طغت أجواء الاحتفالات وأصوات أبواق السيارات على مدينة الدارالبيضاء المغربية، بعد فوز فريقها الوداد على الأهلي المصري في إياب الدور النهائي لعصبة أبطال افريقيا في كرة القدم 1-صفر، وإحرازه اللقب للمرة الثانية في تاريخه، وبعد انتظار دام 25 عاما. وبعيد انطلاق صافرة النهاية للمباراة (تعادل الفريقان 1-1 ذهابا في الاسكندرية)، غصت شوارع الدارالبيضاء بالمشجعين المحتفلين، وملأت السيارات التي أطلق العنان لأبواقها الطرق الرئيسية. وتحولت شوارع الدارالبيضاء الى أمواج من الألوان الحمراء والبيضاء للنادي، أكان في المدينة القديمة أو لناحية الكورنيش البحري، ما تسبب بزحمة سير خانقة بعد نهاية المباراة التي أقيمت على استاد محمد الخامس، وحضرها أكثر من 45 ألف متفرج. وردد المغربيون الذين ملأوا الشوارع شعار "ديما حمرا" (دائما حمراء) في إشارة الى لون النادي الذي طغى على المدينة، أكان في الملعب أو الشوارع، وهو أيضا لون المفرقعات الاحتفالية التي أشعلها المشجعون، ورددوا معها شعارات الفوز والتفوق المنتظر منذ زمن. وقال حسان، الشاب العشريني الذي وضع على رأسه قبعة حمراء، ان فوز الوداد بلقبه الثاني "لحظة استثنائية، لا تصدق!". واستذكر الشاب الذي كان من ضمن المشجعين في الملعب، صعوبة الحصول على تذكرة لحضور المباراة لدى بدء بيعها الأربعاء، وسط اكتظاظ وتدافع شديد رغبة من المغربيين في حضور المباراة. وأعلن الاتحاد المغربي في حينها ان التذاكر نفذت بعد ساعات من طرحها. وقال نسيم، المهندس البالغ من العمر 37 والذي حضر المباراة في الملعب مع طفليه، ان الفوز "هو فخر للوداد، لكل المغرب"، معتبر ان الفريق "لعب بشكل سيىء في الشوط الأول، الا ان اللاعبين استدركوا الأمر" في الشوط الثاني الذي شهد تسجيل وليد الكرتي هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 69. أضاف "استحقوا الفوز في مواجهة خصم صعب"، في إشارة الى الأهلي حامل الرقم القياسي في عدد ألقاب المسابقة الافريقية الأهم على مستوى الأندية، والبالغ ثمانية ألقاب آخرها في عام 2013. ولم يحتفل المغربيون بلقب هذه المسابقة منذ أحرزها فريق الرجاء البيضاوي عام 1999، وكان آخر فريق مغربي يتوج بهذا اللقب. وقال مشجع الرجاء رضوان المتواجد على كورنيش الدارالبيضاء "أنا سعيد للوداد، حتى لو كنت مشجعا للرجاء. المغرب فاز". وعلى عكس الاحتفالات المسائية في الدارالبيضاء، خلت مقاهي وشوارع القاهرة سريعا من المشجعين بعد خسارة الأهلي. وفي حي الحصري بمدينة 6 اكتوبر في القاهرة، غصت المقاهي بمجموعات من المشجعين من مختلف الاعمار لمتابعة مباراة النادي الأحمر أيضا، والذي ارتدى الزي الأزرق مساء السبت. وساد الترقب خلال معظم فترات المباراة لدى المشجعين الذين تابعوا مجريات اللقاء عبر شاشات التلفزيون، لاسيما مع ضغط الأهلي منذ البداية لتحقيق هدف مبكر يعوض فيه الأفضلية النسبية التي حظي بها الوداد بتعادله على أرض النادي المصري الأسبوع الماضي. الا ان الوجوم والغضب ساد في أوساط المشجعين المصريين مع تسجيل النادي المغربي هدف المباراة قبل نحو عشرين دقيقة من نهايتها. وقام عدد منهم بالتعبير عن غضبهم بضرب يدهم على الطاولات، أو وضع أيديهم على رؤوسهم وسط صدمة واضحة. وبعد نهاية المباراة، انسحبت الرايات الحمراء والسوداء والبيضاء (ألوان الأهلي والعلم المصري أيضا) بخفر من شوارع القاهرة، وصمتت أبواق السيارات التي اعتادت الاحتفال بالفريق الأكثر تتويجا على الساحة الافريقية. وساد في شوارع القاهرة صمت يذكر بخسارة المنتخب أمام الكاميرون (1-2) مطلع السنة الحالية، في نهائي كأس الأمم الافريقية بالغابون. ولخص الشاب علاء (22 عاما) الذي كان يغادر أحد المقاهي مع أصدقائه وسط خيبة أمل واضحة "كل مصر تدعم الأهلي. عندما يخسر النادي، فكأن المنتخب الوطني قد خسر".