كعادته كلما حضر هذا الموعد إلا وإستأثر بإهتمام بالغ ووضع باقي المباريات على الهامش، لإعتبارات منها قيمة المواجهة والجماهيرية وحجم المتابعة. الديربي 121 على إيقاعات الديربي الذي سبقه بنكهة الإغتراب مجددا وهذه المرة النفي كان بإتجاه حاضرة سوس مدينة أكادير بوحي وإختيار من محمد فاخر. الرجاء المطارد لايملك خيارات غير الإنتصار لإعادة التوازن لمشهد الصدارة، والوداد المزهو ببدايته الصاروخية يرى في الموعد واجهة مثالية لمواصلة الهروب الكبير. مغترب مرة أخرى وكأن القدر هيأ لهذه المباراة تفاصيل الإغتراب في آخر المواجهات، إذ عرف ديربي الموسم المنصرم الذي حمل الرقم 120 وجهة صوب الشمال ليستقر بمدينة طنجة ودان الإنتصار خلاله للنسور الخضر بثلاثية نظيفة. هذه المرة ونتيجة لإستمرار حظر اللعب بمركب محمد الخامس المعقل الرسمي والطبيعي والشرعي لهذا النزال الكبير جاء ترحيله مجددا صوب مدينة أخرى وإستقر القرار على مدينة أكادير بقرار تقني من المدرب محمد فاخر. الإغتراب فرض في السابق حيث لعبت المباراة ذات يوم، ونتيجة للفيضانات الشهيرة التي كان من تداعياتها غمر مركب محمد الخامس بالماء للمجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالعاصمة الرباط. الوداد والهربة الكبيرة يدخل الوداد المباراة متحررا وبوضع نفسي أفضل بكثير من منافسه الرجاء كونه يحتل الصدارة وببداية صاروخية وبفارق مريح عن الغريم التقليدي يبلغ 6 نقاط، وحتى لو خسر فإن الصدارة لن تضيع منه، بل على العكس من ذلك الوداد يراهن على ربح خطوة عملاقة بإتجاه اللقب بداية من هذه المحطة كيف ذلك؟ الوداد يريد الإنتصار الذي يضمن له 9 نقاط كفارق عن الرجاء مع توفر كل طرف على مؤجل بالجيب، وهو ما يتيح إمكانية هربة كبيرة للفرسان الحمر الواثقون أن منافسهم الأول والكبير على الدرع لن يون غير الرجاء، ولو نجح الوداد في مواصلة عزفه على وتر الا إنتصارات فمؤكد أن الدرع الذي إبتسم مع طوشاك للحمر من أكادير سيظهر قمره من جديد بنفس المدينة. الرجاء لحفظ الحظوظ من سيكون مطالبا بالفوز وتحقيق الإنتصار هو الرجاء أكثر من غريمه التقليدي، لأنه هو المضيف وهو المتخلف عن الوداد بفارق 6 نقاط ولو فكر في التعادل فإنه سيكون قد أضاع فرصة لن تتكرر بتقليص الفارق ل3 نقاط وإنتظار مباراته المؤجلة مع إتحاد طنجة. التعادل إذن ليس في مصلحة النسور الخضر، وحده الإنتصار من سيصحح الأوضاع و يبقي الإثارة والتشويق حاضرين بالبطولة ولن يسمح للوداد بالهرولة السريعة والهروب الكبير بالصدارة. الرجاء إنتصر في مجموع المباريات التي كان فيها مستضيفا وتكييفه لنزلاته خارج الديار لم تكن موفقة وهذه المرة وإن كان يلعب بأكادير فإن الواقع يقول عكس ذلك و يجعله صاحب الضيافة المطالب بالإنتصار. مغربي أم فرنسي؟ من توابل الديربي هذه المرة كونه مختلف في الشكل والمضمون عن نسخة الموسم المنصرم وكونه يحمل إطارين مختلفين عن طوشاك والطوسي اللذين تصاقرا وقبلهما حضر كرول وطوشاك بالذهاب، لنكون هذه المرة أمام حوار مختلف يجسده محمد فاخر خبير الديربيات ومثل هذه المواجهات جربها فاخر ويحمل العديد من أسرارها. ومن سيحضر أمام فاخر هو الفرنسي سيباستيان دوسابر الذي جاء لمهمة داخل الوداد ووجد نفسه ينهي الموسم في مهمة مغايرة تماما لتلك التي إتفق على إثرها مع رئيس النادي. وبين خبرة فاخر واللمسة المغربية وجسارة دوسابر الذي لم يخسر سوى نقطتين في المباريات التي لعبها كل التطلعات أن لا يقتل المدربان النزال بصرامة تكتيكية مبالغ فيها قد تغتال بدورها الفرجة التي ينتظرها الكل من مثل هذه المواعيد الثقيلة. فرسان الفرجة هم بكل تأكيد لاعبو الفريقين ومنهم الحامل لزاد الخبرة والتجربة أمثال الزنيتي و أولحاج والراقي ومابيدي والحافيظي من معترك الرجاء ونوصير والنقاش والكرتي وأونداما والسعيدي من ضفة الوداد، سيتواجد لاعبون بإمكانهم إكتشاف أجواء مثل هذه المباريات العملاقة كحالة اليميق الرجاوي ولمرابط الودادي. توابل الفرجة لن تقتصر على المحليين بل الحضور الأجنبي وخاصة الخطير جبور المنطلق برشاش قاتل في المباريات الأخيرة والذي أكد أنه سيكون من مفاتيح هذا الديربي. وأهم مفتاح هو الجمهور الذي سيحضر في ملعب رائع بخلاف ويكلو الموسم المنصرم والجمهور الذي سيحضر وبشكل قياسي عليه التأكيد أنه كان وسيظل الرقم الأبرزلهذه الفرجة. الزمن: الأحد 27 نونبر 2016 المكان: الملعب الكبير لأكادير (س15) الحكم: نورالدين الجعفري (عصبة الدارالبيضاء الكبرى)