تتجه أنظار عشاق كرة القدم في الخليج العربي نحو البحرين٬ التي تستضيف خلال الفترة من 5 إلى 18 يناير الجاري٬ نهائيات كأس الخليج في نسخته 21 بمشاركة ثماني منتخبات موزعة على مجموعتين٬ تضم الأولى البحرين وعمان وقطر والإمارات٬ وتتكون الثانية من السعودية والعراق واليمن والكويت. وعادة ما تحظى منافسات كأس الخليج منذ انطلاقها عام 1970 باهتمام بالغ من كافة الأوساط السياسية والرياضية والشعبية في المنطقة لأسباب عديدة في مقدمتها أنها تحدد زعامة كرة القدم في الخليج العربي الذي شهد تغيرات كبيرة في اللعبة خلال السنوات الماضية بفعل الفورة البترولية. ويرى المتتبعون الرياضيون أنه من الصعب التكهن بهوية بطل النسخة القادمة من (خليجي 21 ) لأن الأداء الفني متقارب بين المنتخبات الثمانية المشاركة في البطولة٬ لكن بالرغم من ذلك فإن التوقعات تشير إلى أن منتخبات السعودية والإمارات والعراق ستقول كلمتها في هذه البطولة على اعتبار أنها تمتلك مقومات التميز. وتجمع التحليلات قبيل انطلاق المنافسة على أن المنتخب السعودي (الأخضر) سيسعى إلى مصالحة جماهيره التي باتت تطالبه بالعودة إلى الألقاب٬ خصوصا بعدما صبت جام غضبها عليه عقب خروجه من تصفيات مونديال 2014 بالبرازيل٬ وهو أمر يضعه ريكارد واللاعبون في مفكرتهم تجنبا لأي مفاجأة غير سارة. ويشارك المنتخب الأخضر بتركيبة بشرية متكاملة٬ خاصة بعد عودة هدافه المدلل٬ ياسر القحطاني الذي عدل عن فكرة اعتزاله دوليا٬ وترحيب المدرب فرانك ريكارد برجوعه٬ وهي إضافة٬ يرى المراقبون٬ أنها ستكون مهمة نظرا لخبرة القحطاني في هذه المنافسة٬ بالمقابل سيغيب الهداف الشاب نايف هزازي بقرار من المدير التقني للفريق. ويعتبر المنتخب السعودي المرشح الأقوى على خلفية تاريخه الحافل في البطولة من جهة٬ وللتحضير الجيد الذي أضافه ريكارد من جهة أخرى٬ ناهيك عن امتلاكه عددا من النجوم القادرين على هز شباك الخصم في أي لحظة. وسيكون المنتخب السعودي في منافسة شرسة مع منتخب الإمارات الذي حقق اللقب مرة وحيدة عام 2007٬ ويبقى مرشحا فوق العادة لنيل اللقب٬ خصوصا وأنه قدم أداء مثاليا في الأولمبياد الأخير في لندن. ويمتلك (الأبيض) الإماراتي مجموعة من المواهب الكروية التي تمتلك مهارات فنية عالية على رأسها النجم إسماعيل مطر العائد من الإصابة٬ ويقوده مدرب طموح هو مهدي علي الذي حقق نجاحات هامة٬ من خلال التطوير العالي في الأداء التقني والبدني للفريق٬ ناهيك عن قدرته التكتيكية في توظيف اللاعبين٬ وقراءته الفنية الصائبة لتفاصيل المباريات التي يخوضها. ويبقى المنتخب العراقي هو الحصان الأسود في الدورة رغم المشاكل التي يعاني منها في الفترة الأخيرة على صعيد الطاقم التقني بعد رحيل البرازيلي زيكو عن التدريب واستلام حكيم شاكر مسؤولية الإشراف على المنتخب . وبحكم تركيبته البشرية التي تضم لاعبين يجمعون بين الخبرة و الطموح وفي مقدمتهم يونس محمد ونشأة أكرم وهوار ملا محمد٬ يبقى منتخب "أسود الرافدين" من أهم المنتخبات المرشحة لإشعال التباري على اللقب ومنافسا شرسا للسعودية و الإمارات. وتجمع القراءات الأولية على أن باقي المنتخبات وهي الكويت وسلطنة عمان واليمن وقطر والبلد المضيف البحرين لن يكون في مقدرتها منافسة المنتخبات سالفة الذكر على اعتبار أنها لا تمتلك المؤهلات البشرية والتقنية التي تؤهلها لدخول المنافسة على اللقب من الباب الواسع. فبخصوص المنتخب الكويتي٬ حامل لقب النسخة 20 ٬ يرى المتتبعون أنه من خلال قراءة المعطيات التقنية بعد خليجي 20 لم يشهد المنتخب الكويتي أي تقدم على جميع الأصعدة٬ بل على العكس من ذلك فقد عرف انحدارا في مستواه العام ٬ حيث خرج من الدور الأول لمنافسات كأس آسيا بثلاث هزائم التي أقيمت بالدوحة٬ كما فشل في التأهل للمرحلة الأخيرة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014٬ ومن ثم كأس الاتحاد العربي وأخيرا بطولة غرب آسيا التي اختتمت بالكويت مؤخرا٬ وهذا لا يعطي مؤشرا مطمئنا خلال النسخة الحالية. وبالنسبة لمنتخب قطر (العنابي) فإن المستوى المتواضع الذي أبان عنه خلال المواجهة الودية الأخيرة التي خسرها في ميدانه أمام نظيره المصري لا يشفع له بأن يكون من بين المنافسين على اللقب٬ ويعول على نجمه خلفان إبراهيم خلفان في قيادة الفريق نحو المربع الذهبي٬ نظرا لتقارب المستوى بين منتخبات المجموعة مع البحرين وعمان إضافة إلى الإمارات أقوى منتخبات المجموعة. وفي ما يتعلق بمنتخب سلطنة عمان فمنذ إحرازه اللقب في موسم 2009 على أرضه وبين جماهيره٬ تراجع أداؤه كثيرا عما قبل٬ ورغم امتلاكه بعض النجوم أمثال عماد الحوسني وفوزي بشير٬ لكن ذلك لا يؤهله بأن ينافس بقوة على اللقب في ظل توفر منتخبات اكثر استعدادا. وبخصوص منتخب اليمن فهو يدخل المنافسة متمسكا بشعار (التحدي) على اعتبار المستوى المتواضع لكرة القدم اليمنية وضعف البطولة المحلية ٬ وقد يكون المنتخب اليمني ضيف شرف في البطولة٬ بما أنه يقع في مجموعة نارية إلى جانب الكويت والسعودية والعراق٬ وتأهله إلى الدور الثاني يبقى من سابع المستحيلات. أما منتخب البحرين٬ فيرى المراقبون أنه رغم استضافته للتظاهرة التي تقام على أرضه وبين جماهيره٬ لكن ذلك لا يشفع له بأن يكون من بين المنتخبات المنافسة٬ بحكم أن كرة القدم البحرينية تراجعت في الآونة الأخيرة٬ رافقها تقدم بالمستوى لمنتخبات أخرى٬ لكن مع طموح لاعبيه والدعم الجماهيري فيمكن للمنتخب البحريني أن يحجز مقعده في المربع الذهبي حيث ستكون المنافسة شرسة بينه وبين عمان وقطر على هذا المركز.