مؤامرات نظام تبون وشنقريحة... الشعب الجزائري الخاسر الأكبر    لقجع وبوريطة يؤكدان "التزام" وزارتهما بتنزيل تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية بالمالية والخارجية    بلومبرغ: زيارة الرئيس الصيني للمغرب تعكس رغبة بكين في تعزيز التعاون المشترك مع الرباط ضمن مبادرة "الحزام والطريق"    أشبال الأطلس يختتمون تصفيات "الكان" برباعية في شباك ليبيا    بريطانيا بين مطرقة الأزمات الاقتصادية وسندان الإصلاحات الطموحة    الجزائر والصراعات الداخلية.. ستة عقود من الأزمات والاستبداد العسكري    الرباط.. إطلاق معرض للإبداعات الفنية لموظفات وموظفي الشرطة    بوريطة: الجهود مستمرة لمواجهة ظاهرة السمسرة في مواعيد التأشيرات الأوروبية    اللقب الإفريقي يفلت من نساء الجيش    منتخب المغرب للغولف يتوج بعجمان    ‬النصيري يهز الشباك مع "فنربخشة"    الجمارك تجتمع بمهنيي النقل الدولي لمناقشة حركة التصدير والاستيراد وتحسين ظروف العمل بميناء بني انصار    نهضة بركان يتجاوز حسنية أكادير 2-1 ويوسع الفارق عن أقرب الملاحقين    عمليات تتيح فصل توائم في المغرب    المخرج المغربي الإدريسي يعتلي منصة التتويج في اختتام مهرجان أجيال السينمائي    حفل يكرم الفنان الراحل حسن ميكري بالدار البيضاء    بعد قرار توقيف نتنياهو وغالانت.. بوريل: ليس بوسع حكومات أوروبا التعامل بانتقائية مع أوامر المحكمة الجنائية الدولية    أنشيلوتي يفقد أعصابه بسبب سؤال عن الصحة العقلية لكيليان مبابي ويمتدح إبراهيم دياز    كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة    المغرب يرفع حصته من سمك أبو سيف في شمال الأطلسي وسمك التونة الجاحظ ويحافظ على حصته من التونة الحمراء        التفاصيل الكاملة حول شروط المغرب لإعادة علاقاته مع إيران    وسط حضور بارز..مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تخلد الذكرى الستين لتشييد المسجد الكبير بالعاصمة السنغالية داكار    انتخاب لطيفة الجبابدي نائبة لرئيسة شبكة نساء إفريقيات من أجل العدالة الانتقالية    الأخضر يوشح تداولات بورصة الدار البيضاء    اغتصاب جماعي واحتجاز محامية فرنسية.. يثير الجدل في المغرب    الحسيمة تستعد لإطلاق أول وحدة لتحويل القنب الهندي القانوني    هتك عرض فتاة قاصر يجر عشرينيا للاعتقال نواحي الناظور    قمة "Sumit Showcase Morocco" لتشجيع الاستثمار وتسريع وتيرة نمو القطاع السياحي    كرة القدم النسوية.. توجيه الدعوة ل 27 لاعبة استعدادا لوديتي بوتسوانا ومالي        توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأحد    "مرتفع جوي بكتل هواء جافة نحو المغرب" يرفع درجات الحرارة الموسمية    نمو صادرات الصناعة التقليدية المغربية    المعرض الدولي للبناء بالجديدة.. دعوة إلى التوفيق بين الاستدامة البيئية والمتطلبات الاقتصادية في إنتاج مواد البناء    بعد متابعة واعتقال بعض رواد التفاهة في مواقع التواصل الاجتماعي.. ترحيب كبير بهذه الخطوة (فيديو)    محمد خيي يتوج بجائزة أحسن ممثل في مهرجان القاهرة    اعتقال الكاتب بوعلام صنصال من طرف النظام العسكري الجزائري.. لا مكان لحرية التعبير في العالم الآخر    الطيب حمضي: الأنفلونزا الموسمية ليست مرضا مرعبا إلا أن الإصابة بها قد تكون خطيرة للغاية    19 قتيلا