لئن كان هناك شيء أثار إستغراب مؤرخي كرة القدم الإفريقية والعالمية على حد سواء، فهو التأخر الذي سجله الفريق الوطني المغربي في الدخول لمسرح الأحداث على مستوى كأس إفريقيا للأمم التي انطلقت أولى نسخها سنة 1957 بالخرطوم، بالرغم أنه كان سباقا للحضور على المسرح العالمي من خلال مشاركته في نهائيات كأس العالم 1970 بالمكسيك، بل إنه كان قاب قوسين أو أدنى من بلوغ نهائيات المونديال قبل ذلك بكثير عندما نجح في عبور كل الأدوار التصفوية على مستوى القارة الإفريقية لينازل في مباراة سد منتخب إسبانيا سنة 1961 للعبور إلى مونديال 1962 بالشيلي. تلك المواجهة التي حسمها منتخب إسبانيا بفوزه ذهابا على أسود الأطلس بالذهاب بهدف ديل صول في الدقيقة 83، ثم أعاد الكرة بفوزه بمدريد يوم 23 نونبر 1961 بثلاثة أهداف لهدفين (هدفي الرياحي وعبد الله مالقا)، ليتأهل الماتادور الإسباني إلى مونديال 1962 بالشيلي. وكان الحكم على متصدر تصفيات القارة الإفريقية بمواجهة منتخب من أوروبا في مباراة قد أثار العديد من ردود الفعل القوية بإفريقيا، ما استدعى دول القارة إلى مقاطعة تصفيات كأس العالم 1966 بأنجلترا، والمطالبة بمقعد قار للقارة الإفريقية في نهائيات كأس العالم، وهو الأمر الذي ستقره الفيفا خلال مونديال 1970 ليكون المغرب أول منتخب إفريقي يصل إلى كأس العالم من خلال الأدوار التصفوية، بعد أن كان منتخب مصر قد سجل حضوره في نهائيات كأس العالم 1934 ببطاقة دعوة. المنتخب المغربي دخل لأول مرة في تاريخه تصفيات كأس إفريقيا للأمم في نسختها الرابعة التي جرت نهائياتها سنة 1963 بغانا، إذ واجه في الدور الحاسم المنتخب التونسي، وخسر أسود الأطلس مباراة الذهاب بتونس العاصمة بحصة 4 1 (سجل هدف الفريق الوطني علي)، وبرغم أن الأسود سينجحون في الفوز على نسور قرطاج إيابا ب 4 2 (أهداف: الخلفي (2) البطاش وأقصبي)، إلا أنهم سيقصون من الدور الأول ليتأجل الحضور لأول مرة في نهائيات «الكان» إلى ما بعد هذا التاريخ. واستجدت ظروف حالت دون مواصلة الفريق الوطني لبحثه عن التأهل الأول من نوعه لنهائيات كأس إفريقيا للأمم، ليغيب عن تصفيات الدورتين الخامسة والسادسة، ويجرب حظه في تصفيات النسخة السابعة التي جرت نهائياتها سنة 1970 بالسودان، وهي ذات السنة التي سيسجل فيها الفريق الوطني حضورا لافتا في نهائيات كأس العالم بالمكسيك. إلا أن الفريق الوطني سيعجز كما كان الحال سنة 1963 في تخطي الدور الأول، إذ نازل المنتخب الجزائري ذهابا بالجزائر العاصمة يوم 9 مارس 1969 وخسر أمامه بهدفين لصفر، ثم عاد وإلتقاه يوم 22 مارس 1969 في مباراة الإياب بمدينة أكادير وكان الفوز حليف أسود الأطلس بهدف المعروفي، إلا أن الفريق الوطني سيقصى مجددا من الدور الأول. والصورة المرفقة بالموضوع تمثل التشكيلة التي واجهت المنتخب الجزائري سنة 1969 ولم تفلح في تسجيل حضورها بنهائيات كأس إفريقيا للأمم 1970 بالسودان. الواقفون من اليمين: علال البوزيدي الفيلالي مولاي ادريس المعروفي عبد الله باخا الجالسون من اليمين: الغزواني حمان باموس سعيد غاندي.