إن كان للوداد المغربي والإفريقي اليوم ملتمس من الشعب المغربي، فهو هذا الحلم العالمي الذي يؤسس لثقافة الحضور الدائم في مونديال الأندية مثلما يحتضنه دائما نادي أوكلاند سيتي النيوزيلاندي، والوداد الذي يعتبر عريس القارة السمراء في المونديال الكوني مثلما كان الحال مع الرجاء التي أبهرت العالم في مونديال 2013 وبعدها المغرب التطواني ، لا يمكن أن يخذلنا على الإطلاق في واجهة باتشوكا المكسيكي الموضوع رقميا اليوم في المركز الثاني عشر بالبطولة المكسيكية وبفارق ثمانية عشر نقطة عن المتصدر نادي رايادوس. صحيح أن مجهول باتشوكا كفريق وكبطل الكونكاكاف على مستوى الأداء وموارده البشرية التي لا تخرج أصلا عن أسطول المكسيك مع تنوع خاص بمحترفي الكرة اللاتينية من الأرجنتين وكولومبيا وأمريكا وكل هؤلاء لا يلعبون جميعا بالمواظبة التنافسية وفي غياب هداف حقيقي من الخط الهجومي سوى المدافع المكسيكي ألفونسو غوزمان بلون صانع الألعاب، ما يعني أن نجوم الهجوم وهما الأرجنتينيان جارا وكانو يعتبران من أضعف الوجوه ولا يملكان أهدافا كثير قياسا مع حضور الوسط الذي سجل 12 هدفا من أصل 23 هدفا، ما يعني أن خط الهجوم سجل فقط هدفين والبقية سجلها خط الدفاع فيما ظل الدفاع نقطة سيئة عندما تلقى 25 هداف من أصل 17 دورة في البطولة، وهذه الأرقام تعزز الصورة المنطقية لفريق متهالك في الخطين الدفاعي والهجومي، ويبقى الوسط هو الرئة التي يتنفس بها فريق باتشوكا، ولذلك على عموتا أن لا يكون خارج خط متابعة باتشوكا في مبارياته وطريقة لعبه لإستقراء الجزئيات الهامة للفوز عليه، وربما جمع كل المعلومات الخاصة بهذا الفريق الذي تنازل عن حيثيات صراع البطولة المكسيكية في قالبها الحالي كونه من بين أضعف الفرق حسب فارق النقاط بينه وبين المتصدر ب 18 نقطة، ومع كل ذلك لا يمكن الإستهانه بهذا الفريق لأنه سينسى موقعه الحالي بالمكسيك وسيدخل باب المونديال بصورة معاكسة وربما سيلعب كرة مقاتلة من أجل تجاوز الوداد، وهذا هو المعنى الحقيقي لكل اندية العالم التي تدخل باب العالمية ليس من باب التشريف ولكن من باب التحدي وبخاصة الأندية الأوروبية الأكثر سيطرة على مونديال الأندية في السنوات الأخيرة، وعندما أقول لاتحرجنا يا وداد لأنكم تمثلون مغربا وعربا وقارة وكونا سيتعرف عليكم من بوابة المونديال، وأكيد أن لحظوة الرجاء العالمية وزن كبير في المشهد الكوني وقد تكون الوداد أيضا قطعة أخرى في هذا المونديال إذا سطرت قيم القتالية والرجولة لتصل إلى المربع الذهبي لما لها من قدرات كبيرة في السيطرة على باتشوكا وتغليب اللحمة الجماعية لتحقيق المراد الأول، علما أن هذه الوداد التي تأهلت إلى المونديال تعتبر فألا كبيرا على أسود الأطلس، وربما سترسو على نفس الخطو المونديالي لعبور باتشوكا في الدور الأول لتصل إلى المربع الذهبي حتى يكون لأسود الأطلس نفس العصامية الرجولية لإحداث المفاجأة الكبرى في أقوى المجموعات المونديالية. أملي أن لا يحرجنا رجال الوداد في مباراة هلامية نريدها محمومة الأرجل وتركب على كل النوايا المكسيكية حتى ولو كان أصل هذه الكرة بنفس مقاس تأهل منتخبها لمونديال روسيا كالعادة مثلما هو حال المغرب الذي تأهل للمونديال وفريقه المغربي حاضر أيضا بمونديال الأندية ولو أن المكسيك كدولة حاضرة دائما في الحدث الكوني، ولذلك أعزز كلامي كون هذه الخطوة الفريدة من نوعها للوداد لا يجب أن تذهب سدى لأن رجالها هم من معدن الوفاء لأمة الوداد وللوداد المغربي والقاري والعربي، وأعتقد أن تكون هذه الرسالة من وحي ملحمة الرجال المرتقبة ومن إصرار كل العناصر وبلا مزايدات ولا أخطاء ولا أنانية ولا هم يحزنون، والسبت المقبل نريده بداية للخروج التلقائي نحو النصر ومرافعة حقيقية لبطل إفريقي انتزع حكايا لقب عصبة الأبطال بجدارة الرجال أمام الأهلي المصري، ولا نريد تخاذلا حتى يضحك عنا الآخر كون الوداد انتزعت اللقب بالحظ، وفي النهاية آمل أن يكون عيد المغاربة أولا في سياق صيانة ذات الجدار الإسمنتي في خط الدفاع وحثمية حقيقية لطرد سطوة نادي باتشوكا في خط وسطه المقاتل والهداف على أن تكون الوداد سيدة الظهيرة بامتياز انتظاراتنا جميعا.