في غارات وعمليات قصف إسرائيلية فجر السبت على قطاع غزة    مثير.. نائبة رئيس الفلبين تهدد علنا بقتل الرئيس وزوجته    فعالية فكرية بطنجة تسلط الضوء على كتاب يرصد مسارات الملكية بالمغرب    ترامب يعين سكوت بيسنت وزيرا للخزانة في إدارته المقبلة        "السردية التاريخية الوطنية" توضع على طاولة تشريح أكاديميّين مغاربة    بعد سنوات من الحزن .. فرقة "لينكن بارك" تعود إلى الساحة بألبوم جديد    ضربة عنيفة في ضاحية بيروت الجنوبية    "كوب29" يمدد جلسات المفاوضات    كيوسك السبت | تقرير يكشف تعرض 4535 امرأة للعنف خلال سنة واحدة فقط    بنسعيد: المسرح قلب الثقافة النابض وأداة دبلوماسية لتصدير الثقافة المغربية    طبيب ينبه المغاربة لمخاطر الأنفلونزا الموسمية ويؤكد على أهمية التلقيح    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أوزين : على جامعة الكرة العودة إلى الشرعية

نشر في الأحداث المغربية يوم 29 - 06 - 2012

عدم عقد الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لجمعها العام لمدة ثلاث سنوات نوع من العبث. عبث لا يمكن لوزارة الشباب والرياضة أن تقبل به، يوضح محمد أوزين في حوار أجرته معه جريدة «الأحداث المغربية». الوزير أكد أن الجامعة مطالبة بالعودة إلي الشرعية، مؤكدا أنه لا يمكن اتخاذ عدم صدور المراسيم التنظيمية لقانون التربية البدنية الجديد ذريعة للبقاء في وضعية اللاقانون. زمن التبناد في الكراسي انتهى وغياب الديموقراطية عن الجموع العامة زمن ولى، يؤكد الوزير، الذي جدد التزامه باتخاذ قرارات حاسمة لإعادة البريق إلى الكرة الوطنية كما تعهد بافتحاص الجامعات، وتحدث عن العديد من الأمور من قبيل الناخب الوطني إيريك غيريتس ودفاتر التحملات التي تعتزم الوزارة فرضها على الجامعات ... وفيما يلي نص الحوار.
* السيد الوزير فلنبدأ من حيث انتهينا. في آخر تصريح أدليتم به ل«الأحداث المغربية» قلتم إنكم ستستجيبون لمطالب الجمهور المغربي بالتغيير, والجمهور حدد مطالبه خلال مباراة المغرب ضد الكوت ديفوار في حل جامعة كرة القدم ورحيل إيريك غيريتس. فهل ستحققون هذين المطلبين؟
** لقد قلت بأننا سنتخذ قرارات حاسمة، وهذا مرتبط بالنتائج التي أصبحنا نحققها مؤخرا. لقد توالت علينا سلسلة من النتائج المحبطة للآمال، ليس فقط آمال كمسؤول وإنما كمواطن مغربي. نتائج المنتخب الوطني لم تكن في مستوى الطموحات، التي كنا تواقين إليها، والتي نحن اليوم في حاجة ماسة إليها أكثر من أي وقت مضى, سيما في ظل الحنين إلى النتائج التي كنا نحقها في الماضي.
المقابلات الأخيرة للفريق الوطني كانت دون المستوى، وهذا ما دفعني إلى الإفصاح عن نيتي في اتخاذ قرارات حاسمة. وهذه القرارات الحاسمة هي التي مازلنا نشتغل عليها في الوقت الحالي. بعد المباراة ضد الكوت ديفوار جاءت مشاركة المنتخب الوطني في كأس العرب بالمملكة العربية السعودية، وهذا ما وضعنا أما إكراهات لم تسمح لنا بالتحرك والعمل بالسرعة التي كنا نريدها.
* إذن أنتم مازلتم ملتزمين بما قلتم؟
** بالطبع فهذا التزام لا محيد عنه. لكن هذا الالتزام لا يمكن أن يتم تحت الضغط من أي جهة كانت بما في ذلك ضغط الصحافة. لقد سمعت الكثير من الكلام والانتقادات والتساؤلات من قبيل لماذا صمت محمد أوزين. الوقت ليس هو المهم بل المهم هو الوجهة التي نسير فيها.
