يخوض الترجي التونسي حامل اللقب والاهلي المصري حامل الرقم القياسي في عدد الالقاب (6) غدا السبت الفصل الثاني والاخير من المواجهة النارية بينهما في الدور النهائي لمسابقة دوري ابطال افريقيا لكرة القدم عندما يلتقيان على ملعب رادس (جنوبتونس العاصمة التونسية). وكان الفصل الاول من المواجهة انتهى بالتعادل الايجابي 1-1 في الرابع من الشهر الحالي في الاسكندرية امام نحو 20 الف متفرج حضروا للمرة الاولى منذ احداث بور سعيد التي اودت بحياة 72 من مشجعي النادي المصري عقب مباراته في الدوري المحلي امام المصري ما ادى الى وفق النشاط الرياضي في مصر. وبدورها قررت وزارة الداخلية التونسية السماح ل31 ألف متفرج فقط (بينهم الف مشجع مصري) بحضور مباراة الغد على ملعب رادس الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج. وقال الرائد محمد علي العروي الناطق الرسمي باسم جهاز الامن الوطني بوزارة الداخلية لوكالة فرانس برس ان الداخلية قررت بادىء الامر السماح ل20 ألفا و500 مشجع بحضور المباراة, لكنها رفعت العدد الى 27 ألفا ثم الى 31 بطلب من الترجي, مشيرا الى ان الامن سيتأكد من بطاقات هوية المشجعين لمنع "القاصرين" دون سن ال20 عاما من حضور المباراة في إجراء قال مهتمون بالشأن الرياضي في تونس بانه غير مسبوق في تاريخ البلاد. ومنذ الاطاحة في 14 يناير 2011 بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي تجرى مباريات الدوري المحلي بدون جماهير تحسبا من اعمال عنف داخل الملاعب وخارجها. ويكفي الترجي التعادل السلبي لاحراز اللقب للمرة الثانية على التوالي والثالثة في تاريخه بعد عامي 1994 و,2011 فيما يحتاج الاهلي الى الفوز او التعادل الايجابي باكثر من هدف لرفع رقمه القياسي في عدد الالقاب الى ,7 علما بان المتوج باللقب سيمثل القارة السمراء في بطولة العالم للاندية في اليابان. يذكر انها المرة الثالثة على التوالي التي يبلغ فيها الترجي الدور النهائي والسادسة في تاريخه (خسر نهائي 1999 و2000 و2010), في حين انها المرة التاسعة التي يبلغ فيها الاهلي الدور النهائي للمسابقة القارية والاولى منذ 2008 بعد ان خرج في 2009 من الدور الثالث على يد كانو بيلارز النيجيري وفي 2010 من نصف النهائي على يد الترجي التونسي وفي 2011 من الدور ربع النهائي. وهي المرة الثانية على التوالي التي يكون فيها الدور النهائي عربيا مئة بالمئة بعدما توج الترجي على حساب الوداد البيضاوي المغربي الموسم الماضي, والعاشرة في تاريخ المسابقة بينها 5 مرات بين اندية تونسية ومصرية بعد الترجي والزمالك عام 1994 (صفر-صفر في القاهرة و3-1 في تونس) والاهلي والنجم الساحلي عامي 2005 (صفر-صفر في سوسة و3-صفر في القاهرة) و2007 (صفر-صفر في سوسة و1-3 في القاهرة) والاهلي والصفاقسي عام 2006 (صفر-صفر في القاهرة و1-صفر في رادس). والتقى الفريقان 11 مرات حتى الان في المسابقة القارية, وكان الفوز حليف الترجي 3 مرات مقابل مرتين للاهلي و6 تعادلات. وكانت بداية مواجهات الفريقين في الدور ثمن النهائي لمسابقة بطولة أفريقيا للاندية البطلة (المسمى القديم لدوري أبطال أفريقيا) عام 1990 حيث تعادلا ذهابا وإيابا وفاز الترجي بضربات الترجيح. وبعد غياب 11 عاما تكررت المواجهة بين الفريقين في نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا, وتعادلا في القاهرة بدون أهداف وفي تونس بهدف لكل منهما, ليثأر الأهلي من الترجي لتسجيله خارج القواعد. والتقى الفريقان مرة أخرى في دور المجموعات عام 200,7 وفاز الأهلي 3-صفر بالقاهرة, ورد الترجي 1-صفر في مباراة الإياب التي لم تكن مؤثرة