جامعة كرة القدم لا تدخل ضمن حالة الإستثناء وليست فوق القانون الجمع العام لا يعني عزل أحد عن منصبه، بل هو انتصار للديموقراطية لن نبيع الوهم للجمهور، لكن المنتخب الوطني سيتألق بجوهانسبورغ كعادته وفي إطار الإنفتاح الذي قال بشأنه أنه مكون أساسي من مكونات ردم الشائعات التي تتناسل فتغيب معها المصداقية في التعاطي مع كثير من الأحداث، أكد وزير الشباب والرياضة السيد محمد اوزين وهو يخص «المنتخب» بواحد من حواراته الجريئة أن الجامعة الملكية المغربية لا تدخل في خانة الإستثناء ولا تتمتع بامتياز عن باقي الأجهزة الأخرى التي تخضع لوصاية جهازه، مؤكدا بل حاسما في قرار عقد الجمع القادم للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قبل متم السنة الحالية. وزير الشباب والرياضة أوضح في الحوار التالي مجموعة من الأشياء الهامة التي تستأثر باهتمام المتتبع للشأن الكروي، ومبرزا الحاجة لتضافر جهود كل المكونات بما يمكنه إخراج كرة القدم المغربية من عنق الزجاجة باعتبارها وجها مشروكا على حد تعبيره. تابعوا المقاربة التي يحتفظ بها الوزير في درج مكتبه لكثير من القرارات والملفات، وكيف ينظر للمرحلة المقبلة، بل كيف تفاعل مع قرعة "الكان" وحظوظ الأسود في الحدث القاري.
المنتخب: قد نستهل هذا الحوار من حيث سدرة المنتهى في الكرة المغربية، والتي هي بلا شك المنتخب الوطني، كيف تفاعلت مع أحداث القرعة وواقع المجموعة التي ضمت الأسود؟ محمد أوزين: بداية دعني أجدد لكم وعبركم التهنئة لكل مكونات الشعب الغربي بالعيد السعيد والذي تزامن مع إجراء مراسيم قرعة حدث أكيد له أهميته الكبيرة عند الجمهور المغربي.. بطبيعة الحال من لا يستفيد من دروس الماضي، لا يستحق الشفقة، ونحن لدغنا من جحر الغدر في الدورة الأخيرة، بعد أن رحلنا لها في ثوب البطل وخرجنا صاغرين بشكل مؤسف.. أقول هذا لتأكيد شيء واحد وهو أن القراءات الإستباقية غالبا ما لا تكون موضوعية أو صحيحة بشكل كبير.. المنتخب: معنى هذا كما ألمس من حديثك ان هناك توجسا من الحدث؟ محمد أوزين: لا، ليس توجسا لأني بطبعي إنسان مجبول على التفاؤل، بل هو تعامل واقعي وتعامل بالعقل مع الأحداث، لأني أكاد أجزم ولو أن هناك مختصين في المجال التقني أكثر مني يملكون هذا الإمتياز، على أنه لم يعد هناك منتخب صغير في خارطة كرة القدم على مستوى العالم ككل، والدخول لأي حدث في جلباب المرشح فوق العادة كثيرا ما جنى على أصحابه. المنتخب: ومع ذلك السيد الوزير نود أن تعطينا قراءتك لمشهد القرعة وحظوظ المنتخب الوطني لتخطي حاجز الدور الأول على أقل تقدير؟ محمد أوزين: طيب، أعتقد أنها ليست المرة الأولى التي نصطدم فيها بأصحاب الأرض ولم نكن موفقين بحسب معرفتي المتواضعة في التغلب عليهم، ومرة أخرى سنواجه جنوب إفريقيا صاحبة الإستضافة، وبخلاف القراءات كلها أحس أننا نملك هذه المرة القدرة على ركوب قطار الكرة الإفريقية التي تطورت كثيرا ولم يعد هناك منتخب على الهامش، لكننا نملك تاريخا أفضل ولاعبين متميزين وتفاؤلي كبير ليس بعبور حاجز الدور الأول، بل بصناعة الحدث في الدورة، لكن شريطة إتباع خارطة طريق صحيحة.. المنتخب: هل لك أن تدلنا على بعض ملامح خارطة الطريق هاته؟ محمد أوزين: بطبيعة الحال وكما تعرفون فقد تعرضنا في الكأس الأخيرة لأكبر عملية بيع الوهم في تاريخ المنتخب الوطني، لقد قدم البعض وعودا للجمهور المغربي بالعودة بالكأس من الغابون، فكنا أول من عاد للديار بلا كأس.. لو أعدنا تشريح واقع الحضور الباهث هذا، سنصل لحقيقة واحدة وهي أن خارطة الطريق التي رسمت لم تكن صحيحة، وحين تفقد الخارطة أكيد تضيع في الصحراء.. ما أقصده بخارطة الطريق هو التهييء الجيد والعقلاني في بلد أو منطقة تتنافس والحدث، ولن أقبل اليوم أن يأتيني من يقنعني بأننا سنرحل لألميريا مثلا.. الخارطة تشمل أيضا محيط اللاعبين، وترويضهم النفسي الجيد قبل الدورة وأيضا إبعادهم عن كل مؤثرات الضغط، وأن تشاركنا الصحافة المغربية الهادفة بنقدها البناء وتصوراتها للمرحلة. إذا ما نحن اتبعنا هذه المناهج فلا أظن أننا سنكرر نفس الدراما بالديار الجنوب إفريقية. المنتخب: قبل أن نطوي هذه الصفحة، هل يمكن القول على أنكم ستدلون بأفكاركم هذه المرة قبل شد الرحال لجوهانسبورغ؟ محمد أوزين: حتى حواري هذا معكم يدخل في إطار تقديم أفكاري، لقد كنا صرحاء إلى حد بعيد مع الجمهور المغربي وقلنا له أننا سننتدب مدربا وإطارا وطنيا وهو ما حدث، ولا أريد أن يفهم من كلامي على أننا نتدخل فيما هو ليس من صميم اختصاصنا، فالكرة المغربية وجه مشروك بيننا جميعا، وعملية تنظيفه مسؤولية الجميع.. متفائل أنا بتواجد المدرب رشيد الطوسي وبمنهجية عمله، وأظن أن الأمور ستكون على أحسن ما يرام إن شاء لله بجنوب إفريقيا.. المنتخب: بما أنك قمت بجرنا لهذا الوجه المشروك، لنفتح الآن ملفا ساخنا ونريد الحقيقة عبر لسانكم السيد الوزير، وهو موضوع عقد الجامعة لجمعها العام من عدمه أين وصل التفاوض؟ محمد أوزين: لا أظن أن الأمور تستحق كل هذه الهالة، لأنه لا توجد هناك طابوهات كما لا توجد هناك استثناءات قلت هذا في كثير من مداخلاتي وأعيد قوله عبر منبركم، لقد كان هناك على الدوام اتصال بيننا وبين الجامعة وبكل القنوات المختلفة، ومؤخرا تم الحسم في أمور كثيرة ولا داعي للإستغراب. المنتخب: معنى هذا أن الجمع العام صار محسوماً فيه؟ محمد أوزين: بطبيعة الحال، وسيكون قبل متم السنة الحالية ولا أرى موجبا للإستغراب، لأنه وهذا وعد قطعته على نفسي أن أخضع جميع الجامعات لنفس المسطرة بما يتلاءم وتنزيل الدستور بطريقة صحيحة، كما أن عقد هذا الجمع لا يعني إعدام الجهاز أو فرض وجوه على حساب أخرى، بقدر ما سيكون جمعا لملاءمة القوانين مع المرحلة بتحيينها وتطبيق المراسيم الجديدة، وأيضا لإضفاء طابع الشرعية على الجهاز حتى يتسنى لنا إبرام الإتفاقية المؤجلة. المنتخب: لقد كررت كلمة الإستغراب وأنا أقول لك السيد الوزير وربما بجرأة زائدة، على أن سبب الإستغراب هو كون البعض يحملك مسؤولية التراجع عن بعض التصريحات السابقة ولربما بعض الإلتزامات إزاء تطبيق القانون مع جامعة الكرة؟ محمد أوزين: وأنا أنفي نفيا قاطعا كل هذا، ولمن يروج مثل هذه الطروحات أقول لهم هاتوا برهانكم.. الدليل على أن جامعة الكرة لا تدخل ضمن حالة الإستثناء ويسري عليها ما يسري على غيرها من الجامعات، هو كون الوزارة لم توقع معها كما قلت اتفاقية تجديد الدعم، ومن أصل 30 جامعة لم نحسم في تجديد الإتفاقيات مع 15 جامعة بما فيهم جامعات الفروسية والملاكمة إضافة لكرة القدم.. دمقرطة الأجهزة وعقدها لجموعها العامة هو السبيل الوحيد الذي يثنينا عن التدخل والأمور واضحة لا لبس فيها. المنتخب: هل سيكون جمعا عاديا أم سيأخذ طابع الإستثناء؟ محمد أوزين: لا أريد أن أستبق الأحداث ما يهمنا هو ملاءمة القوانين مع الظرفية وإخضاع الجامعة للمراسيم الجديدة، وأن تسود الشرعية انطلاقا من القاعدة. هناك هموم كبيرة تمس كيانات العصب والهواة وغيرها من الأقسام، وكل ذلك مرتبط بعقد الجمع العام لإنهاء كل بوليميك ممكن. المنتخب: هناك من تحدث عن عدم جواز تدخلكم في طريقة اشتغال الجهاز الجامعي ما تعقيبك؟ محمد أوزين: هذا هراء، ونحن لا نتدخل في اختصاص أي كان، قلت لك أن كرة القدم وجه مشروك لنا جميعا، ونحن كوزارة وصية وكلمة وصية تحمل التفسيرات الملخصة لكل شيء لا نؤمن سوى بدمقرطة الأجهزة وبعدها نترك لها حرية التعاطي مع أمورها بما يتيسر لها من سبل. المنتخب: أختم معك السيد الوزير بموضوع شائك آخر، وهو موضوع تنظيم مونديال الأندية بالمغرب السنة القادمة على ضوء الّأزمة الخانقة التي تضرب العالم إقتصاديا، هل قررتم تحمل الإرث بكل فاتورته؟ محمد أوزين: دعني أشكرك على إثارة هذه النقطة ومعها أود لو نخصص حيزا أكثر اتساعا لهذا الموضوع لأنه من الأهمية بمكان، وأنا أتابع الطريقة التي يحلل بها البعض الحدث، لكم أقول أن الكلفة لن تتعدى 80 مليار سنتيم للحدثين معا وسيكون العائد كبيرا على كافة المستويات، وأظن أن النقاش يضيق هنا لتوضيح هذه القراءة وسأكون على استعداد لتوضيح أكبر في فرصة لاحقة إن شاء الله. مرة أخرى أشدد على ضرورة التعاطي مع الأحداث بالتقصي والمتابعة الدقيقة لأن فرقاء كثر معنيون بتطوير الممارسة وسنكون سعداء لو رسخنا لثقافة تلغي أسطوانة الإستثناء.