لقد تولينا المهمة في وقت تزامن مع العديد من الاستحقاقات الرياضية، التي خاضها الفريق الوطني، وإذا أردنا القيام بتصحيحات في العمق يجب أن يتم ذلك بعيدا عن المزايدات. بعيدا عن الحسابات السياسية وعن تصفية الحسابات، لأن هدفنا هو إعادة البريق واللمعان لكرتنا الوطنية.
حاليا يتابع المغاربة ومنافسات نهائيات كأس أوروبا، التي تعرف تقديم عروض لا يمكن إلا التصفيق لها، وهنا أريد أن أعطي المثال بإسبانيا، التي تجني اليوم ثمار عمل قاعدي بدأته منذ 20 سنة. وبالعودة إلى المغرب نصطدم بواقع آخر مفاده أننا لا نتوفر حتى اليوم على مراكز التكوين، التي اعتمدت عليها إسبانيا منذ 20 سنة، وبالتالي لم يكن محظ صدفة أن نرى إسبانيا تفوز بكأس العالم وكأس أوروبا للأمم الأخيرة وتصل إلى نهاية الدورة الحالية التي تحتضنها بولندا وأوكرانيا. ما حققته إسبانيا هو نتيجة عمل قاعدي، وهذا يجعلنا ندرك أن فوزا عرضيا أو بالصدفة أو إحراز مجرد ميدالية لا يمكن أن يخفي خللا أو مجموعة من المشاكل العويصة. إذن لا بد من عمل قاعدي يكون أساسه القوي هو التكوين.
* السيد الوزير هل يمكن أن نقوم بعمل قاعدي و نصل إلى مستوى إسبانيا ودول أخرى في الوقت الذي نتوفر على جامعة في وضعية غير شرعية. جامعة لم تعقد جمعها العام منذ ثلاث سنوات. جامعة حلت هيئات منتخبة كمجموعة النخبة ومجموعة الهواة وعوضتهما بلجنتين مؤقتتين؟ البطولة الاحترافية تسير بلجنة مؤقتة! بطولة الهواة تسير بلجنة مؤقتة أيضا! هل بهذه الهيكلة يمكن أن نحقق شيئا ما؟
** القرارات الحاسمة التي تحدثت عنها تسير في هذا الاتجاه. اليوم لا يمكن أن نقبل العبث. هذا ضرب من ضروب العبث. هناك عبث في التسيير والتدبير ولا يمكن أن نتوق إلى تحقيق النتائج، ونحن مازلنا مستمرين في العبث وإلا فسنظل نراوح مكاننا.
اليوم يجب أن نرى الأمور من زاوية أخرى ونكون واقعيين. وإذا قلنا الحق وأن “هاذ المسألة ما خداماش” فهذا لا يعني أننا ضد هذا أو ذاك، فنحن اليوم في زمن المسؤولية والمحاسبة. أنا أحس بثقل المسؤولية أمام الشعب وواجبي يفرض علي التدخل لتصحيح هذا الوضع بشكل ينسجم مع قناعاتي وقناعات الشارع وإلا فإنني سأكون في حرج مع الشعب عبر نواب الأمة في البرلمان, فأنا الذي أحاسب وأساءل عن هذه الأمور.
الكلام الذي قلته كله صحيح والقرارات الحاسمة ستصب في هذا الاتجاه.
* هذا يعني أنكم ستفرضون على الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أن تعقد جمعها العام وإن كان هناك عائق قانوني يتمثل في عدم إمكانية عقد جمع عام في ضوء القانون الأساسي الحالي، بعدما قامت الجامعة بحل مجموعتي النخبة والهواة اللتين يفرض القانون حضورهما في الجمع العام إلى جانب ممثلي العصب، وبالتالي يتعين انتظار صدور القانون الأساسي النموذجي الجديد والمراسيم التطبيقية لقانون التربية البدنية والرياضة؟
** المراسيم التطبيقية نحن نشتغل عليها لكن في الوقت نفسه لا يجب أن نتخذ القانون كذريعة للبقاء في حالة اللاقانون. لا يجب أن ننسى بأننا نحن من نصنع القانون كي ينظم علاقاتنا وعملنا، وبالتالي فحتى لو لم يتوفر القانون لاعتبارات يعرفها الجميع فهذا لا يعني أن نعمل بعيدا عن الشرعية.
