بروفة ل «الشان» أم لربح غيارات دار السلام؟ لاعبو البطولة في محك لزيادة الكوطة في أول ظهور له في مباراة على رأس المنتخب الوطني بعد سقطة دوربان، يجد رشيد الطوسي نفسه مقيدا بالكثير من الهواجس لعل أبرزها البصم على حضور جيد، حتى وإن كان الفريق الذي يقوده مؤلفا من لاعبي البطولة ويتغيب عنه المحترفون. أمام مالي التي أصبحت الزبون شبه الدائم للمركز الثالث وللنحاس الإفريقي سيكون على لاعبي البطولة الذين إستفادوا من دعوة الحضور، تأكيد إستحقاقهم للإشادات التي ظل الناخب الوطني يمطرهم بها، قصد مضاعفة كوطة الحضور في مباراة تانزانيا. بمراكش سيكون الطوسي ملزما بتتبع مسار التطور لمحليين مدعوون أكثر لرهان الشان أكثر منه لمباراة دار السلام. ما بعد النكبة هو الظهور الأول للمدرب واللاعبين الدوليين بعد النكبة الكبيرة بجنوب إفريقيا، بكل ما يحمله تواجد محليي البطولة في موعد شبه رسمي من دلالات على أنهم قد يمثلون نواة المستقبل كما فهم الكثيرون من إيماءات الطوسي. لاعبو البطولة في فرن الإختبار حتى وإن كان الموعد وديا وأمام منافس حل ثالثا في «الكان» الأخير لكن بنجومه المحترفون في أوروبا وليس اللاعبون الثكالى بفعل أحداث حمامات الدم التي يعرفها البلد. وبغض النظر عن كل القراءات الجانبية الأخرى، تبرز مواجهة الأربعاء القادم على أنها وصال آخر مع الناخب الوطني ومع اللاعبين ومع الجمهور، لقياس الكثير من الإرتدادات وردود الفعل بعد سقطة «الكان» وما ترتب عنها من ردم لهوة الثقة في منتخب كان صرحا فتهاوى. المحليون في الميزان بعد أن أضاع الطوسي ومعه الجامعة الموعد الرسمي الأكثر أهمية خلال فبراير المنقضي وهو موعد دولي معترف به من طرف الفيفا لقياس مناعة المجموعة الرسمية بكل الوجوه المحترفة في مباراة ودية، كان لا بد من البحث عن تاريخ آخر يضع اللاعبين المحليين في المحك الإختباري الذي يفيد في شيئين: ربح إنسجام وجرعات تناغم إضافية قبل موعد «الشان» ولقاء تونس القادم والمعطى الثاني وضع الكثير من الوجوه في الإختبار قصد انتقاء أفضلها لمباراة تانزانيا في إطار رفع الكوطة وعداد المحسوبين على البطولة داخل المنتخب. مباراة ودية أمام منافس شرس حتى وإن جاء بمحلييه ولاعبو البطولة على موعد قد لا يتكرر أمامهم لتأكيد أحقيتهم في تولي مهام أكثر قيمة في القادم من الإستحقاقات. الفوائد والغايات قال الطوسي في معسكر المعمورة جوابا على سؤال ل «المنتخب» أن المعسكر يهم أساسا ربح وجوه ل «الشان» وهي الرسالة التي حملت الكثير من الإشارات والدلالبات، وقال أيضا أنها مباراة ستسبق نزال تونس ولم يقل مباراة تانزانيا. إلى هنا تبدو الغاية الأولى من هذا الموعد هو تهييئ قبلي وسابق للأوان لمباراة شهر يونيو أمام محليي نسور قرطاج وليس لربح نواة مباراة دار السلام. ومع ذلك قد يجد الناخب الوطني المدرك أن مغامرة هدم وردم المحترفين بأكملهم في هذا الظرف الضاغط معناه الإقدام على مغامرة غير مأمونة العواقب، نفسه مطالبا باختيار لاعبين أو أكثر لتعزيز الكوطة من لاعبي البطولة في موقعة دار السلام المقبلة لينضافوا للثوابت المعروفة. القناعات والكاريزما من خلال اللائحة تبدو خيارات وقناعات الطوسي متماشية مع ما ذهب إليه في الكثير من تصريحاته وهي اعتماد معيار الجاهزية والتنافسية كأساس قبل توجيه أي دعوة. لمياغري الوحيد من لاعبي الوداد الحاضر في المباراة في تمرير مثير لرسالة معينة من الطوسي، في ظل تجاهل السقاط الذي أشاد بمؤهلاته واستدعاء جبيرة والكروشي على حسابه، وقد تكون القراءة في الإحتفاظ بالسقاط لمباراة دار السلام. وبتواجد ستة من لاعبي الجيش وخمسة من وجوه الرجاء وواحد من الوداد ولاعبين من المغرب الفاسي والبقية موزعة بين باقي الفرق، يظهر الأساس والشكل الذي سيعتمده الناخب الوطني. البحث عن لاعبين بكاريزما وتجربة سابقة وهنا يحضر رباعي «الكان» ( لمياغري القديوي الشاكير والحافيظي) وآخرين لوضعهم في الإختبار والمحك أمثال العقال وبورزوق العائد بعد طول غياب والخلاصة أن التشكيل الذي سيقارع به النسور ما هو إلا بروفة قد يستنسخها مع المنتخب الأول حين يرحل للموقعة الأهم بدار السلام في التصفيات الأهم الخاصة بالمونديال.