مازالت تفاعلات قرار إقالة محمد فاخر من منصبه تتواصل داخل فريق الرجاء ومحيطه، سيما بعد الطريقة والسرعة التي ثم بها. في التحليل التالي نعيد كرونولوجيا الأحداث والمشاهد التي مهدت لحكاية الطلاق وتبعاته ومن أشر عليه بالقبول ونبرز مواقف لاعبي القلعة الخضراء التي زادت وتزيد الوضع إشتعالا وإحتقانا في صيف لن يختلف عن سالفه داخل العالمي؟ فلاش باك..الرجاء تغلي من الصيف للصيف، من الصيف حيث عسكر الفريق بالجديدة مع المدرب السابق رشيد الطوسي وحكاية العصيان المعلن لغاية رحيل الأخير ودخوله في خلافات حادة مع رئيس النادي سعيد حسبان لغاية الصيف الحالي وحضور الجديدة في المشهد منافسا هذه المرة في مباراة عن الدورة الأخيرة. الغليان إستمر لعام كامل والغليان تواصل داخل الفريق والغبار التي تطاير هنا وهناك في كثير من المرات آن له أن ينتهي مع فاخر كما إنتهى مع سلفه الطوسي بإعلان سعيد حسبان وقبل أن يرتد لجميع طرفهم نهاية الإرتباط بين الطرفين وعلى السريع. وداخل هذه الكومة من المشاكل والصراعات حفل موسم الرجاء بمشاكسات ومناقرات ونشر لغسيل الفريق على أعمدة الصحف وبالمحطات الإذاعية والتلفزيونية ليتم التشهير بالعاليمي في صورته السلبية وليس العالمي صاحب الإنجازات. موسم الإضرابات في موسم الرجاء حضرت لغة الإضرابات والتهديد بالإنسحاب من المباريات أكثر مما حضرت النتائج والإنتصارات. حضرت لغة التهديد والإنسحاب من المباريات ومغادرة المعسكرات والتخلف عنها في 7 مشاهد وليصبح الفريق مرجعا للأندية التي لا تتدرب لكنها تنتصر ولتعكس صورة كرة القدم المجبولة على الإنضباط والإلتزام وإحترام العقود. إضرابات بداية الموسم في معسكري الجديدة وإيفران مع المدرب السابق ونفس المشاهد تكررت مع المدرب المقال حديثا وكأن الرجاء قدرها أن تتحول لملحقة إدارية تتعطل الأمور داخلها كل مرة لسبب أو لآخر دون أن تكون هناك آليات ومقاربات عملية لحل هذه الإشكالات، ما عكس حقيقة واحدة وكبيرة وهي أن جسر الثقة تهدم بين مكونات الفريق. فاخر في دور الطبيب في خضم هذه المشاكل وبالعودة لأصل الداء الذي كان سببا في إنتداب محمد فاخر من طرف سعيد حسبان بعد أن طوى صفحة رشيد الطوسي، سنصل لحقيقة تبرز دهاء رئيس الرجاء الذي فطن بعد أن عرى واقع الرجاء في عديد الندوات الصحفية،إلى أن الحل وإيجاد الدواء الناجع لكل مشاكل الفريق لا بد وأن يمر عبر إنتداب مدرب في صورة طبيب ومدرب بكاريزما خاصة ينوب عنه لمداواة بعض الجراح المتقيحة. لعب فاخر الدور كما ينبغي له أن يكون وتخلص في كثير من المرات عن ثوب وجلباب المدرب ليتقمص دور الإخصائي النفسي والمعالج لكدمات معنوية عنيفة تمثلت في إشكال عويص إسمه حكاية المستحقات بلائحة طويلة عريضة من المطالب. فطن حسبان إلى أن تواجد فاخر في صلب موضوع الرجاء سيعفيه في كثير من المرات على أن يحضر في