمات الكاف من قال أن اقتصاد الريع والمقالع والمقالعية إنتهى فهو واهم، والدليل هو حفل توزيع شواهد التدريب من الصنف ألف، والتي تكرمت بها الجامعة مؤخرا على بعض المحظوظين والمبشرين بالقسم الوطني الأول ولكل مدرب ما نوى.. تم جمع الكثير من البيض في سلة واحدة، بعد أن نال شرف الدبلوم المبتدئ والمهترئ، المخضرمون والجدد فلا فرق بينهم إلا بالتقوى والولاء لمورلان ومول «الباش».. أن يكون للمغرب نصاب هام من المدربين الحاملين لدبلومات عالية في التدريب، فهذا شيء ما تنازع حوله شخصان ولا تناطح بشأنه عنزان، لكن أن تتحول الشواهد ل «لكريمات» ومأذونيات يتم تأجيرها ووضعها تحت الطلب، فهذا إجراء فيه أكثر من مقال، ويزكي أن الكرة والتدريب تشجع على الإتكالية واقتصاد الريع لا محالة، لأنه لا معنى لتمكين مدربين منهم من شارف على التقاعد وآخرين لا يمارسون وفي جيبهم أكثر من «كرتوش» ويلبسون أكثر من قبعة، من هذه الشواهد برعاية الكاف في وقت يتدور آخرون جوعا وكمدا وحسرة وبطالة.. قامت الدنيا ولم تقعد حين حل مورلان منذ سنوات ليست بالقصيرة بالمغرب، ليمارس هواية محو الأمية في حق كثير من المدربين، بعد أن قرر إلغاء ونسخ كل الشواهد القادمة من هامبورغ الألمانية، وقال أنها لا ترتقي لمعايير الإعتراف والجودة وبالدارجة قال أنها دبلومات»مدرحة».. باركت الجامعة قرار المقيم العام الكروي، ومنحته صلاحيات واسعة بالتنسيق مع ودادية هي الأدرى بشعاب مكة وخريبكة وتادلة وباقي الحواشي الأخرى من المغرب، ليبدأ لعبة الدورات التكوينية المسلوقة التي تمنح شواهد «كوكوت مينوت» للذين ينحنون مع العاصفة وللذين يجيدون رد السلام. لغاية اليوم لم نسمع عن قدوم محاضر «طنك» من طينة الصناديد الكبار، سمعنا عن حضور رودان الفرنسي وأفارقة ظلوا يجعلون من مركز المعمورة فضاء لاستظهار أساليب ومناهج ولى الدهر وأكل عليها وشرب.. من بين الثلاثين مدربا الذين تم منح بعضهم شواهد للتدريب وآخرون نالوا مأذونيات المهنة ليضعوا عليها يافطة «للكراء»، كان هناك من يبلغ عمره في عالم التدريب ساعتين من الزمن قضى ساعة منها «يبرد حنكو» من صفعة رئيسه الذي اختاره لمباراة الكأس فخذله في الإمتحان.. منهم من يعمل تحت وصاية مورلان، فكان جزاء الطاعة شهادة تدريب حتى وإن كان الشهود يؤكدون أنه لا يفقه في التدريب والكرة غير الإحسان.. منهم من قيل والله أعلم أنه «حيح» على رئيس الودادية المسكين والمغلوب على أمره، كي يكون مع الزمرة المرضي عنها فنال كعكة الدبلوم كغيره.. ومنهم من حضر لمراكش ل 3 أيام وهي أقصى مدة «ضيافة الله» فعاد غانما مكرما بشهادة الإعتراف الكافاوية.. ومنهم من أمضى داخل أكاديمية المعمورة سنة، فتوج قربه من المرضي عنهم هناك، بحظوة كبيرة مكنته من الحصول على الدبلوم الذي لم ينله لا بودربالة ولا ظلمي ولا تيمومي ولا حتى حجي وفراس، وكلهم بشهادة الإستحقاق للمسار الدولي يستحقون أكثر من دبلوم ألف كما هو معمول به في إيطاليا مع بيرغومي و كابريني وجيانيني، تكريما لمشوارهم الدولي حتى وإن كانوا زاهدين في التدريب وصداعه.. للأسف لو قمنا بجرد بسيط لوضع الذين نالوا هذه الدبلومات والمعايير الغامضة التي اعتمدت في توشيحهم، لوصلنا لحقيقة صادمة وهي أن منهم من هوى بفرق للقسم الثاني وهنا كان يتوجب سحب هذا الدبلوم منهم على شاكلة «البيرمي المثقوب».. ومنهم من ظهر في بداية الموسم وغاب مثل رومل ثعلب الصحراء.. ومنهم من يشتغل مدربا، ومكونا ووكيلا ومانادجر وتريتور حفلات.. ومنهم يظهر حين يستقيل مدرب، لينتدب آخر فينال أجرين مثل المجتهد، أجر المانادجر والمشرف العام وأجر صاحب «لاكريمة».. ومنهم من يرابط في الجامعة يتنقل مع لجنة الإحتراف بين الملاعب لتفقد الإنارة وعشب الملاعب، ولا يتذكر التدريب إلا حين تحضر الكاف.. ومنهم كثيرون في رصيدهم بالقسم الأول على امتداد كل سنوات الخدمة 20 مباراة بتمامها وكمالها، فنالوا شرف الصفوة.. بألمانيا التي عادت لبعث من جديد ولتمثل للعالم مرجعا كرويا قائم الذات، أصبحوا يلزمون من يرغب في شهادة تدريب معترف بها أن يكون في رصيده 600 ساعة من التحصيل العلمي.. اللجنة لا تقف لتسأل المدرب عن أحواله والتنشيط الدفاعي والهجومي وكل المفردات الخشبية التي حفظها الجميع، يسألونهم عن الكرة وعلم النفس وأسرار التمزق العضلي والغضروف وكل مشتقات الكرة.. هذا هو الفرق بين الكرة في بلد الماكينات والكرة عند جامعة حولت الدبلومات ل «كريمات»..