ستجد جامعة كرة القدم نفسها ملزمة بدفع مبلغ يقارب السبعة ملايير سنتيم للمدرب البلجيكي إيريك غيريتس من أجل الانفصال عنه، عقب النتائج المخيبة التي حققها مع المنتخب الوطني، والتي كان آخرها التعادل بهدفين لمثلهما أمام الكوت ديفوار يوم السبت الماضي. وبينما كشفت مصادر مطلعة ل»المساء» أن هناك توجها للاستغناء عن المدرب، فإن عملية حسابية بسيطة تكشف أن قرار إقالة غيريتس سيكون مكلفا من الناحية المالية. ويتقاضى غيريتس راتبا قيمته 274 مليون سنتيم شهريا، وفي حالة الانفصال عنه، فإن الجامعة ستجد نفسها ملزمة بأداء جميع رواتبه الشهرية إلى غاية موعد انتهاء عقده، أي مبلغ 6 ملايير و675 مليون سنتيم. وكان غيريتس تعاقد مع جامعة كرة القدم في نونبر 2010، وبينما أعفاه العقد من أي التزام بخصوص نهائيات كأس إفريقيا 2012 التي جرت بالغابون، فإن العقد ينص على ضرورة تحقيقه التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل وكأس إفريقيا 2013 بجنوب إفريقيا. ومنذ مجيئه إلى المغرب تقاضى غيريتس ما يقارب السبعة ملايير سنتيم، علما أنه حصل مقابل التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا 2012 التي جرت بالغابون على منحة قدرها 900 مليون سنتيم. وفي الوقت الذي علت فيه الأصوات المطالبة بإقالة غيريتس وحل جامعة الكرة، فإن بعض الأعضاء الجامعيين أبدوا تحفظهم على اتخاذ قرار الاستغناء عن غيريتس، مشيرين إلى أنه مازال حسابيا في السباق نحو التأهل إلى المونديال، بينما لم تنطلق بعد تصفيات كأس إفريقيا 2013. الأعضاء أنفسهم قالوا ل»المساء» إن على من وقعوا العقد مع غيريتس دون أن يضعوا بندا يحمي حقوق الجامعة ويتيح لها الانفصال عنه دون تبعات مالية كبيرة عليهم أن يتحملوا مسؤولياتهم الكاملة. ولم يحقق غيريتس منذ مجيئه إلى المغرب أي إنجاز يذكر، إذ أقصي من الدور الأول لنهائيات كأس إفريقيا للأمم 2012 بالغابون وغينيا الاستوائية بعد مباراتين فقط، كما انطلق بشكل مخيب في تصفيات كأس العالم 2014 التي ستحتضنها البرازيل، والمطالب بالتأهل إلى نهائياتها، علما أنه وعد بالوصول إلى الدور نصف النهائي. وبينما التزم علي الفاسي الفهري الصمت، فإن محمد أوزين، وزير الشباب والرياضة قال أمس ل»المساء» إن «وقت التصريحات انتهى وجاء وقت القرارات». وأضاف ردا على سؤال بخصوص القرارات التي سيتخذها:» لا يمكن في الوقت الراهن اتخاذ أي قرار، لكنني سأجتمع بمسوؤلي الجامعة من أجل اتخاذ قرارات بحكمة ودون اندفاع، يكون الهدف منها رد الاعتبار للمنظومة الكروية بشكل عام والمصالحة بين الجمهور والرياضة بعيدا عن تصفية الحسابات والمزايدات والتسييس»، مشيرا إلى أنه «لا يمكن عدم التفاعل بشكل إيجابي مع مطالب المغاربة ورغبتهم في إحداث التغيير». وكان أوزين أعلن عقب التعادل في مباراة غامبيا أنه سيستدعي رئيس الجامعة من أجل مساءلته عن النتائج المخيبة للمنتخب الوطني قبل مباراة الكوت ديفوار، كما وعد باتخاذ قرارات حاسمة ومصيرية عقب مباراة السبت الماضي.