لا أخشى «الماطادور» وإيران أقوى مما يتخيله المغاربة لعبت ضد ميسي ورونالدو وتستهويني مواجهة النجوم مع اقتراب موعد مونديال الأحلام، ومن أجل تقريب قراء» المنتخب» أكثر، من الأسود المغاربة الممارسين بأوروبا، كان لزاما التنقل لمجالسة بعض لاعبي المنتخب المغربي، لمعرفة آخر مستجداتهم في إطار السياسة التي تنهجها الجريدة منذ سنوات خلت. ولأن غالبية أسود الأطلس يتكوزن في الجارة الإيبيرية، قررنا أن تكون بداية رحلتنا من إسبانيا للقاء نور الدين أمرابط، نجم ليغانيس، من أجل الوقوف معه على كل كبيرة وصغيرة تهم حضوره في «الليغا»، والحديث معه عن الوديتين أمام صربيا وأوزبكستان، وكذا مشاركة المغرب في مونديال روسيا، ومواضيع أخرى نترككم، تتابعون تفاصيلها بشكل حصري وإنفرادي.. المنتخب: بداية نور الدين أهلا بك عبر جريدة «المنتخب» مجددا، حدثنا عن تواجدك في العاصمة مدريد رفقة ليغانيس، كيف تسير الأمور داخل هذا الفريق الإسباني، بعد تجارب خضتها في إنجلترا، تركيا وكذا هولندا؟ أمرابط: الحمد لله أموري تسير بشكل جيد داخل فريقي ليغانيس، والبطولة الإسبانية أعرفها جيدا بحكم مروري سابقا من مالقا، قبل الإنتقال لواتفورد، أنا سعيد باللعب ب»الليغا» لأني أحافظ داخلها على التنافسية وألعب بإنتظام، وهذا أمر يحبذه أي لاعب في العالم كيفما كانت قيمته. ليغانيس فريق مهيكل وبحكم لعبي في عدة أندية وبطولات أوروبية، أؤكد أني مرتاح هنا لأني ألعب كثيرا، وهذا أمر جيد لأن الفترة الحالية تتطلب الكثير من التركيز، خاصة وأن كأس العالم بات قريبا. المنتخب:رفقة ليغانيس لم تسجل العديد من الأهداف، ما الأسباب وراء ذلك؟ أمرابط: ما لا يعرفه الكثيرون، أننا داخل ليغانيس نلعب أكثر بطريقة دفاعية، وهذا الأمر لا يتيح للاعبين الهجوم كثيرا، اللعب المفتوح في المباريات داخل البطولة الإسبانية قد يجعل الفريق يخسر عدة مباريات. رغم أني لا أسجل كثيرا فلست منزعجا من هذا الأمر، فأنا أخوض المباريات بشكل مسترسل، وهذا هو الهدف الذي جئت من أجله إلى ليغانيس بعد فترة صعبة شيئا ما داخل واتفورد. المنتخب: أكيد أن مجاورتك لمواطنك نبيل الزهر، داخل الفريق، ساعدتك على التأقلم بسرعة داخل المجموعة، وهذا ما لا حظناه في الحصة التدريبية التي تابعناها مباشرة، فأنت لا تفارقه في الملعب؟ أمرابط: نبيل صديقي العزيز، وحضوره هنا ساعدني كثيرا من أجل التواصل مع كافة اللاعبين، إنه لاعب كبير والإسبان يحترمونه كثيرا، وأكثر ما يعجبني فيه إحترافيته، وعدم إستسلامه للإحباط. مستواه في تحسن مستمر، والأداء الذي يبصم عليه في المباريات مع ليغانيس وحتى مع الأندية التي لعب فيها سابقا، سواء ليفانطي أو لاس بالماس، يؤكد صحة الكلام الذي أقوله في حقه. وعن عدم مفارقتي له حتى في التداريب، مثلما تابعتم بشكل مباشر أقول مجددا «راه ولد بلادي». المنتخب: ما الفرق الذي وجدته بين لعبك في واتفورد، والآن مع ليغانيس؟ أمرابط: داخل واتفورد عندما كنت أنهي المباريات وحتى التداريب، كنت أتوجه بسرعة للمنزل من أجل أخد قسط من الراحة، عانيت هناك من الإرهاق والتعب، فالإيقاع جد مرتفع، لا يمكنكم أن تتخيلوا قوة الإلتحامات في البطولة الإنجليزية، وهناك فارق كبير مع إسبانيا، وخير مثال أنني إلتقيتكم مباشرة بعد التداريب، وأنا قادر على الحديث مطولا معكم، مثل هذا الأمر لن أقدر على القيام به في إنجلترا، فهناك ينال التعب من اللاعبين بشكل كبير. المنتخب: أنت كذلك تلعب كالمقاتل داخل الملعب، وهناك من يلقبك ب» الغلادياتور»؟ أمرابط: لا يمكن أن أغير من طريقة لعبي، فقد تعودت عليها لسنوات، الحمد لله هناك العديد من المدربين الذين أشرفوا علي، أثنوا على ما أقدمه، وحتى داخل المنتخب المغربي كنت دوما أحرص على اللعب بنفس الطريقة، والجمهور المغربي يتفاعل مع طريقة لعبي، وإن وصلت اليوم لهذا المستوى، فبفعل الجدية في العمل، ودعاء الوالدين. المنتخب: المنتخب المغربي مقبل على مواجهة صربيا وأوزبكستان، كيف ترى المبارتين معا، وما رأيك في إختيار منتخب أوروبي وآخر أسيوي للتحضير للمواعيد المونديالية؟ أمرابط: أظن أن المغرب لم يواجه كثيرا المنتخبات الأوروبية في الآونة الأخيرة، لذلك ستكون الفرصة مواتية للمنتخب المغربي للإحتكاك مجددا بالكرة الأوروبية، خاصة وأننا سنواجه منتخبين أوروبيين، في نهائيات كأس العالم. أظن أننا سنستفيد كثيرا من خلال مواجهة الصربيين الذين يتوفرون على لاعبين من المستوى العالي كماتيتش، وكذلك الشأن بالنسبة لمنتخب أوزبكستان الذي لا يختلف لعبه كثيرا عن منتخب إيران، الذي أؤكد أنه منتخب قوي، فقد سألت عنه صديقي القادم مؤخرا من البطولة السعودية، وأكد لي بأنهم جد أقوياء، لذلك لا يجب أن نحلم كثيرا، وأن نتصور أنه من السهل تجاوز إيران في المونديال. المنتخب: لكن نور الدين، إن لم نفز على إيران، فمهمة المنتخب المغربي ستصبح جد صعبة، بخاصة وأننا سنواجه بعد ذلك منتخبي البرتغال وإسبانيا؟ أمرابط: فعلا ستكون المهمة جد صعبة، وعلينا أن نركز كثيرا في مباراتنا الأولى أمام إيران لأنها أقوى مما يتخيله المغاربة، يجب أن نظهر للعالم أن المنتخب المغربي بمقدوره أن يصبح من كبار العالم، إنه موعد لا يمكننا أن نتخلف عنه. الفوز على إيران سيرفع من معنوياتنا بكل تأكيد، لكن ما أريد التنبيه إليه، هو أن الإيرانيين ليسوا بالمنتخب السهل كما يعتقد العديد من المغاربة، ما يجب أن يعلمه المغاربة، أن كرة القدم تغيرت كثيرا في السنين الأخيرة، ومستوى المنتخبات أصبح جد متقارب، والمشاركة في منافسة كالمونديال، غالبا ما تحضر فيه المفاجآت. المنتخب: صراحة نور الدين، ألا تخشى نجوم المنتخب البرتغالي وكذا نجوم إسبانيا؟ أمرابط: لماذا سأخشى نجوم المنتخبين وأنا أواجههم باستمرار في العديد من المباريات، يجب أن نثق كثيرا في مؤهلاتنا، ونلعب من أجل تشريف المغرب، فكأس العالم ليست منافسة تلعب كل سنة، كل العناصر التي ستلعب في روسيا سيكون هذا هو مونديالها الأول وقد يكون الأخير لبعضنا، لذلك أي لاعب سيشارك، سيكون مطالبا بتقديم أفضل ما يتوفر عليه. المنتخب: لكن إسبانيا من المنتخبات المرشحة لإنتزاع لقب المونديال بروسيا نور الدين؟ أمرابط: صدقوني رغم إحترامي الكبير للمنتخب الإسباني، وتوفره على لاعبين من المستوى العالي، فمستوى «لاروخا» تغير كثيرا بالمقارنة مع ما كان عليه الأمر في السنين الأخيرة، لذلك لا أخشاهم، رغم أنني معجب ببعض اللاعبين في صفوفهم كالمهاجم موراطا والمدافع راموس. أظن أن مواجهة المنتخب الإسباني لغاية المباراة الثالثة، يخدم مصلحة المنتخب المغربي أكثر، فالفرصة ستكون مواتية أمامنا من أجل إظهار أفضل ما نتوفر عليه من إمكانيات، وأن نحاول حسم تأهلنا للدور الموالي في المباراتين الأوليين أمام إيرانوالبرتغال. المنتخب: واجهت نجوم الليغا كرونالدو وميسي بالضبط، ماذا تعلمت منهم نورالدين؟ أمرابط: تعلمت بأن العمل الجدي هو طريق النجاح، تحدثت عن نجمين حازا كل الألقاب، ولحد الآن يواصلان بنفس التألق بلا كلل ولا ملل، لذلك أتطلع لمواصلة البصم على أفضل مستوى في البطولة الإسبانية، التي يروقني صراحة اللعب فيها، فأنا أفضلها على كل البطولات الأخرى، بحكم مروري سابقا من هولندا، تركيا وكذا إنجلترا. (يتبع)