المشهد وسيجنبه الإحتكاك المباشر باللاعبين لأن هناك من ينوب عنه ويجيد كل هذه الأدوار. إقالة مبرمجة بعد الديربي خرج فاخر عن طوع حسبان وربح مصداقيته مع الجمهور الرجاوي الذي رفع شعارات وهاشتاغ «إلا محمد فاخر» وهاشتاغ «الأب فاخر» بعد الأب جيكو، إلى ان دور المدرب بدأ يكبر واحتواؤه للاعبين بدأ يتضخم و بالتالي عمل على تقليص وتحجيم أدواره وعلى أن يسحب البساط من تحت قدميه. وداخل كل هذه الدوامة من الصراعات الخفية وغير المعلنة كان رئيس الرجاء يتربص بفاخر للإجهاز عليه، سيما بعد الخرجات الجريئة للمدرب والتي كشف من خلالها خبايات أذهلت كل من تابعها وواكبها تتعلق بحقيقة سير الأمور داخل الفريق. وهنا سيعمل حسبان على تحضير مفاجأة كبيرة تتمثل في التمهيد لإقالة محمد فاخر مباشرة بعد الديربي بالعمل على إعلان قبول إستقالة قديمة كان قد تقدم بها الجنرال لتفادي أداء أي شرط جزائي يترتب عن القرار ولتتعمق الفجوة أكثر بين الطرفين. أوزال يدخل على الخط توصل فاخر عبر مصادره الخاصة إلى ما كان يخطط له سعيد حسبان في الكواليس فطالب وهو بمعسكر بوسكورة الذي سبق مباراة الديربي أمام الوداد بأحد الحلين: إما أن يتوصل بجواب رسمي من الفريق وخاصة من حسبان يرفض من خلاله الأخير إستقالته ويعيد له ورقة الإستقالة. أو أن يقبلها ويعفي محمد فاخر من مباراة الديربي، أخذ الأمر من فاخر وحسبان 4 أيام من التفاوض على ورقة الإستقالة قبل أن يهدد فاخر بالإنسحاب من معسكر بوسكورة ما لم يتوصل بها لإحباط مخطط رئيس الرجاء وهنا سيتدخل محمد أوزال شخصيا ويصدر تعليماته لسعيد حسبان ويفرض عليه رد ورقة الإستقالة لفاخر كي لا تتفجر الأوضاع قبل الديربي . وهنا بدأ أن إستمرار حسبان وفاخر معا بنفس المركب أمر مستحيل يفرض تنحي طرف من الأطراف كي يتواصل المسير. من أقال الجنرال؟ ولأن قرارا من حجم إقالة محمد فاخر يستحيل تصور أن يصدر عن شخص وليس هيأة وبالسرعة التي تم بها، فقد كان لزاما طرح سؤال عريض هم كل الرجاويين: أي دور لهيأة الحكماء وخاصة محمد أوزال الذي على تواصل دائم مع فاخر وذلك لتحضير الفريق للموسم المقبل في مسألة إقالة الجنرال؟ سرعة إتخاذ القرار والهزات الإرتدادية العنيفة التي ترتبت عنها وخاصة بعد بلوغ الفريق الأهداف المسطرة مع المدرب بداية الموسم وكذا حصوله على بطاقة قارية، أمور حملت قرار الطلاق على إستغراب كبير و من رخص به ومن أشر عليه بالموافقة وبتلك الطريقة والنادي خارج لتوه بإنتصار عريض أمام الدفاع الجديدي برباعية. الملخص: طلاق حسبان مع فاخر يبدو في شكله غريبا إلا أنه في مضمونه متوقعا، لاستحالة التعيش لا على مستوى الطباع ولا المشاريع والأفكار بين الرجلين. طلاق كان على حسبان إتخاذه وبسرعة قصوى قبل مناقشة أي مقترح للتحضيرات والمعسكرات والمركاطو الذي يعزف فيه فاخر وحسبان على وترين مختلفين ؟؟