بعد تتويج الوداد بلقب دوري المرحوم أحمد النتيفي، كان لجريدة «المنتخب» موعد مع سقاء الوداد البيضاوي جمال آيت بن يدير، وبكل تواضع قبل دعوتنا، ليحل لأول مرة ضيفا على قراءنا الأعزاء، بعد موسمين ناجحين رفقة الفريق الأحمر توجهما بلقب البطولة الإحترافية، أيت بن يدير عبر بكل صدق وتلقائية عن إرتياحه داخل القلعة الحمراء، ما دفعه لتجديد عقده بالرغم من العروض التي تلقاها بالعودة للديار الفرنسية، لأنه يفضل أجواء العيش هنا بالمغرب، وكذا ظروف الممارسة في البطولة الإحترافية، وكذا لإستجابة مشروع الوداد لطموحاته وأهدافه الشخصية، أيت بن يدير لاعب خلوق وهادئ خارج الميدان، لكنه يتميز بالقتالية والإندفاع البدني داخل الملعب، يحب الفوز، ولا يرضى بالهزيمة، يحظى بإحترام وتقدير كل الجماهير الودادية، لأنه اللاعب المنضبط، والإنسان الذي يفضل العمل في صمت، ويضع تجربته دائما رهن إشارة مدربه وفريقه، ومن خلال هذا الحوار نترك لكم فرصة التعرف أكثر على هذا اللاعب الرائع. المنتخب: في مركزك يوجد مجموعة من اللاعبين المتميزين، ألا تزعجك المنافسة؟ جمال: المنافسة جزء من اللعبة، وبدونها لا يمكن لأي لاعب أن يجتهد في التداريب من أجل الحفاظ أولا على مستواه، ثم لتطوير إمكانياته ومؤهلاته، حتى يقنع المدرب أولا و يرضي نفسه وكذا الجماهير التي تتابعه، فكرة القدم كلها منافسة وإحتكاك سواء مع الأصدقاء أو الخصوم، شخصيا عشت أجواء المنافسة منذ الصغر، حين تم قبولي بمركز تكوين لوهافر وقع علينا الإختيار نحن ثلاثة عناصر فقط من بين أربعين لاعبا في هذا المركز، لذلك فالمنافسة الشريفة لا تزعجني بقدر ما تحفزني على الإجتهاد أكثر. المنتخب: جمهور الوداد شكل العلامة الفارقة في مجموعة من المباريات، فماذا يشكل لكم هذا الجمهور أنتم كلاعبين؟ جمال: جمهور الوداد هو الأول على مستوى العالم بالنسبة لي شخصيا، عشت معه لحظات جميلة في الفترة التي قضيتها مع الفريق، لقد تنقل معنا لأقصى منطقة في القارة الإفريقية، تواجد معنا في كل المحطات، ساندنا بكل قوة حتى حينما كنا نلعب خارج مدينة البيضاء. حضوره معنا يشكل حافزا مهما ويمنحنا شحنة معنوية إضافية، فحين تدخل لأرضية الميدان وترى هذا الحضور الجماهيري الكبير وهذا التشجيع، فإنك تعطي أكثر مما تملك، الجمهور هو من كان وراء تتويجنا بلقب البطولة، وفي عصبة الأبطال ساهم بشكل كبير في فوزنا على الأهلي وكذلك على الفريق الزامبي وأعادنا لقلب المنافسة، نحن مدينون له بشكل كبير، ومن اجله سنضحي، وسنبذل كل ما في طاقتنا لإسعاده. المنتخب: كانت لديك تجربة قصيرة رفقة المنتخب الوطني هل تطمح لتكرار هذه التجربة؟ جمال: بالفعل كانت لدي تجربة مع المنتخب الوطني رفقة المدرب بادو الزاكي، أعتز كثيرا بهذه التجربة فأي لاعب يتمنى أن يحمل قميص منتخب بلاده، ويمثل وطنه في المحافل الدولية، بالفعل كانت تجربة قصيرة، لكنها إنضافت لرصيدي، وهذا شرف بالنسبة لي فليس من السهل أن تكون ضمن المنتخب الوطني، إنه حلم طالما راودني منذ الصغر، والحمد لله فقد تحقق، وكأي لاعب مغربي أتمنى أن تتاح لي هذه الفرصة مرة اخرى، وحينها ساكون سعيدا جدا. المنتخب: وصلنا لختام هذا اللقاء،و كعادتنا نترك لضيفنا الكلمة الحرة جمال: أشكركم على هذه الإستضافة، حيث فتحتم لي منبركم الإعلامي للتواصل مع الجمهور المغربي بصفة عامة والجمهور الودادي بصفة خاصة، كما أشكر الجماهير الودادية وكل مكونات الفريق على دعمها لي منذ أن التحقت بالفريق، أفتخر بهذه التجربة مع الوداد، وأنا مرتاح داخل الفريق، وهذا ما دفعني لتمديد عقدي مع الفريق، قضيت مع الفريق مرحلة جيدة توجت بلقب البطولة، أتمنى أن نظل أسرة واحدة متماسكة في المستقبل، وإن شاء الله سنحقق مزيدا من الإنجازات، كما أتمنى من هذا المنبر مزيدا من التطور للكرة المغربية، ونتائج افضل لكل المنتخبات الوطنية.