والميركاطو الشتوي على الأبواب عاد شبح الأزمة المادية ليهدد مستقبل الوداد البيضاوي متزعم ترتيب البطولة الوطنية بشكل مؤقت، وكانت ميزانية الفريق الموسم الماضي قد وصلت لحوالي 6،5 مليار سنتيم كأعلى ميزانية لفريق مغربي كما أن اللجنة الجامعية المكلفة بالمصادقة على الملفات التي قدمتها أندية القسم الأول للحصول على رخصة نادي محترف برسم السنة الجارية وخلال الزيارة التي قامت بها لإدارة الوداد كانت قد تحفظت على الميزانية المرتقبة للفريق الأحمر. ومن جهة أخرى فإن بوادر هذه الأزمة المالية هي التي منعت الرئيس أكرم من دخول سوق الإنتدابات بكل قوة ما ترك للغريم الرجاوي فرصة الفوز بمجموعة من الصفقات قبل أن تفرض إحتجاجات الجماهير الودادية على رئيس الفريق التدخل في آخر المطاف من أجل إبرام بعض صفقات قصد إسكات صوت المحتجين، لكنها أثقلت كاهل الفريق وبخاصة صفقتي فابريس أونداما وعمر نجدي التي كلفت الفريق الأحمر حوالي 500 مليون سنتيم، وتميزت بداية هذا الموسم بشح على مستوى مداخيل الملعب التي لم ترق لمستوى التطلعات ولما سجلته في الموسم الماضي وذلك بسبب الغضب الجماهيري على نتائج الفريق وخاصة بعد خروجه من منافسات كأس الكاف. ومن تداعيات هذه الأزمة عدم توصل لاعبي الفريق بما مجموعه تسع منح بالإضافة للشطر الأول من منحة التوقيع، لكن هذا لم يمنع العناصر الودادية من تحقيق النتائج الإيجابية والعودة من بعيد لإحتلال صدارة الترتيب مؤقتا في انتظار إجراء المباريات المؤجلة لفريقي الرجاء والجيش الملكي، لكن يظهر بأن صبر العناصر الودادية قد نفذ بعد أن ملوا من الوعود التي لم تتحقق كما أن الطاقم التقني قد يقف بدوره عاجزا عن القيام بدوره وتحفيز لاعبين يعانون من مشاكل مادية نتيجة عدم توصلهم بمستحقاتهم. قد يقول المكتب المسير بأن هذه المستحقات مضمونة في الحفظ والصون وسيتوصل بها اللاعبون بمجرد أن تتعزز ميزانية الفريق ببعض المداخيل من الجامعة وكذا من المستشهرين لكن دور المسير يبقى هو توفير السيولة المالية وتدبر مثل هذه المواقف والوفاء بالتزاماته تجاه اللاعبين الذين يطالبهم بالنتائج مع نهاية كل أسبوع. ولعل الشيء الذي سيزيد وضعية الوداد تعقيدا هو اقتراب الميركاطو الشتوي وعدم اقتناع المدرب الزاكي ببعض العناصر التي تم انتدابها في مرحلة الصيف ومراهنته على بعض الإنتدابات الجديدة لإعادة التوازن لتركيبته البشرية في محاولة منه للمنافسة على لقب البطولة الوطنية وتدارك الإخفاق الذي رافق الفريق الأحمر على مستوى كأس العرش وكأس الكاف. والأكيد أن الجماهير الودادية لن تلتمس الأعذار للمكتب المسير وبالأخص للرئيس عبد الإله أكرم في الظرفية الحالية خاصة بعد أن أعاد لها المدرب الزاكي بعض الأمل من خلال النتائج الجيدة التي حصدها وبتركيبة بشرية أكد هو نفسه عدم توازنها وأيضا افتقادها لإعداد بدني في المستوى.. فكيف سيعمل مكتب الوداد على معالجة هذه الضائقة المالية؟ وهل بإمكانه دخول الميركاطو الشتوي بكل قوة والإستجابة لمطالب المدرب الزاكي الذي يبدو غير مقتنع ببعض العناصر التي تم انتدابها بدليل عدم الإعتماد عليها في المباراة الأخيرة أمام رجاء بني ملال ومنحه الفرصة لبعض العناصر الشابة التي قد تشكل مستقبل الفريق الأحمر؟ هذا ما ستكشفه لنا الأيام القادمة.