هناك علاقة بين الديموقراطية والشفافية والنتائج يجب أن نستحضرها اليوم قبل أي وقت مضى. يجب أن نأخذ العبرة في التفوق الرياضي لدول أخرى، والذي عندما نتعمق في البحث عن أسبابه نجد أنها تتمثل في وجود الرجل المناسب في المكان المناسب واعتماد الشفافية والحكامة الجيدة والديموقراطية قبل هذا وذاك.
* إذن تقصدون أن الجامعة يجب أن تعقد جمعها العام؟
** هذا أمر لا يمكن أن يختلف عليه لا أنا ولا أنت ولا حتى مسؤولو الجامعة. منذ أن التحقت بالوزارة كان هناك استحقاق تلو الآخر وكانت كل تحركاتنا تهدف إلى جمع الشمل والتواصل والتفاهم، ولا أعتقد بأننا سنختلف على أشياء يتوق إليها المغاربة وينتظرونها، وهي النتائج التي لا يمكن تحقيقها إلا في إطار قانوني، وبالتالي الجامعة مطالبة اليوم بالعودة إلى الشرعية. لا أعتقد أن من مصلحة مسؤولي الجامعة أن تكرر هذه النقطة كل مرة، ويستمر الحديث عن الوضعية غير الشرعية للجامعة وعن عدم عقد جمعها العام. الجامعة اليوم يجب أن تبادر بالعودة إلى الشرعية قبل أي تدخل منا.
* سبق أن كشفتم عن عزمكم على الدخول في مشاورات مع جامعة كرة القدم واللجنة الوطنية الأولمبية قبل اتخاذ القرارات الحاسمة التي تحدثتم عنها. فإلى أين وصلت هذه المشاورات؟
** الاتصالات والمشاورات مستمرة. لقد اجتمعت مع الجنرال حسني بنسليمان رئيس اللجنة الوطنية الأولمبية، وعقدت لقاءين مع علي الفاسي الفهري رئيس الجامعة آخرهما كان مساء أول أمس الأربعاء. ما يمكن أن أقوله هو أنني لمست منهما استعدادا للانخراط في العمل من منظور تشاركي. لا أريد أن تفسر الأمور على أن هناك تجادب وشد للحبل بين الجامعة والوزارة فلا أعتقد أن هناك طرفا ما لديه هدف آخر غير تحقيق التفوق الرياضي، وأن نكون عند حسن ظن الجمهور المغربي.
* من المسائل التي لم تعجب المغاربة وأثارت غضبهم العقود التي وقعتها الجامعة سواء مع إيريك غيريتس أو بيم فيربيك. عقود منحت للمدربين البلجيكي والهولندي أجورا خيالية وشيكات على بياض جعلتهما يحظيان بصلاحيات مطلقة لا يتم منحها للأطر الوطنية، وخير مثال في هذا الصدد هو هشام الدكيك مدرب منتخب كرة القدم داخل القاعة، الذي أهل المغرب إلى مونديال التايلاند رغم أنه بدون عقد ويتقاضى 5000 درهم في الشهر فقط. فكيف تنظرون إلى هذا الأمر؟
** للأسف الشديد هذا هو الواقع الذي تسبب في حالة امتعاض في صفوف الرأي العام الوطني.
الكل يعرف الظروف، التي جاء فيها الناخب الوطني، وعندما تسلمت مسؤولية هذا القطاع وجدت نفسي محرجا في مواجهة مجموعة من المطالب وفي مقدمتها تلك المتعلقة بكشف راتب إيريك غيريتس. هنا أريد أن أوضح نقطة وهي أن البعض نسب إلي تعهدي بأن أكشف عن راتب الناخب الوطني مع أن ما قلته بالحرف هو أن من حق المغاربة معرفة قيمة راتب مدرب المنتخب الوطني، وهذا لا يعني أنني التزمت بالكشف عنه لأنه ليس لدي الحق في القيام بهذا العمل والسبب هو أنني وجدت نفسي مكبلا ببند ينص على سرية العقد، الذي وقعه طرفان. وبالتالي لم يكن من الممكن أن أخرق هذه السرية لأي سبب من الأسباب.
