يعيش الدولي المغربي وليد أزارو ضغطا مرعبا لا يدري ما إن كان سيتغلب عليه، لأن غير ذلك سيدخله دائرة الشك ولربما سيفشل بالكامل مشروعه الإحترافي الخارجي الأول من نوعه، هو من قاده القدر للعب بصفوف الأهلي المصري. أزارو وبرغم أنه خلال مباراة الترجي التونسي بالأسكندرية قبل نحو أسبوع، عن ذهاب الدور ربع النهائي لعصبة أبطال إفريقيا تسبب في ضربة جزاء منها جاء الهدف الأول وسجل الهدف الثاني للأهلي، إلا أنه تعرض لحملة نقد ممنهجة من قبل وسائل الإعلام المصرية ومن خلال الجماهير المساندة للأهلي والتي تتأثر بشكل أو بآخر بما يتم تداوله في منصات الإعلام الصاخبة والتي تتفنن في إصدار أحكام القيمة على ظواهر كروية مطبوعة بالنسبية. وبينما نادى البعض القليل بضرورة إمهال أزارو لحين تأقلمه مع الفريق ومراعاة سنه الصغير، ذهب بعض المحللين ومن ينعثون بالخبراء إلى مهاجمة أزارو لإهداره فرصا سهلة وعدم تقديمه للإضافة النوعية من دون تلمس أي عذر له، بل هناك من تجرأ عليه، ليقول أنه لا يمكن أن يلام الحارس إكرامي على خطإه الفادح الذي تسبب في الهدف الثاني للترجي، لأن من يجب أن يلام هو أزارو لأنه أضاع فرصا سهلة. وذهب الغندور اللاعب الدولي المصري السابق لحد القول أن أزارو يبدو وكأنه عداء لألعاب القوى وليس لاعب كرة القدم تلميحا إلا أنه يعدو في كل مكان من دون هوادة، وهو تعليق سخيف لا يحق بأهله. وقبل يوم واحد من مباراة الإياب بتونس، فإن الإعلام الموالي للأهلي يريد التأثير على حسام البدري مدرب الأهلي للإبقاء على أزارو في بنك البدلاء والدفع بجونيور أجايي، إلا أن مدرب الأهلي كان قد أشاد بعد مباراة الذهاب بوليد أزارو ولو أنه عاتبه على إهداره فرصا واضحة كانت ستجعل الفريق في مأمن، وحرص على توجيه وليد إلى التعامل بحزم مع الفرص التي تسنح له، لما يعرف من تثاقل على مدافع الترجي الرياضي التونسي، في إشارة إلى أنه سيعتمد عليه في مباراة الغد. ما يعيشه وليد أزارو بالأهلي المصري ليس إلا عينة من المعاناة التي يعيشها اللاعبون المغاربة الذين يقررون اللعب بالبطولات الخليجية والشرق أوسطية، إذ يكون عليهم أن يفعلوا كل شيء وكأنهم كائنات خارقة، بينما تكون الأندية الأوروبية لوجود تقاليد إحترافية راسخة في تفكيرها وتدبيرها، متفهمة لحاجة أي لاعب وافد لمساحة زمنية ليندمج أولا مع محيط الفريق وليستوعب ثانيا فلسفة اللعب وليصل ثالثا إلى مستوى متقدم من الإنسجام مع زملائه. في جملة واحدة، كان الله في عون وليد أزارو.