تسونامي الخيانة كما وصفه غير قليل من الوداديين وهم يلقون باللوم على 3 لاعبين من 3 جنسيات مختلفة، حتى لا نقول أنهم من نفس البلد وتآمروا على نفس الفريق بنفس حجة التواطؤ، ليس من قبيل الواقع في شيء ولا هو كذلك. عيبنا أننا في الكرة نخلط بين الإحترافية في التسيير وبين المصطلحات الخشبية والشعبوية من قبيل «الملح والطعام» وغيرها من التوابل التي هي باطل يراد به باطل وفيها تعويم للواقع وتلميع لصورة الزعيم الذي هو الرئيس. عيبنا أننا نترك الجانب الواقعي ونغوص في التفاهات التي يروج لها معالي رئيس النادي خدمة لنزاهته وكي لا يظهر في صورة المهزوم والمهزوز وهو ما سار فيه وعليه عدد كبير من المعلقين وحتى الذين حللوا واقعة تخلف قطار الثلاثي أونداما وفال وجيبور عند محطة الأهلي ورفضهم الركوب فيما تبقى من مسار العصبة. هل هم فعلا خونة؟ هل أداروا فعلا ظهرهم للوداد وأخلوا به في الوقت الحاسم؟ وهل هم فعلا ناكرون للجميل وجاحدون غير جديرين بالتقدير الذي نالوه بيننا؟ في ظاهر الصورة وكما أراد الناصيري لذلك يبدو الأمر محمولا على هذه الخيانة، لكنه في صلبه كما يحلله المحللون بالواقعية والنزاهة والحياد ليس كذلك. ولنترك أونداما وفال ونتحدث عن جيبور الذي اختار التوقيع في كشوفات النصر السعودي في نفس اللحظة التي كانت فيها فرائس الوداديين ترتعد في مواجهة زاناكو وقبلها مواجهة مصير الإقصاء الذي لم يحضر ولله الحمد. ففي الوقت الذي كان بن شرقي يسجل هدف الخلاص كان جيبور يسجل هدفا من نوع آخر بالسعودية رفقة النصر ليكشف حقيقة الجزء الخفي من حكاية تخلفه عن آخر المباريات والتي لم تكن مرتبطة لا بحزن ولا تأثر ولا هم يكذبون. جيبور عرى ما كنت سباقا لتعريته قبل أشهر وبعدها تحركت آلة الناصيري للرد عليه ولو باستغلال مؤسسة إسمها الناطق الرسمي لتظهرنا في صورة المشوشين على شؤون الفريق وهو ما ليس صحيحا، إذ كنا بصدد حمل الأخبار من مصدرها للوداديين كي لا يصدموا نهاية الأمر. حملنا لهم ما يفيد أن جيبور ليس وداديا وسيرحل نهاية الموسم، قلنا لهم أن الأهلي ومرتضى منصور ليسا أغبياء كي يفاوضا اللاعب وهم مدركان أنه حر طليق ولجآ لمفاوضة ناديه البرتغالي مالك العقد وليس الوداد. وقلنا لهم أن اللاعب سيرحل نهاية الموسم وهو بصدد كتابة ورقة تعريف جديد هنا بالبطولة مستغلا سذاجة مدافعيها ورعونة حراسها ليعلي أسهمه كما لم يعليها بطلائع الجيش وحرس الحدود والأهلي الليبي وبعدها سيساوم كي يبقى. كان رد الناصيري أن اللاعب وقع عقدا رفقة الوداد ل 3 مواسم وعلى أن من يدعي العكس هو بوق مشوش على مصالح الوداد ببطولة العصبة، فلزمنا الصمت وقلنا الأيام بيننا وهي الكفيلة بتوضيح الغث من السمين. ما فعله الناصيري واهما مع لاعبيه الأجانب هو ما يفلعه أي مسؤول مغربي وأي مسير برعونة لا بالإحترافية، ينتظر الدقيقة 90 كي يستدعي اللاعب الفلاني ويضع أمامه عقدا ليمضيه ويرسله للجامعة ليعود في اليوم التالي مصادقا عليه كما فعله مع نوصير. نسي الناصيري أن مرتضى فال وأونداما قضوا بيننا أكثر من 40 يوما ومن عاشر قوما 40 يوما صار منهم فأصبح اللاعبان يتكلمان الدارجة أفضل منا وعلى دراية بمقالب البعض فأشهرا الفيطو رافضين أي حلول بديلة غير الإستجابة للمطالب. اليوم رونالدو وليس جيبور يفرض مطالبه على الريال ويساوم بحكاية الضرائب في إسبانيا، فهل يوصف هو الآخر بالخائن أم أن اللعبة هي ما يفرض هذا الكر والفر في كرة القدم بين اللاعب والمسير؟ لذلك إن كان هناك من لوم فهو على الناصيري الذي يدبر جهازا إسمه العصبة الإحترافية راعية البطولة، وأساء تدبير عقود لاعبيه المحترفين وحتى المغاربة مثل نوصير، بانتظار الوقت الضائع لبدء عملية التفاوض وتحميل عموتا هواجس وقلق اللحظة. لا لوم على الأجانب ولو كانوا خونة، ففي الكرة لا أمان مع لاعب هوايته المراوغة ولا عتاب على غدر هداف استغل شرود وأورجو السيد الرئيس؟