* ألم تسألوا الطرف المغربي، الذي وقع على هذا العقد عن سبب التنصيص على بند السرية؟
** علي الفاسي الفهري سبق أن ذهب إلى البرلمان وقال بأن غيريتس طالب بالحفاظ على سرية راتبه لاعتبارات شخصية، بالنظر إلى أنه كان يدرب فريقا سعوديا، ولم يكن يرغب في أن تتم معرفى قيمة راتبه. مسؤولو الجامعة استجابوا لطلب غيريتس ولم يتوقعوا أن يطالب المغاربة في وقت لاحق بالكشف عن راتب المدرب البلجيكي، وبالتالي أصبحت هذه المسألة نقطة سوداء كما اعترف بذلك رئيس الجامعة.
* ماذا عن مستقبل إيريك غيريتس مع المنتخب؟
‫**‬ العقد موقع بين طريفن وأعتقد أن الجامعة مقتنعة اليوم أكثر من أي وقت مضى بضرورة الحسم في هذا الأمر.
‫*‬ هناك أنباء عن أن غيريتس مستعد للرحيل ب0 درهم وأن الجامعة متمسكة به؟
‫**‬ لا أعتقد ذلك وإلا لكانت الجامعة قد انفصلت عنه.
* فلنعد إلى موضوع الجموع العامة. في المغرب سواء تعلق الأمر بالجامعات أو الأندية تمر الجموع العامة في أجواء لا علاقة لها بالديموقراطية. يتم اختيار رؤساء بطريقة أقرب إلى التعيين منه إلى الانتخاب كما كان عليه الحال في الجمع العام الذي أوصل علي الفاسي الفهري إلى رئاسة الجامعة، فهل ستسمحون بأن تتكرر نفس الممارسات في الجمع العام القادم للهيئة المشرفة على الكرة الوطنية وغيرها من الجامعات؟
** هذا عهد راح وولى. وزمن التبناد في الكراسي انتهى. «خاصنا نعرفوا أشنو بغينا. واش بغينا نستثمروا في مغرب جديد أم لا؟». وعندما نتحدث عن الجدة فالأمر لا يتعلق بمجرد شعارات لأن الجدة ممارسة وإحساس وترجمة لواقع. اليوم لم يعد لنا الحق بارتكاب الأخطاء لأنه لا محيد عن الديموقراطية.
قد تقول بأن بعض المرشحين يتعرضون لضغوطات من أجل أن يكون هناك مرشح وحيد لرئاسة جامعة من الجامعات. في هذا الإطار يمكن أن أضمن لك أنه في أي جمع عام مقبل لأي جامعة سنضمن كوزارة وصية أن يمر في جو من الشفافية والديموقراطية. نحن نتحدث عن المسؤولية والمحاسبة، وهذا يقتضي أولا وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وأن نبلغه بأن تحمل المسؤولية يقتضي المحاسبة، وبالتالي عليه أن يعد نفسه للمحاسبة لأننا سنطالبه في وقت معين بأن يقدم لنا الكشف عن الإنجازات وحصيلة التدبير سواء كان إداريا أو ماليا أو تقنيا.
* هل هذا يعني أننا لن نرى في الجموع العامة القادمة التصفيق والتهليل بدل التصويت السري المطابق لقواعد الديموقراطية؟
** ما قلته هو ما يجب أن يكون. لكن ماذا لو عقد غدا جمع عام وكان هناك توافق على اختيار رئيس ما. كيف يمكن أن أحل هذا المشكل؟ عندما نتكلم عن الديموقراطية فيجب أن ينخرط فيها جميع الأطراف، ويجب على المنتخبين الذين توكل إليهم مهمة التصويت في الجموع العامة أن يتحملوا مسؤوليتهم ويكونوا في مستوى الحدث، وأن يقتنعوا بأننا عندنا وجه مشروك يجب أن يسهر الجميع على أن يكون بالصورة المطلوبة وبالتالي يجب الاستثمار في الصندوق الشفاف وفي الديموقراطية.
