الإقصاء من كأس العرش أصابنا بحزن كبير ! يراهن الجيش للعودة للواجهة بعد سنوات لعب بها في الظل وعانى من مجموعة من المشاكل، جعلته يتهاوى ويبتعد عن المنافسة على الألقاب مثلما عود عليه جماهيره، حيث وقع على بداية جيدة هذا الموسم رغم الخروج من الكأس، والأكيد أن وراء هذه العودة مجموعة من اللاعبين أبرزهم المهاجم يوسف أنور الذي يقدم مستويات جيدة منذ انتقاله من الوداد الفاسي إلى القلعة العسكرية. ويدرك مهاجم الجيش المسؤولية الملقاة على عاتقه هذا الموسم وكذا الدور المطالب بلعبه مع فريقه للمصالحة مع الألقاب، رغم صعوبة المهمة التي تنتظر العساكر، حيث يرى أن فريقه يملك كل الإمكانيات للمنافسة على الألقاب، مؤكدا ذلك بالانطلاقة الناجحة التي وقع عليها هذا الموسم. - المنتخب: سيناريو غير منتظر بعد إقصائكم من منافسة الكأس؟ يوسف أنور: كرة القدم مليئة بالمفاجآت، خاصة عندما يتعلق الأمر بمنافسة الكأس التي لا تخلو من مفاجآت، لذلك لم نتوقع كثيرا هذا السيناريو خاصة مع النتيجة التي سجلناها في الذهاب عقبر فوزنا بهدف للاشيء، كان هدفنا المرور إلى المربع الذهبي من أجل مواصلة مشوارنا الجيد في الكأس، حيث كان هدف الفريق العسكري الوصول للمباراة النهائية، نتأسف لهذا الإقصاء المفاجئ. - المنتخب: لقد فرطتم في التأهل بعدما أضعتم الكثير من الفرص السهلة، ألس كذلك؟ يوسف أنور: فعلا كان بالإمكان أن نحسم المباراة من خلال الفرص الكثيرة التي أتيحت لنا، في الواقع كنا نبحث عن التسجيل من أجل قتل المباراة والتأهل إلى دور النصف، لكن جرت الرياح بما لم تشتهي سفننا، حيث تلقينا هدفا في آخر أطوار المباراة قبل أن نخرج من المنافسة بضربات الترجيح، كما تابعتم قدمنا مستوى جيدا وكنا الطرف الأفضل، أعتقد أن اللاعبين قدموا ما عليهم واللمسة الأخيرة خانتنا، إنها خسارة كبيرة للجيش الذي كان يستحق التأهل. - المنتخب: ألا تعتقد بأن هذا الإقصاء سيكون له تأثير على مشواركم في البطولة؟ يوسف أنور: الخروج من منافسة الكأس ليس نهاية العالم، الخسارة تبقى جزء من اللعبة وعلينا تقبل هذا الإقصاء بصدر رحب والنظر للمستقبل بنظرة الحماس والإرادة لتعويض ما فات، صحيح أن أملنا كان كبيرا للتأهل إلى المربع الذهبي لكن هذا هو حال الكرة، لذلك لا أعتقد بأن ذلك سيؤثر علينا، بحكم تجربة اللاعبين وحماسهم، وأستطيع القول بأن هذا الإقصاء سيزيد من رغبتنا للمنافسة على لقب البطولة. - المنتخب: بداية ناجحة تلك التي وقعتم عليها، ربما كنتم تخططون لذلك لتفادي سيناريوهات المواسم السابقة؟ يوسف أنور: فعلا هذا ما كنا نخطط له، لأنه كان ضروريا أن نسجل أفضل النتائج، حيث سيكون لذلك دافعا مهما من أجل البحث عن نتائج إيجابية أخرى، ونعرف أن فريقنا مطالب بالمصالحة مع الألقاب واستعادة هيبته، لذلك لن ندخر أي جهد من أجل إعادة البسمة للجمهور العسكري، وكلاعبين نتفهم شغفهم ورغبتهم ليروا فريقهم بمنصة التتويج، رغم أن المهمة وكما أكدت لن تكون سهلة في ظل المنافسة الشرسة التي تعرفها البطولة، لكن لم يعد مقبولا أن نبقى خارج المنافسة على الألقاب، خاصة بعد الإقصاء من منافسة الكأس. - المنتخب: ربما النتائج التي أنهيتم بها الموسم الماضي شجعت الجيش ليتجاوز ضغط النتائج السابقة وفترة الفراغ التي مر منها؟ يوسف أنور: فعلا وقعنا في الموسم الماضي على إياب ناجح وكان له تأثير إيجابي على مكونات الفريق، لذلك نحن مطالبون بالحفاظ على نفس الإيقاع وكذا النتائج الإيجابية، بل نعتبر هذه النتائج مسؤولية مضاعفة وعدم التراجع للوراء لأنه لم يكن من السهل تحقيق تلك النقلة النوعية والقطيعة من سنوات التراجع، وبالتالي التأكيد على عودة فريقنا إلى الواجهة ولن نتنازل على الألقاب، لكن يجب التأكيد أن تلك النتائج أعطتنا جرعات من الثقة ورفعت من إرادتنا هذا الموسم، بقي الآن أن نحافظ على هذا الخط التصاعدي الذي نسير عليه منذ الوسم الماضي. - المنتخب: إلى جانب الهاجس التقني والتكتيكي، فإن الحماس يبقى سلاحكم هذا الموسم؟ يوسف أنور: أريد التأكيد هنا أن عبدالمالك العزيز اشتغل كثيرا على الجانب النفسي في عمله، وبحكم خبرته وتجربته فإنه كان يعرف أن هذا الجانب يبقى مهما بالنسبة لأي لاعب، خاصة أنه تم تعيينه في وسط الموسم الماضي في وقت كنا نمر فيه بفترة صعبة وعشنا ضغطا كبيرا. طبعا الحماس يبقى من أهم أسلحتنا هذا الموسم، ذلك أن كل اللاعبين لهم رغبة جامحة من أجل العودة لسكة الانتصارات، أعتقد أن هذا العامل سيساعدنا كثيرا هذا الموسم، نحن كمجموعة اتفقنا على عدم ادخار أي جهد هذا الموسم ووضع كل إمكانياتنا لتحقيق الأهداف المتوخاة هذا الموسم. - المنتخب: يبدو أن المنافسة لن تكون سهلة هذا الموسم في ظل الإنتدابات التي قام بها الفريق؟ يوسف أنور: فعلا إنتدب الجيش الملكي في الميركاطو الصيفي مجموعة من اللاعبين سواء الشباب أو المجربين، وهي خطوة طبعا نحبذها نحن اللاعبين وعادت بالإستفادة علينا، بدليل النتائج الإيجابية التي سجلناها، لأنها أولا ستمنح للمدرب عبدالمالك العزيز مساحات شاسعة لاختيار اللاعبين، كما أنها ستفرض علينا المزيد من الإشتغال والمنافسة على المراكز، إذ سنكون مطالبين للرفع من مستوانا في التداريب والمباريات لإقناع الطاقم التقني، وهذا كله يصب في مصلحة الفريق ككل. - المنتخب: برأيك ما الذي ينقص الجيش ليعود لسكة الألقاب؟ يوسف أنور: مر الجيش خلال السنوات الأخيرة من فترات فراغ، أعتقد أن عدم الإستقرار التقني أثر كثيرا على عطاء الفريق، ناهيك عن مجموعة من اللاعبين الذين تعاقدوا مع الفريق في السنوات الأخيرة لكنهم لم ينجحوا في تجاربهم، لا ننسى المشكل الكبير الذي عانى منه فريقنا والمتعلق بالإغتراب الذي عانينا والناتج عن الملعب، حيث اضطررنا لاستقبال مبارياتنا بمجموعة من الملاعب الوطنية، بسلا والرباط وفاس والخميسات والجديدة، لذلك ما كان ينقصنا هو الإستقرار، ولي اليقين أن فريقنا سيعود لرسم أجمل اللوحات في البطولة. - المنتخب: لم تسجل الكثير من الأهداف في الفترة الأخيرة، إلى ماذا يعود ذلك؟ يوسف أنور: في الواقع لا يهمني إن سجلت أم لا، لأن الأهم هو أن يفوز فريقي، وقتها تكون السعادة أكبر، كما أني أسعى لأقوم بدوري في الرواقين، إما بتقديم تمريرات حاسمة، أو التهديد وإزعاج المدافعين، نحن نشكل مجموعة واحدة وأي لاعب يسعى دائما للقيام بدوره على أكمل وجه، من حارس المرامى والدفاع مرورا بالوسط ثم الهجوم، الحمد لله الأمور تسير بشكل جيد على المستوى، وأنا دائما ما أجتهد لأكون عند حسن ظن جميع مكونات الفريق. - المنتخب: يعاب عليك بأنك تسقط في فخ الأنانية خلال المباريات؟ يوسف أنور: كل لاعب يحاول الإعتماد على نقاط قوته وتدليل الطريق على زملائه للوصول إلى مرمى الخصم، أسعى في بعض المحاولات وليس كلها من أجل البحث عن الحلول، خاصة عندما نجد بعض الصعوبات في المباريات، إذ نكون نحن اللاعبين البحث عن حلول فردية، هذا هو السبب الذي يجعلني أقوم في بعض المحاولات على تجاوز المدافعين والقيام بتمريرات حاسمة، لذلك لا أعتقد أني أنانيا، بل أبحث دائما على مصلحة الفريق أكثر من مصلحتي الشخصية. - المنتخب: ماذا تمثل لكم العودة للإستقبال بمركب مولاي عبدالله؟ يوسف أنور: الجيش وكما يعرف الجميع له صولات وجولات في هذا الملعب الذي كان شاهدا على تتويج فريقنا بمجموعة من الألقاب، وبالتالي فعودتنا له أسعدتنا مثلما أسعدت أيضا الجماهير التي انتظرت ذاك بفارغ الصبر. تعرفون أننا عانينا الشيء الكثير بسبب ابتعادنا عن ملعبنا، وأدينا الفاتورة غاليا لأننا تعبنا على المستوى التقني وتأثرت نتائجنا، لذلك ستكون لهذه الخطوة تأثير إيجابي على نتائجنا ومستويات هذا الموسم، بدليل النتائج التي تحصلنا عليها منذ أن استقبلنا على أرضيته، أكان على مستوى البطولة أو الكأس. - المنتخب: لكن هناك أخبار تؤكد أن الملعب سيغلق مجددا لفترة؟ يوسف أنور: مع الأسف أننا سنضطر مجددا للعب بعيدا عن مركب مولاي عبدالله لخضوعه للإصلاح، أعتقد أننا سنعود للإستقبال لملعب الفتح، علينا في الأخير أن نستأنس مع هذا المستجد ونتجاوز كل العوائق التي قد نجدها في هذا الملعب، خاصة على مستوى أرضيته، ما يمكنني القول في هذا الجانب هو أننا نأمل أن لا نتأثر بهذا العامل هذا الموسم، خاصة أننا نراهن على مواصلة البداية الجيدة التي وقعنا عليها. - المنتخب: من الوداد الفاسي إلى الجيش، هل هذا هو طموح يوسف أنور في مشواره الكروي؟ يوسف أنور: لا أعتقد، لأن كل لاعب إلا وله مجموعة من الأهداف التي يسعى لتحقيقها ولا يجب أن يتوقف، وأنا كباقي اللاعبين أتمنى تحقيق مجموعة من الأهداف التي تساورني، لا ننسى أن حملي ألوان الجيش هو في حد ذاته إنجاز وهدف وازن حققته في مشواري الكروي، اعتبارا لقيمة هذا الفريق وكذا الأساطير الذين حملوا ألوانه، بدليل أن أغلب اللاعبين يتمنوا أن يمارسوا تحت كنفه، لذلك لا بد من الإشتغال أكثر والإجتهاد لتحقيق كل الأهداف، لأن الوصول إلى القمة لا يأتي من جرة قلم. - المنتخب: وماذا عن الألقاب التي تبقى من الأشياء التي يفتخر بها أي لاعب خاصة بعد نهاية مشواره الكروي؟ يوسف أنور: طبعا أي لاعب إلا ويتمنى تحقيق ذلك والصعود على منصة التتويج، خاصة أن المواسم الكروية تمر بسرعة، لذلك لا أنكر أنه منذ إلتحاقي بالجيش وأنا أنتظر اليوم الذي سيكتب لي فيه تحقيق هذا الحلم، لذلك لا أخفي عليك أن الفوز بأحد الألقاب كان من بين الأسباب التي جعلتني أختار التوقيع للجيش، لذلك أتمنى أن يتحقق ذلك لي هذا الموسم، أكان على مستوى البطولة أو كأس العرش. - المنتخب: برأيك، هل للجيش الإمكانيات للصعود على منصة التتويج؟ يوسف أنور: قدمنا إشارات منذ الموسم الماضي كون أن الجيش بدأ يستعيد المستوى الذي يميزه كواحد من الأندية التي تعتبر من أقطاب الكرة المغربية، نظير النتائج التي سجلناها هذا الموسم، وقعنا على بداية محترمة وسجلنا أيضا نتائج تؤكد إننا جاهزون لتحديات هذا الموسم. - المنتخب: ما الذي تشعر به قد تغير في الجيش هذا الموسم، ليكون مؤهلا للمنافسة على الألقاب؟ يوسف أنور: أولا الثقة التي عادت للاعبين، عشنا ضغطا كبيرا في المواسم السابقة بسبب غياب النتائج الإيجابية، اليوم شعرنا أننا كمجموعة أصبحت لنا تلك المناعة التي افتقدها الفريق في البطولة، حيث وجدنا الطريق الصحيح للإنتصارات وبات الجيش يعرف كيف يحقق الإنتصارات. الإستقرار التقني له دور أيضا في هذه العودة، خاصة بعد التعاقد مع عبدالمالك العزيز إبن الغريق والذي يعرف جيدا خبايا البيت العسكري، فعرف كيف يعيد الثقة للفريق، طريقة تدبير أمور الجيش تغيرت أيضا فاستفاد المسؤولين من الأخطاء السابقة على مستوى الإنتدابات، كلها الأمور أعتقد أنها كانت من الأسباب التي ساعدت الجيش باستعادة مستواه.