للطرفين, حيث تصدر الأهلي المجموعة في حين ودع الترجي البطولة. وتجددت المواجهة بين الفريقين في نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا ,2010 وفاز الأهلي 2-1 في القاهرة, ورد الترجي 1-صفر في تونس وتأهل الى الدور النهائي حيث خسره امام مازيمبي الكونغولي الديموقراطي. والتقى الفريقان للمرة الاخيرة العام الماضي في دور المجموعات, ففاز الترجي 1-صفر ذهابا في تونس, وتعادلا 1-1 ايابا في القاهرة, فتأهل الترجي الى دور الاربعة ثم النهائي حيث توج باللقب على حساب الوداد البيضاوي, فيما خرج الفريق القاهري خالي الوفاض من ربع النهائي, ثم التقيا ذهابا قبل اسبوعين وانهت المباراة بالتعادل 1-1. ويمني الترجي النفس باستغلال عاملي الارض والجمهور للاطاحة بالاهلي واحراز اللقب الغالي للمرة الثالثة, لكنه يدرك جيدا ان المهمة لن تكون سهلة امام الفريق المصري صاحب الخبرة الكبيرة في المسابقة والذي يملك الاسلحة اللازمة للعودة بالكأس الى القاهرة. ويخوض الترجي المباراة محروما من خدمات مدافعه سامح الدربالي ولاعب وسطه الغاني هاريسون افول بسبب الايقاف ولاعب الوسط مجدي التراوي بسبب الاصابة التي تعرض لها اول من امس الاربعاء في التدريبات, فيما لا يزال الشك قائما حول امكانية مشاركة يوسف المساكني لعدم جاهزيته بعد خضوعه لعملية جراحية لاستئصال الزائدة الدودية قبل يومين من مباراة الذهاب. وقال مدرب الترجي نبيل معلول "نعاني من أربعة غيابات مهمة جدا إذ بالإضافة إلى المساكني والدربالي وأفول زادت إصابة التراوي الطين بلة". وأضاف: "نعرف أهمية التراوي في مباريات دوري أبطال أفريقيا لقيمته الكروية عندما يكون على أرض الملعب وخبرته الكبيرة لكن يجب علينا إيجاد الحلول قبل مباراة الغد". وكشف معلول أنه كان يفكر في الاعتماد على خالد المولهي في الجهة اليمنى بدلا من الدربالي مقابل الدفع بالتراوي إلى جانب حسين الراقد في خط الوسط, بيد ان قال "لكن الآن تغير الأمر باصابة التراوي ويجب إيجاد الحل المناسب لخوض المباراة". ورغم غياب لاعبين مؤثرين أكد معلول أن فريقه يسعى الى الفوز على الأهلي والاحتفاظ باللقب الأفريقي. وأردف قائلا: "المهم في المباراة النهائية الفوز وليس الأداء الجيد, لذلك سنبذل كل ما في وسعنا لتحقيق الانتصار". ودخل الترجي الاثنين الماضي في معسكر تدريبي لمدة خمسة ايام, واختار مدربه معلول اجراءه بعيدا عن عيون الجمهور والصحافة للحفاظ على تركيز اللاعبين. واذا كان الترجي يملك افضلية الارض والجمهور فان الاهلي سبق وان فعلها على حساب ناد تونسي ايضا وفي الدور النهائي عام 2006 عندما تعادل مع الصفاقسي صفر-صفر ذهابا في القاهرة وتغلب عليه 1-صفر في راس بالتحديد سجله محمد ابو تريكة الذي سيكون احد الاسلحة التي سيعتمد عليها حسام البدري الى جانب محمد بركات وعماد متعب واحمد فتحي وحسام غالي ووائل جمعة ومحمد ناجي جدو ووليد سليمان. ويسعى الاهلي الى مواصلة عقدته للاندية التونسية حيث توج بلقبين على حسابها علما بانه احرز 3 القاب في المسابقة على حساب اندية عربية بعد لقبه عام 1987 على الهلال السوداني. واوضح البدري ان فريقه جاهز تماما لمواجهة الترجي, وقال: "نحن جاهزون, لا ينقصنا إلا أن يحالفنا الحظ السعيد في تونس", مضيفا "المباراة صعبة, لكن كرة القدم لا تعرف اليأس, وتعطي من يمنحها الجهد والعرق". وتابع "لقد تدربنا على كل النواحي الخططية والتكتيكية في القاهرة, وجئنا إلى تونس من أجل أداء المباراة". واوضح "تدريباتنا في تونس الهدف منها الحفاظ على اللياقة البدنية, والتعود على أجواء المباراة, والتدريب على أرضية الملعب".