تشكل هذه النسخة من الديربي البيضاوي الاستثناء في تاريخ هذه المواجهة ، ويتمثل هذا الاستثناء في الاغتراب أولا ، حيث تم تحويله إلى طنجة ، وأمام مدرجات فارغة ثانيا ، وعلى إيقاع التصريحات المدوية للرئيس بودريقة ثالثا ، صحيح أن الجماهير الرجاوية والودادية تراهن على هذه المحطة لإشعال فتيل التنافس بالمدرجات ، عبر التفنن في التيفوات ، والإبداع في ترديد الشعارات ، لكن شاءت أفعال بعض الفاعلين أن يطل علينا الديربي باهتا، ويفتقد لتوابله الخاصة ، وتخيم عليه سحابة الغضب التي فجرتها خرجة بودريقة الإعلامية . الاغتراب والويكلو سيكون لهما وقع على عطاءات اللاعبين ، الذين ينتظرون هذا النزال للتجاوب مع اللوحات المرسومة بالمدرجات ، لكن لسوء حظ الواصلي وبابا توندي وكايتا.. أنهم يخوضون أول ديربي لهم في غياب الجمهور ، وبعيدا عن أرضية مركب محمد الخامس الشاهدة على الفرجة عبر تاريخ الديربيات . مباراة الذهاب لم ترق إلى الحد الأدنى من التطلعات ، وانتهت بلا غالب ولا مغلوب ، وشهدت نهايتها أحداث شغب بين جماهير الفريقين ، وعوقب الوداد بثلاث مباريات بدون جمهور ، والرجاء بمباراة موقوفة التنفيذ ، ويراهن المدرب الطاوسي على هذا الديربي الثاني له لصنع الفوز ، والإبقاء على حظوظ التنافس على اللقب ، لكن طوشاك الذي يخوض الديربي الثالث له ، يعي جيدا أن صنع الإيجابي في هذه المباراة يبقيه متصدرا ، ويفند كل الشائعات المروج لها من قبل رئيس الغريم التقليدي ، وفوق هذا وذاك ، فالفوز سيضفي نكهة خاصة على أجواء الفرح تزامنا مع ذكرى عيد ميلاد الوداد . فريق الرجاء الذي خسر مداخيل المباراة ، والتي قدرت بحوالي ثلاثمائة مليون سنتم ، يخشى أن يخسر النتيجة ، فيخرج خاوي الوفاض ، ويجلب عليه لعنة الجماهير ، والوداد تكفيه نقطة التعادل ، لكن جمهوره يطالب بالفوز ، لتأكيد الذات . تصريحات اللاعبين تصب كلها في كون الديربي أمام مدرجات فارغة، مثل الطعام بدون توابل ، واعتبروا أن الجماهير تحفز على مضاعفة الجهود ، وتشجع على تغليب الجانب التقني ، والتفنن في اللعب ، وأبدوا أسفهم على غياب أجواء التنافس بالمدرجات ، وحصرها فوق رقعة الميدان ، لكن لاعبي كل فريق أصروا على صنع الفوز . فلمن ستدق أجراس الانتصار ؟