من قال أن الحسنية أعلنت عن منافستها عن درع البطولة الإحترافية منذ انطلاق الموسم الكروي؟ لم نسمع بذلك على الإطلاق وفي الكواليس ما كان متفقا عليه بين إدارة النادي والمدرب الأرجنتيني ميغيل غاموندي هو خطف مقعد إفريقي بعد سنوات من الغياب عن المنافسة القارية. الغزالة السوسية ظهرت في أبهى حلة حيث أنهى رفاق أوبلا الشطر الأول أبطالا للخريف وهو ما ساهم في إرتفاع أسهمهم ضمن الفرق المرشحة هذا الموسم للقب رغم ان تصريحات اللاعبين تؤكد ان الهدف إنهاء الموسم ضمن الأربعة الأوائل وضمان مشاركة خارجية عقب ذهاب فاق كل التوقعات. كل شيء سار على ما يرام بل افضل من ذلك، وتوقفت البطولة بسبب «الشان» لتعود العجلة للدوران من جديد ولتظهر الصورة المظلمة التي كان يخشاها جمهور الحسنية على فريقهم بعدما تعودوا في السنوات الأخيرة على ذهاب مثالي وإياب كارثي الذي يشهد التراجع المخيف على مستوى النتائج. حسنية أكادير في مبارياته الأخيرة لم يسقط إلا مرة وحيدة أمام الفتح الرباطي بمعقل هذا الأخير وبالمقابل تعادل كثيرا وأضاع نقاطا في المتناول في مواجهاته السابقة التي كانت كفيلة بتصدر المشهد واستعادة زعامة ظل متشبتا بها ولدورات، قبل أن يتلقى غاموندي الأخبار غير السارة والتي توالت في النصف الثاني من الموسم والمتمثلة في الإصابات ..غاب صخرة الدفاع والهداف سفيان بوفتيني لأكثر من شهرين لتلحقه بعدها إسماء تشكل مفاتيح اللعب والأوراق التي يعتمد عليها ربان الغزالة بخاصة في مرحلة مهمة من الموسم. ليضاف مشكل جديد يتمثل في العقم الهجومي حيث لا يسجل بطل الخريف كثيرا ولكم ان تتأكدو من ذلك من خلال محصلة المباريات الست الأخيرة ومن سجل .. صعوبات إذن عطلت قطار الحسنية الذي لم يعرف التوقف ذهابا وفي الشطر الثاني الامور أضحت مختلفة بعدما كان اللقب قريبا، الآن يبتعد شيئا فشيئا لكن مع الإحتفاظ بخيط الأمل. حبيب سيدينو قالها من قبل في واحدة من إطلالاته بأن الموسم ناجح قبل أن ينتهي وهذا ما يدل على رضا إدارة الفريق السوسي على الحصيلة ونحن على مشارف النهاية في إنتظار المفاجآت في المرحلة الأخيرة من السباق وما ستحمله الدورات الأربع من نتائج قد ترجح كفة فريق على آخر وقد نشهد تبادل المراكز، فكل شيء ممكن. ومع إقتراب حلول الصيف تزداد التكهنات عن إهتمام فرق كبرى بابرز نجوم الحسنية، ولعل بديع أووك من سيتصدر المشهد، حيث هناك من وضعه من الآن بالوداد البيضاوي، والبعض يؤكد إهتمام الزعيم الجيش الملكي للإستفادة من خدماته، ومن جانبه فالمكتب المسير لحسنية أكادير أكد غير ما مرة ان أووك إذا غادر أسوار البيت الأكاديري فسيلعب خارج المغرب، عموما حتى اللحظة لا أخبار مؤكدة عن رحيل أي من الثوابت رغم القيل والقال عن مستقبل بديع أووك وبعده كريم البركاوي، ثنائي أثار إعجاب المتابعين والمراقبين في السنوات الأخيرة، وهنا سيظهر فكر الإستثمار داخل إدارة الحسنية. إدارة إستفادت من أخطائها السابقة ونجحت في إقناع «المايسترو» المهدي أوبلا بالبقاء وإطالة المقام بأكادير لثلاث سنوات إضافية والدور هذه المرة قادم لا محالة على أسماء تألقت في سماء البطولة وتصعيد أخرى لا زالت في إنتظار فرصتها ولعل أهمها كريم آيت محمد لاعب الأمل الذي تحدث عنه ميغيل غاموندي في الصيف الماضي والذي تتم دعوته من قبل مدرب الأشبال مصطفى مديح. الخلاصة ان مرحلة الفراغ التي يعيشها حسنية أكادير جاءت في وقت ليس بالمناسب، تتطلب «كوماندو» جاهز وصفوف مكتملة وهذا ما عانى منه في العديد من المناسبات لضعف بنك إحتياطه، ناهيك عن القناص الذي افتقده في مرحلة لا يجوز فيها إهدار الأهداف والنقاط بتلك الطريقة التي تصدر الخيبة والحسرة. المنافسة على اللقب تبدأ من الموسم القادم بأسماء رنانة وليس فقط بالإعتماد طيلة الموسم على أسماء إعتدنا مشاهدتها، أكثر من 11 لاعبا بنفس المستوى كفيل بمنح الغزالة ذلك النفس الطويل في سباق الصراع على اللقب، وما وجب التفكير به من الآن الحفاظ على الوصافة المهددة وعدم الرحمة بالميدان فيما تبقى من مواجهات للعودة إلى المنافسات الإفريقية التي اشتاقت إليها منذ فوزها باللقب قبل 15 سنة.