سيكون مستقبل الحارسين أليسون بيكر وكايلور نافاس على المحك عندما تلتقي البرازيلوكوستاريكا الجمعة في سان بطرسبورغ ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة الخامسة لمونديال روسيا 2018. الكوستاريكي نافاس هو الحارس الحالي لريال مدريد الإسباني، وأليسون مرشح بقوة لخلافته، ما يجعل اللقاء بين منتخبي بلديهما مناسبة لكل منهما لتقديم أوراق اعتماده لإدارة النادي الملكي، في ظل الحديث عن رغبة جدية من بطل أوروبا لضم الحارس البرازيلي من روما الإيطالي. اعتاد نافاس (31 عاما) على التشكيك بمستقبله في "سانتياغو برنابيو" منذ انضمامه الى النادي الملكي عام 2014 من ليفانتي، لكنه نجح دائما في الرد على أرضية الملعب ولعب دورا حاسما في تتويج فريقه بدوري أبطال أوروبا في المواسم الثلاثة الأخيرة. بالنسبة لنجم البرازيل والغريم الكاتالوني برشلونة فيليبي كوتينيو، فنافاس "حارس مذهل... لقد قدم موسما كبيرا". السؤال الذي يفرض نفسه في حالة نافاس: كيف يكون مركزه في خطر بعد مساهمته في إحراز فريقه لقب دوري أبطال أوروبا للموسم الثالث تواليا؟ الجواب بسيط: نافاس، المؤمن الملتزم، لا يتمتع بالكاريزما أو الاستعراض اللذين يحبذهما ال"سوسيوس"، المشجعون الذين يملكون أسهما في النادي والممثلون في جمعيته العمومية. ورغم ذلك، فإن الكوستاريكي الذي انضم الى ريال بعد أداء لافت في مونديال 2014 حيث قاد بلاده الى ربع النهائي قبل الخروج بركلات الترجيح على يد هولندا، قاوم كل الانتقادات وحافظ على تركيزه ومستواه حتى عندما كان رئيس النادي الاسباني فلورنتينو بيريز قريبا من استبداله بالحارس الاسباني لمانشستر يونايتد الإنكليزي دافيد دي خيا عام 2015. سعى ريال جاهدا في حينها لضم دي خيا، ما دفع بقائده وحارسه الاسطوري إيكر كاسياس للانضمام الى بورتو البرتغالي والرحيل عن النادي الملكي الذي التحق به عام 1990 وهو في سن التاسعة. كانت صفقة انتقال دي خيا شبه محسومة لكن يونايتد، وبحسب النادي الملكي، تأخر كثيرا في إرسال الوثائق المطلوبة، وتسلمها عملاق مدريد بعد دقائق من إقفال باب الانتقالات الصيفية عام 2015. صمد نافاس على رغم الحديث المتواصل عن رغبة ريال بضم حارس "كبير"، معتمدا على روحية وفلسفة الفوز لديه، لأن "في مدريد، يعلمونك الفوز، ووحده الفوز يؤخذ في الحسبان" بحسب ما يلخص الحارس الذي دافع عن شباك بلاده في 78 مباراة حتى الآن. في روسيا 2018، بدا نافاس لا يقهر منذ المباراة الأولى لبلاده ضد صربيا، إذ وقف سدا منيعا في وجه محاولات دوسان تاديتش وسيرغي ميلينكوفيتش-سافيتش والكسندر ميتروفيتش ورفاقهم، قبل أن ينحني أمام ركلة حرة لا تصد لألكسندر كولاروف. لا جدل حول مكانته في المنتخب، لكن مركزه في ريال أصبح مهددا أكثر من أي وقت مضى بعد قرار المدرب الفرنسي زين الدين زيدان الاستقالة من منصبه، نظرا لأن الأخير كان من المدافعين عنه والمتمسكين به. وكما الحال في كل فترة انتقالات، بدأت الصحافة الإسبانية بالبحث عن بديل لنافاس بين الخشبات الثلاث للنادي الذي تسبب ببلبلة قبيل انطلاق المونديال بإعلانه انتقال مدرب المنتخب الاسباني جولن لوبيتيغي اليه بعد كأس العالم، ما أدى الى اقالة الأخير والاستعانة بفرناندو هييرو. وبحسب وسائل الاعلام الإسبانية، يسعى ريال لضم الحارس الأوكراني الواعد اندري لونين (19 عاما)، لكن "الهجوم الأكبر" بحسب صحيفة "ماركا" هو على البرازيلي أليسون، وبدأ ريال بالفعل التفاوض مع فريقه روما لضمه في صفقة تقدر ب60 مليون يورو. بالنسبة لأليسون (25 عاما)، لا يريد التعامل شخصيا مع هذه المواضيع لأن "وكيل أعمالي يعتني بكل هذه الأسئلة وما سيحدث سيكون أفضل ما يمكن أن يحصل لي ولفريقي". وأكد الحارس البرازيلي الذي يدافع عن شباك روما منذ 2016 بعد انتقاله اليه من انترناسيونال، انه "مركز على الفترة التي أعيشها مع المنتخب الوطني. لدي عقد مع روما وأنا سعيد جدا بما أختبره، يسعدني أن أتمكن من تحقيق حلم طفولتي (بالمشاركة في المونديال)". لكن الحلم لم يبدأ بشكل مثالي لأليسون مع الانطلاقة البرازيلية المخيبة بالتعادل مع سويسرا 1-1، وبالتالي سيسعى جاهدا لتجنب تلقي مرماه أي هدف خلال المباراة الثانية المصيرية ضد كوستاريكا وحارسها نافاس. ويدرك أليسون الذي يتلقى تعليماته في المنتخب من الحارس التاريخي كلاوديو تافاريل، بطل مونديال 1994 ووصيف 1998، ان "كرة القدم هي رياضة يجب أن تثبت فيها نفسك باستمرار. وأفضل طريقة للقيام بذلك هي أن أظهر لتيتي (مدرب البرازيل) وتافاريل أنهما كان مصيبين باختياري". وإذا أثبت أليسون أن تيتي وتافاريل كانا محقين في ثقتهما به بين الخشبات الثلاث لبطل العالم خمس مرات، سيرفع أسهمه لدى بيريز وإدارة ريال، وسيعزز حظوظه بالوقوف بين الخشبات الثلاث للنادي الملكي الذي سيدخل في سباق مع ليفربول الإنكليزي على خدمات البرازيلي.