لم يصدر عن جامعة كرة القدم أي رد فعل رسمي عقب الانطلاقة المخيبة للمنتخب الوطني في تصفيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، فباستثناء ما تسرب عن دعم علي الفاسي الفهري رئيس الجامعة لغيريتس وتجديده للثقة فيه، طالما أنه رئيس للجامعة، فإن الأخيرة اختارت الصمت، وكأن شيئا لم يقع، وكأن الجدل الدائر لا يعنيها في شيء. في مقابل صمت الجامعة المريب، فإن محمد أوزين، وزير الشباب والرياضة، وعد بقرارات حاسمة ومصيرية بعد مباراة الكوت ديفوار التي جرت السبت الماضي، لكننا إلى اليوم رأينا جعجعة ولم نر طحينا، علما أن القرارات يجب أن تتخذ في الوقت المناسب، لأن أي تأخير لن يصب في مصلحة الكرة المغربية ولا المنتخب الوطني. ليست هذه المرة الأولى التي تختار فيها الجامعة الصمت، فقضايا كثيرة تفجرت لكنها بدل أن تضع النقاط على الحروف فإنها كانت تختار أن تضيف مزيدا من اللبس والغموض. عقب الإقصاء المخيب في نهائيات كأس إفريقيا بالغابون، كان على المتتبعين أن ينتظروا أياما طويلة ليجتمع المكتب الجامعي ويخرج العضو كريم العالم، ليقول للصحفيين إن غيريتس لم يعد بالحصول على كأس إفريقيا وأن المغاربة فهموه خطئا، قبل أن يعلن أن الجامعة جددت الثقة في غيريتس لأن نيته حسنة. أما لما كان عدد من المسؤولين يتبادلون الاتهامات بل واتهم أعضاء المكتب الجامعي ب»اللصوص» فإن الجامعة صمتت مرة أخرى، دون أن توضح هل سكوتها علامة رضا أم رفض. واليوم، بعد أن طرد الهولندي بيم فيربيك، المدرب المغربي حميد الوركة من المنتخب الأولمبي، ليصطحب شقيقه إلى أولمبياد لندن، لم تنطق الجامعة مرة أخرى، ولم تدل بموقفها من «إهانة» مدرب محلي كانت انطلاقة الأولمبيين معه قبل أن يجد نفسه في الآوت، مثلما لن تفسر لنا سبب إهمالها للمنتخب الوطني للقاعة الذي عاد من رحلة متعبة من موزمبيق دون أن يجد في استقباله أي مسؤول بالمطار، ويضطر الطاقم التقني واللاعبون إلى ركوب سيارات للأجرة. إن هناك ركاما كبيرا من المشاكل في جامعة الكرة، والمفروض في جامعة الفهري التي فشلت في تدبير العديد من الملفات أن تكون لها الشجاعة للاعتراف بأخطائها القاتلة، فالصمت ليس حكمة في هذه الحالة، ولكنه اعتراف صريح بالفشل وخوف من المواجهة.