يسعى المنتخب الأنغولي بشدّة للخروج من النفق المظلم الذي دخله في السنوات الأخيرة بسبب نتائجه السلبية وخروجه إما مبكراً أو من تصفيات معظم البطولات التي شارك فيها، وينظر الأنغوليون الملقّبون بالفهود إلى أمم أفريقيا القادمة «كان 2013» على أنها هي الوسيلة المهمة التي بإمكانها أن تعيد التوازن للفريق وتعود به لذكريات الأيام الذهبية التي تمكّن فيها منتخب أنغولا من التأهّل إلى نهائيات كأس العالم التي استضافتها ألمانيا عام 2006. فالمتابع لسجلّ مشاركات المنتخب الأنغولي في السنوات الأخيرة يجد أن الفريق منذ أن تأهّل إلى نهائيات مونديال 2006 لم يحقّق أي نتيجة إيجابية تُذكر ففي أمم أفريقيا عام 2006 خرج المنتخب الأنغولي من الدور الأوّل بعد أن حلّ ثالثاً في المجموعة الثانية برصيد 4 نقاط، بينما ودّع منافسات كأس العالم بعد مشوار قصير، حيث خرج من الدور الأوّل بعدما حلّ ثالثاً برصيد نقطتين من تعادلين وهزيمة. وتعدّ المشاركة في «كان 2008» من الأفضل في سجلّ مشاركات أنغولا، إذ أن الفريق تمكّن من تجاوز عقبة الدور الأوّل بعدما جمع خمس نقاط فتأهّل للدور رُبع النهائي برصيد خمس نقاط قبل أن يخسر أمام مصر حاملة اللقب بعد ذلك بهدفين مقابل هدف. وفشل الأنغوليون في التأهّل لكأس العالم 2010، بعد أن ودّع التصفيات وظهر فيها بشكل ضعيف للغاية، فسعى إلى التعويض عقب ذلك في كأس الأمم الأفريقية التي استضافها الفريق في مطلع العام ذاته على أرضه ووسط جماهيره، وبالفعل مضى الدور الأوّل بشكل رائع إذ تمكّن الفهود من السيطرة على قمّة المجموعة الأولى برصيد خمس نقاط متفوّقاً على الجزائر الثانية (4 نقاط) ومالي الثالثة (4 نقاط). ورغم الانطلاقة القوية إلا أن أصحاب الأرض فشلوا في حلّ عقدة رُبع النهائي، حيث تحطّمت آمالهم على صخرة المنتخب الغاني الوصيف بعد ذلك بالخسارة أمامه (0-1). وتراجع المنتخب الأنغولي تماماً في البطولة الماضية التي استضافتها غينيا الاستوائية والغابون عام 2012، إذ ودّع الفريق الدور الأوّل بعد أن حلّ ثالثاً برصيد أربع نقاط، متخلّفاً بفارق الأهداف عن المنتخب السوداني صاحب المركز الثاني. يدرّب المنتخب الأنغولي المدرّب الأوروغواياني غوستابو فارين وهو المدرّب الوحيد الذي ينتمي إلى أميركا الجنوبية في البطولة القادمة، كما أنه يعدّ أوّل أوروغواياني يتولّى قيادة منتخب مشارك في كأس الأمم الأفريقية. يبلغ فارين من العمر 53 عاماً ويمتلك سجلّاً تدريبياً متوسطاً، حيث درّب منتخبي أوروغواي تحت 17 عاماً وتحت 20 عاماً، كما أنه درّب فريق ديفنسور سبورتنغ المنافس في الدوري الممتاز الأوروغواياني، إضافة إلى ذلك فقد تولّى تدريب منتخب البيرو تحت 20 عاماً عامي 2010 و2011، واستهلّ فارين مسيرته مع المنتخب الأنغولي منذ مطلع عام 2012. وقاد فارين أنغولا إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية التاسعة والعشرين بصعوبة بالغة، حيث واجه زيمبابوي في المرحلة النهائية من التصفيات والتي تأهّل لها مباشرة، وانتهت مباراة الذهاب بفوز زيمبابوي على ملعبها (3-1)، فيما حقّق المنتخب الأنغولي الفوز في لقاء العودة بهدفين دون ردّ سجلهما كونكالفيس في الدقيقتين 5و7. ووقع المنتخب الأنغولي في المجموعة الأولى بالغة الصعوبة كونها تضمّ منتخب أسود الأطلس المغربي وجنوب أفريقيا صاحبة الأرض والجمهور، إضافة إلى الوافد الجديد على أمم أفريقيا منتخب الرأس الأخضر، وعلى الرغم من صعوبة مواجهتي الفهود أمام المغرب وأولاد جنوب أفريقيا إلا أن خبرة اللاعبين العريضة من الممكن أن تمكّنهم من تخطّي حاجز هاتين المباراتين، قبل أن يواجهوا في المباراة الأخيرة لهم في الدور الأوّل منتخب الرأس الأخضر في مباراة تاريخية تماماً كونها الأولى في تاريخ جميع بطولات الأمم القارية التي تجمع بين منتخبين يتحدّثان اللغة البرتغالية. ويحتلّ المنتخب الأنغولي المرتبة التاسعة والسبعين على لائحة ترتيب الفيفا للمنتخبات العالمية برصيد 446 نقطة، وذلك بحسب التصنيف الصادر في شباط الثاني نوفمبر عام 2012. وخاض المنتخب الأنغولي عدداً كبيراً من اللقاءات الدولية في عام 2012 بلغ 12 مباراة وهو أمر طبيعي كون الفريق