* هذا منطقي عندما يتعلق الأمر بالتوافق فماذا إذا تحول الأمر إلى تواطؤ؟
** «لمن غادي نحملوا المسؤولية في هاذ الحالة؟». إذا كان هناك تواطؤ فسأكون حزينا جدا. نحن اليوم نفتح الباب ونمد اليد يدنا ونمنح الآذان الصاغية، ولدينا إرادة قوية في المرافقة والمصاحبة لكن إذا تواطأت الأطراف المعنية فسنكون في موقف حرج وأنا شخصيا سأكون حزينا للغاية.
- بطلب منكم قامت 3 مكاتب للدراسات بتقييم وافتحاص وضعية الجامعات الرياضية. هل يمكن أن تطلعونا على بعض خلاصات التقارير التي قدمتها هذه المكاتب؟
– الخلاصة الأولى لهذه التقارير هي وجود اختلال في التدبير المالي والإداري والتقني للجامعات.
- جميع الجامعات؟
– جميع الجامعات بدون استثناء. مكاتب الدراسات قدمت لنا 10 وصايا لإصلاح هذه المنظومة الرياضية. فحص التقارير التي توصلنا بها بين أن 25 في المائة من الجامعات نجحت في تحقيق حوالي 70 في المائة من عقود الأهداف التي وقعتها مع الوزارة، وهناك 50 في المائة من الجامعات التي تواجه صعوبات وتحتاج إلى المصاحبة والمواكبة من طرف الوزارة للوصول إلى أهدافها، وهناك 25 في المائة من الجامعات التي عجزت عن تحقيق ما التزمت به في عقدة الأهداف. وهنا يطرح السؤال عما يجب القيام به عندما تعجز جامعة ما عن تحقيق أهدافها لكونها تعاني من اختلالات عميقة، وأنا عندما أتحدث عن اختلالات لا أقصد وجود اختلاسات. لمواجهة هذا الأمر نحن نعمل بناء على توصيات مكاتب الدراسات على تصحيح الوضع وإعادة الأمور إلى نصابها.
* أين يمكن أن نصنف الجامعات الكبيرة ممثلة في جامعة كرة القدم وجامعة ألعاب القوى ضمن الأصناف الثلاث للجامعات التي كشفت عنها تقارير مكاتب الدراسات؟
** ليس هناك جامعة كبيرة وجامعة صغيرة. هناك فقط جامعات تدبر رياضات أكثر شعبية من رياضات أخرى.
* أنا أقصد الجامعات التي تتوفر على ميزانيات كبيرة مقارنة مع جامعات أخرى؟
** لكن الميزانيات الكبيرة تأتي بالضرورة بفضل شعبية الصنف الرياضي. وعلى سبيل المثال فإن بعض الشباب طالبوني من خلال «الفايسبوك» بالاهتمام بكرة القدم باعتبارها الأكثر شعبية بدل رياضات أخرى لا تهتم بها سوى قلة قليلة من الناس.
* معظم الجامعات لم تنجح في الوفاء بالتزاماتها في عقود الأهداف. بالنسبة لدفاتر التحملات التي تنوون فرضها على الجامعات كيف ستتعاملون مع الجامعات التي لن تحقق النتائج المطلوبة؟ هل ستتوصل بالمنح المالية مقابل لاشيء؟
** آنذاك ستكون تلك الجامعات عاجزة عن الدخول في المنظور الجديد للوزارة؟
* بمعنى ..؟
** بمعنى أنها غير قادرة على مواكبة طموح المغاربة.
* هي إذن لن تتوصل بمنح مالية من الوزارة؟
** نحن سنحاول بمختلف الطرق تأهيلها كي تكون في مستوى طموح المغاربة.
* وإذا لم تنجح؟
** سيبقى أمامها البحث عن شيء تنجح فيه. عليها أن تسعى للنجاح في شيء ما.
* في إطار فرض الشفافية بالجامعات هل يمكن أن تعمد الوزارة إلى إخضاعها للافتحاص للتأكد من أنها تدبر بصورة جيدة؟
** بطبيعة الحال فهذا هو أساس كل عمل مستقبلي. «كون كنت كانعطيهم الفلوس من جيبي والله ما نحاسبهم». أنا أقدم لهم منحا من أموال دافعي الضرائب، التي أنا مؤتمن عليها وأُحَاسَبُ عليها فكيف لا أُحَاسِبُ عليها؟ نحن سنقدم منحا ونعتزم الرفع من قيمتها لكنها ستكون مرفوقة بافتحاص منتظم في الزمن.
