يمكن القول أن المغرب ارتبط بقصة عشق قوية مع كأس العالم، فبرغم أن مصر كانت أول بلد عربي وإفريقي يكتشف أجواء المونديال، بمشاركتها في النسخة الثانية لكأس العالم سنة 1934 ب بحصولها على بطاقة دعوة، إلا أن المغرب هو أول بلد عربي وإفريقي سيضع البصمة القوية التي ستغير الكثير من الأشياء في تاريخ إفريقيا وكأس العالم. ويمكن اعتبار مشاركة المنتخب المغربي في تصفيات كأس العالم 1962، بنقطة التحول في علاقة إفريقيا بالمونديال، فخلال هذه النسخة لم تكن إفريقيا لتحصل على بطاقة كاملة، إذ كان يتوجب على المتأهل من كل الأدوار التصفوية أن يلعب مباراة سد أمام منتخب أوروبي لعله يطفر ببطاقة التأهل للنهائيات. ولم يكن تفوق المغرب في كل الأدوار الإقصائية لكأس العالم 1962، ومواجهته في مباراة السد لمنتخب إسبانيا وخسارته ذهابا وإيابا، لتمر دون أن تحدث رجة قوية في أوساط كرة القدم العالمية. فمع شعور الأفارقة بالظلم جراء حرمانهم من بطاقة مشاركة كاملة في الأدوار النهائية للمونديال، ستقاطع إفريقيا تصفيات كأس العالم 1966، وهو ما أشعر الفيفا بتأنيب ووخز الضمير لتقرر منح إفريقيا بطاقة مشاركة كاملة بداية من مونديال 1970 بالمكسيك، البطاقة التي سيكسبها المغرب ليكون أول بلد إفريقي يتأهل لنهائيات كأس العالم عن طريق التصفيات. وسيسمح تصدر المنتخب المغربي لمجموعته النارية خلال نهائيات كأس العالم 1986 بالمكسيك وتأهله للدور الثاني كأول منتخب إفريقي يحقق هذا الإنجاز، إلى جانب الصورة الرائعة التي ظهر بها منتخب تونس في كأس العالم 1978 بالأرجنتين والجزائر والكامرون في مونديال 1982 بإسبانيا، بأن يزيد الإتحاد الدولي لكرة القدم في عدد المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس العالم. قصة العشق بين المغرب وكأس العالم التي انطلقت سنة 1970، هي التي سنرويها لكم عبر حلقات مشوقة بداية من يوم غد الأحد.