بعد تتويج الوداد بلقب دوري المرحوم أحمد النتيفي، كان لجريدة «المنتخب» موعد مع سقاء الوداد البيضاوي جمال آيت بن يدير، وبكل تواضع قبل دعوتنا، ليحل لأول مرة ضيفا على قراءنا الأعزاء، بعد موسمين ناجحين رفقة الفريق الأحمر توجهما بلقب البطولة الإحترافية، أيت بن يدير عبر بكل صدق وتلقائية عن إرتياحه داخل القلعة الحمراء، ما دفعه لتجديد عقده بالرغم من العروض التي تلقاها بالعودة للديار الفرنسية، لأنه يفضل أجواء العيش هنا بالمغرب، وكذا ظروف الممارسة في البطولة الإحترافية، وكذا لإستجابة مشروع الوداد لطموحاته وأهدافه الشخصية، أيت بن يدير لاعب خلوق وهادئ خارج الميدان، لكنه يتميز بالقتالية والإندفاع البدني داخل الملعب، يحب الفوز، ولا يرضى بالهزيمة، يحظى بإحترام وتقدير كل الجماهير الودادية، لأنه اللاعب المنضبط، والإنسان الذي يفضل العمل في صمت، ويضع تجربته دائما رهن إشارة مدربه وفريقه، ومن خلال هذا الحوار نترك لكم فرصة التعرف أكثر على هذا اللاعب الرائع. المنتخب: مع نهاية الموسم الماضي وافقت على تجديد عقدك مع الوداد، فكيف مرت المفاوضات؟ جمال: مرت المفاوضات في أجواء جيدة وفي ظروف ممتازة، لم تكن هناك صعوبات أو عراقيل، كان هناك عرض من طرف الرئيس سعيد الناصري، لم أتردد في قبوله، مع العلم أنني توصلت بعروض أخرى مغرية سواء من داخل المغرب أو كذلك من البطولة الفرنسية، لكني فضلت الإستمرار مع الوداد بالنظر لقيمة المشروع الذي يحمله الرئيس سعيد الناصري. المنتخب: لم تكن عنصرا رسميا في الموسمين السابقين لكنك قبلت الإستمرار مع الوداد، فهل من أسباب دفعتك لقبول العرض؟ جمال: كما أشرت سابقا، هناك مشروع مهم داخل الوداد إنطلق منذ مجيء الرئيس سعيد الناصري قبل ثلاث سنوات، لذلك وافقت أن أكون ضمن هذا المشروع الذي يرمي لإعادة الوداد لسكة الألقاب محليا وقاريا ودوليا، لم يكن بإمكاني رفض هذا العرض المهم لأنه يوازي طموحاتي وأهدافي كذلك، وبالرغم من عدم ضماني رسميتي بشكل كلي في المواسم السابقة، لظروف لا داعي لذكرها فإني لم أفقد أي شيء من مستواي، كما حافظت كذلك على معنوياتي وتركيزي، لأكون دائما في تمام الجاهزية حين يحتاجني المدرب، فأنا لاعب محترف، ويجب أن أكون قدوة لباقي اللاعبين الشباب، كما لا يمكنني الدخول في إختصاصات المدربين. المنتخب: قدمت مستوى كبير أمام فريق الأهلي المصري، وتم إختيارك كأفضل لاعب، هل تظن بأن هذه المباراة هي التي فرضت إستمرارك؟ جمال: لا أظن ذلك، فأمام الأهلي كانت لدينا مباراة مصيرية، ولم يكن لدينا خيار سوى الفوز لنحافظ على حظوظنا في هذه المجموعة القوية التي كنا نتواجد فيها، تعرضنا للهزيمة في الإسكندرية، وكان واجبا علينا الرد بكل قوة، كل اللاعبين كانوا في المستوى وقدموا مباراة جيدة، كنت واحدا ضمن هذه المجموعة، قمت بواجبي مثل جميع المباريات، طبقت تعليمات المدرب، وحالفني التوفيق، لا أظن بأن هذه المباراة وحدها هي التي فرضت على إدارة الفريق تجديد عقدها معي لأن الرئيس سعيد الناصري فاتحني في الموضوع منذ شهر يناير الماضي، والحكم على أي لاعب لا يكون في مباراة واحدة، وإنما من خلال مجموعة من المباريات، وأيضا من خلال الحضور في التداريب، والإنضباط، وأشياء أخرى. المنتخب: كانت لديك تجارب في البطولة الفرنسية،لماذا اخترت خوض هذه التجربة مع الوداد؟ جمال: قضيت عدة سنوات في البطولة الفرنسية، وبعد مشوار طويل في هذه البطولة، قررت تغيير الأجواء، وخوض تجربة جديدة مختلفة، توصلت بعروض من الخليج، لكني فضلت عرض الوداد وإن كان أقل من الناحية المادية عن العروض الخليجية، لكني أحب المغرب، فقد كنت دائما أجد راحتي حين أقضي إجازتي الصيفية في بلدي حيث لدي مجموعة من الأصدقاء، واردت كذلك أن أكتشف البطولة المغربية بعد أن خرجت من الهواية ودخلت عالم الإحتراف، وحينما يكون العرض من فريق كبير من حجم الوداد حامل اللقب والمقبل على مشاركة في عصبة الأبطال الإفريقية، فإن مثل هذه الأهداف الرياضية مع فريق كبير تظل مغرية بالنسبة لأي لاعب. المنتخب: هل ندمت في يوم من الأيام على دخولك هذه التجربة في البطولة المغربية؟ جمال: لا أبدا، لم اندم قط على خوض هذه التجربة، لقد كانت تجربة مهمة ومفيدة بالنسبة لي، لقد حظيت بشرف حمل قميص الوداد البيضاوي، الفريق الذي مر منه لاعبون كبار، وكانت الفرصة كذلك مواتية لاكتشاف البطولة المغربية، هذه البطولة التي عرفت تطورا ملحوظا وملموسا في السنوات الأخيرة، وهذا ما انعكس بشكل إيجابي على الأداء، فالمنافسة أصبحت أقوى بين مجموعة من الأندية، وليس من السهل التتويج باللقب أو الحفاظ على مكانتك ضمن البطولة الإحترافية المغربية. المنتخب: ما الفرق في نظرك بين الممارسة في البطولة المغربية، ونظيرتها الفرنسية؟ جمال: صعب جدا وضع مقارنة بين البطولتين، وذلك بالنظر لإختلاف طبيعة البلدين، فالبطولة الفرنسية قطعت أشواطا بعيدة في الإحتراف، عكس البطولة المغربية التي تخطو خطواتها الأولى في هذا المجال، ومن جهة أخرى فبحكم إنفتاح فرنسا على كل بلدان العالم وبإعتبار هذا البلد وجهة لمختلف الجنسيات التي إستقرت هناك، فإن البطولة الفرنسية أصبحت تضم مزيجا من اللاعبين الذين يختلفون في مؤهلاتهم وطريقة لعبهم، عكس البطولة المغربية، حيث الإقتصار أكثر على اللاعبين الأفارقة، خاصة على مستوى رؤؤس الحربة، وكذلك متوسط الدفاع، حيث نفتقد في المغرب هذا النوع من اللاعبين.