* كيف تقيمون عمل شركة «سونارجيس» المكلفة ببناء وتدبير الملاعب الرياضية؟
** شركة «سونارجيس» لم تنجح في تحقيق أهدافها لسبب أو لآخر ونحن نعمل على تدارك هذا الأمر حتى تتمكن من القيام بمهامه بالصورة المطلوبة.
* في علاقة بشركة «سونارجيس» تبين أن الحلبتين المطاطيتين لملعبي طنجة ومراكش تعانيان من بعض العيوب التي تجعلهما غير مطابقتين للمواصفات الدولية، وبالتالي غير مؤهلتين لاحتضان تظاهرات عالمية في ألعاب القوى. فما رأيكم في هذا الموضوع؟
** الأمور ليست بهذه الصورة بالضبط. كل ما هناك هو أن الحلبتين ركبتا في ظل درجة حرارة مرتفعة مما تسبب في العيوب التي تحدثت عنها لكننا نعمل على إصلاح هذا الأمر قريبا.
* هناك موضوع يثير الكثير من الجدل ليس فقط في وزارة الشباب والرياضة وإنما أيضا في العديد من الوزارات الأخرى. هناك موظفون يتلقون أجورا من خزينة الدولة دون أن يقوموا بأي عمل فكيف ستتعاملون مع هذا المشكل؟
** زمن الريع انتهى وزمن الاتكال انتهى. لكن من الصعب الحديث عن موظفين أشباح في وزارة الشباب والرياضة. هناك رياضيون رفعوا العلم الوطني المغربي عالميا، ويبلغ عددهم 30 بطلا ولا يمكن أن تجبر بطلا على الجلوس في مكتب لأن عمله الحقيقي يوجد في الميدان. كانت هناك حالتان لبطلين كبيرين اتصلنا بهما وطلبنا منهما إمدادنا ببرنامجهما للأشهر الثلاثة المقبلة وقمنا بتوقيف واحد منهما لأنه لم يستجب لطلبنا مما اضطرنا إلى التشطيب عليه من الوزارة. الموظف الشبح الأول الذي ظهر بالوزارة قمنا بالتشطيب عليه أما الآخرون فلديهم برامجهم.
* تسابق عدد من وزراء الحكومة الحالية إلى الكشف عما وصفوها باختلالات كانت في عهد من سبقوهم، وهو ما لم تقوموا به في وزارة الشباب والرياضة، فهل هذا يعني أنكم وجدتم أن كل شيء يسير بطريقة جيدة وقانونية؟
** أنا أعمل بمنظور مختلف. ما يهمني هو إيجاد حلول للمشاكل بدل تضييع الوقت في التشهير. نحن نعمل في صمت وما يهمنا هو إيجاد حل للمشاكل وتحقيق انتظارات المغاربة أما «إيلا بقينا مهتمين غير بأنا لقيت وأنت لقيت» فسوف نزيغ عن الهدف والعمل القاعدي الذي ينتظرنا.
هناك استمرارية للمؤسسات. المغرب لم يبدأ في سنة 2012 أو مع الحكومة الجديدة. يمكن أن تكون هناك أخطاء ارتكبت في الماضي لكن من لا يرتكب الأخطاء هو من لا يشتغل. لا يجب أن نقوم بشيطنة الأخطاء بل أن نصلحها ونستمر في العمل.
* ككلمة أخيرة. هل يمكن أن تطمئنوا المغاربة بخصوص قرراتكم الحاسمة المنتظرة تضمنون من خلالها أنه لن يكون هناك تراجع أو فرملة لأي سبب من الأسباب؟
** أنا على العهد. كما عاهدت المغاربة الذين وثقوا بي فإنني أطمئنهم على أن الصمت لا يعني الفرملة. ولكن هو مرحلة للتفكير في الآليات التي ستعطينا الصحوة الرياضية والاستجابة لمطالب الشارع بعيدا عن التسييس والحسابات.
أنا أعمل على خلق جو مواطن تتفاعل فيه جميع الأطراف من أجل الوصول إلى حل جماعي لأن الأمر أصبح اليوم يتعلق بشعور المغاربة وغيرتهم على ألوان العلم الوطني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.