يلتقي باريس سان جرمان حامل اللقب في الاعوام الثلاثة الاخيرة مع موناكو غدا السبت على ملعب "اولمبيك ليون بارك" في ليون في النهائي الحلم لمسابقة كأس العصبة الفرنسية في كرة القدم. ولقاء الفريقين في نهائي المسابقة يجسد منافستها الشرسة على لقب البطولة هذا الموسم حيث يتصدر موناكو الساعي الى لقبه الاول منذ عام 2000 والثامن في تاريخه، الترتيب بفارق 3 نقاط امام باريس سان جرمان حامل اللقب في الاعوام الاربعة الاخيرة. وتكتسي المباراة اهمية كبيرة بالنسبة الى الفريقين والفوز فيها سيكون دافعا هاما نحو المنافسة المرتقبة في البطولة، خصوصا بالنسبة الى باريس سان جرمان ومدربه الاسباني اوناي ايمري الذي بات مصيره على "كف عفريت" عقب الخروج المذل من مسابقة عصبة ابطال اوروبا على يد برشلونة الاسباني والمباراة الكارثية في اياب ربع النهائي (1-6) في كاتالونيا، بعد فوزه الكبير والتاريخي برباعية نظيفة ذهابا في بارك دي برانس. واعتبر مدافع النادي الباريسي مطلع التسعينيات جوسلان انغلوما ان مباراة الغد "تعتبر تحديا بالنسبة الى لاعبي فريق العاصمة لتلميع صورتهم. يمر ذلك من خلال تحقيق الفوز. اذا كان باريس سان جرمان يرغب في تفادي أزمة كبيرة، فيجب عليه الفوز". مسابقة كأس العصبة التي تعتبر عادة كمسابقة ثانوية، تحولت الى هدف ضروري بالنسبة للباريسيين ومدربه ايمري، والسبب اولا هو انه قبل التعاقد مع المدرب الباسكي، توج باريس سان جرمان بلقب المسابقة 3 مرات متتالية بقيادة سلفه لوران بلان، وبالتالي فان اي فشل في مباراة الغد سيكون كارثة بالنسبة الى ايمري الذي وضع نفسه في موقف حرج عقب الفشل في المسابقة القارية العريقة. والسبب الثاني هو ان موناكو يتقدم على الباريسيين في ترتيب البطولة ويقدم عروضا رائعة ويملك خطا هجوميا رهيبا هو الاقوى محليا وقاريا ايضا حتى الان. وحذر المدافع الاخر للباريسيين في الفترة بين 1995 و1998 برونو نغوتي صاحب هدف الفوز في المباراة النهائية لمسابقة كأس الكؤوس الاوروبية التي فاز بها النادي عام 1996، قائلا: "في البطولة، لم يعد مصير اللقب بأيدي الباريسيين. من الضروري ان يحرز باريس سان جرمان هذا اللقب والا فان الجميع سيقول ان موناكو اصبح اكثر قوة من باريس سان جرمان". وبالنسبة الى موناكو، فان احراز لقب الكأس سيكون بمثابة مكافأة لان الهدف الذي وضعته ادارة النادي واضح جدا وهو لقب الدوري فقط. وحتى الدور ربع النهائي لمسابقة عصبة ابطال اوروبا امام بوروسيا دورتموند الالماني المقرر هذا الشهر فهو يعتبر تتويجا في حد ذاته. لكن موناكو لن يذخر جهدا لمقارعة غريمه التقليدي وزيادة محنه وخصوصا الظفر باول لقب له منذ عام 2003 (باستثناء لقب بطولة الدرجة الثانية عام 2013). وكان اللقب في ذلك العام في مسابقة كأس الرابطة بالذات على حساب سوشو (4-1) بقيادة المدرب الحالي للمنتخب الفرنسي ديديي ديشان ولودوفيك جيولي وجيروم روثن وباتريس ايفرا والكونغولي الديموقراطي شعباني نوندا والكرواتي دادو برشو. ويدخل موناكو المباراة منتشيا بتفوقه اللافت على فريق العاصمة هذا الموسم، فبعدما اكرم وفاده بفوزه مستحق 3-1 في 28 غشت الماضي في المرحلة الثالثة من البطولة، انتزع تعادلا مستحقا ايضا 1-1 في بارك دي برانس في 29 يناير الماضي في المرحلة الثانية والعشرين. ويملك الفريقان الاسلحة اللازمة لحسم المباراة بيد ان ظروف مباراة الغد لا تخدمهما خصوصا ناحية اللاعبين الدوليين العائدين الى صفوفهما بعد خوض اغلبهم لمباراتين في مدى 5 ايام مع منتخبات بلاده، كما ان بعضهم تعرض للاصابة وبالتالي يحوم الشك حول مشاركته في النهائي. ويتعلق الامر بمدافعي موناكو جبريل سيديبي والمامي توري وباريس سان جرمان البرازيلي ماركينيوس. بيد ان الشك الاكبر يحوم حول المهاجم الدولي الكولومبي رداميل فالكاو الذي لم يلعب منذ 11 مارس الماضي والمباراة ضد بوردو (2-1) عندما تعرض للاصابة في خصره. وعاد فالكاو الى التدريبات هذا الاسبوع بيد ان مدربه البرتغالي جارديم لا يعرف ما اذا كان سيدخل اساسيا ام يجلس على مقاعد البدلاء. وسيفتقد موناكو خدمات لاعب وسطه البرازيلي فابينيو بسبب الايقاف، بيد ان الانظار ستتجه دون شك الى الواعد كيليان مبابي (18 عاما) الذي تألق بشكل كبير في الاونة الاخيرة وحجز مكانه في صفوف المنتخب الفرنسي للمرة الاولى في مسيرته الاحترافية عندما لعب اساسيا في المباراة الدولية الودية ضد اسبانيا (صفر-2)، واهتمام الاندية الاوروبية الكبيرة في مقدتها ريال مدريد الاسباني. ويعتبر مبابيه ان باريس سان جرمان هو "المرشح" للفوز السبت، وقال "انهم اللاعبون انفسهم الذين فرضوا سيطرتهم على الدوري في السنوات الاربع او الخمس الاخيرة، نفس اللاعبين الكبار الذي احرزوا كل الالقاب التي تنافسوا عليها محليا. اليوم، اعتقد بانه يتعين علينا احترام هذا الفريق. ما حصل (في برشلونة) لن يتكرر ابدا خلال 90 عاما على الاقل". واذا نجح باريس سان جرمان في التتويج باللقب فانه سيحقق ذلك للمرة الرابعة على التوالي، لكن الاهم هو انه سيتنفس الصعداء قليلا.