شارك في كأس الأمم الأفريقية 2012 وفي تصفيات كأس العالم وتصفيات أمم أفريقيا 2013 في عام واحد إضافة إلى خوضه بعض المباريات الدولية. وخلال تلك المباريات تعادل الأنغوليون مع نيجريا وزامبيا ومقدونيا وليبريا بدون أهداف، بينما فاز على سيراليون (3-1)، وبوركينا فاسو (2-1) وزيمبابوي (2-0) كما تعادل مع السودان (2-2) والكونغو (1-1) وأوغندا (1-1) أيضاً، وخسر أمام كوت ديفوار (0-2) وزيمبابوي (3-1)، علماً بأن مواجهتي أوغندا وليبيريا كانتا ضمن المجموعة العاشرة في تصفيات أفريقيا المؤهّلة لكأس العالم القادمة والتي ستستضيفها البرازيل منتصف العام القادم، وتحتلّ أنغولا المركز الثالث في المجموعة. أهم اللاعبين غيلبرتو يعد غيبلرتو هو أحد أهم اللاعبين في أنغولا على مدار تاريخها، وذلك بسبب الخبرات العريضة التي تعرض لها والإنجازات التي نجح في تسطيرها، يبلغ غيلبرتو من العمر 30 عاماً، وبدأ حياته الكروية ضمن صفوف فريق بترو أتليتكو الأنغولي، ومن انتقل إلى الأهلي المصري وأصبح خلال فترة قصيرة أحد أهم لاعبيه وأعمدته الرئيسية. لعب غيلبرتو في صفوف الأهلي ثماني مواسم كاملة (2002-2010) خاض خلالها 286 مبارا وسجل 6 أهداف، ونجح خلال مسيرته مع الأهلي في التتويج ببطولة الدوري المحلي لأكثر من ست مواسم كما فاز بدوري أبطال أفريقيا ثلاث مرات أعوام 2005 و2006 و2008، وشارك في مونديال الأندية ثلاثة مرات أيضاً، إضافة إلى ذلك فهو أحد عناصر الجيل الذهبي للمنتخب الأنغولي الذي حقق الإنجاز التاريخي الهام بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم في ألمانيا عام 2006. عقب تركه الأهلي انتقل غيلبرتو إلى صفوف ليرس البلجيكي في تجربة احتراف لم تستمر طويلاً (2010-2012) خاض خلالها 20 مباراة فقط، ومنه انتقل مطلع الموسم الحالي إلى آيل ليماسول القبرصي وخاض معه حتى الآن 12 مباراة سجل فيها هدفاً واحداً فقط. خاض غيلبرتو مع المنتخب الأنغولي 61 مباراة أحرز خلالها سبعة أهداف. مانوتشو يبلغ مانوتشو من العمر 29 عاماً وهو من أبرز مهاجمي أنغولا في الفترة الأخيرة، بدأ حياته كناشئ في فريق بنفيكا الأنغولي وانتقل بعد ذلك إلى بترو أتلتيكو المحلّي ومنه انطلق إلى العالمية باحترافه في مانشستر يونايتد الإنكليزي لموسم واحد (2008-2009) ثم أعاره إلى باناثينايكوس اليوناني عام 2008 ومنه أعير إلى هال سيتي الإنكليزي ثمّ انتقل بشكل نهائي بعد ذلك إلى بلد الوليد الإسباني. خاض مع المنتخب الأنغولي 44 مباراة سجّل خلالها 22 هدفاً. تألّق بشدّة في كأس الأمم الأفريقية عام 2008 بتسجيله أربعة أهداف بواقع هدف في جنوب أفريقيا وهدفين في السنغال وهدف في مصر. ماتويس من أبرز مهاجمي المنتخب الأنغولي حالياً يبلغ من العمر 28 عاماً، وهو من مواليد التاسع عشر من حزيران/يونيو عام 1984، يلعب حالياً في صفوف فريق ناسيونال البرتغالي أحد فرق دوري الدرجة الأولى، خاض مع منتخب بلاده 32 مباراة دولية سجّل خلالها سبعة أهداف، أوّل أهدافه الدولية كانت في مرمى موريشيوس عام 2006 في مباراة جرت ضمن كأس كوسافا الأقليمية، يفخر اللاعب بأنه شارك مع منتخب بلاده في كأس العالم عام 2006 وخاض مباراة بلاده أمام البرتغال، والتي انتهت بفوز المنتخب الأيبيري بهدف دون ردٍّ. تاريخ المشاركات السابقة شارك المنتخب الأنغولي في ست بطولات سابقة، هي نهائيات 1996 في جنوب أفريقيا و1998 في بوركينا فاسو و2006 في مصر و2008 في غانا، و2010 في أنغولا إضافة إلى البطولة الأخيرة عام 2012 في الغابون وغينيا الاستوائية. ودّع المنتخب الأنغولي جميع البطولات السابقة من الدور الأوّل ما عدا بطولة 2008 وبطولة 2010 التي تأهّل خلالهما إلى الدور رُبع النهائي. طوال مشاركة المنتخب الأنغولي في النهائيات الماضية شارك في 20 مباراة، فاز في أربع فقط وتعادل في تسع وخسر سبع مباريات. سجل المنتخب الأنغولي في النهائيات السابقة 28 هدفاً ودخل مرماه 33 هدفاً. معلومات مهمة تقع أنغولا في غرب القارة الأفريقية وعاصمتها هي لوندا، وتبلغ مساحتها 1.246.700 كيلو متر مربع، ويبلغ عدد سكانها 18.498.000 نسمة. تأسّس الاتّحاد الأنغولي عام 1979 وانضمّ للاتّحاد الدولي عام 1980