بمعنويات مرتفعة وضغوطات خفيفة جاء الحوار المتكافئ والمفتوح عن وسط الترتيب بين شباب الريف الحسيمي والجيش الملكي، حيث التقارب في كل شيء بما فيها الصحوة الأخيرة للطرفين بعد عودة الريفيين بإنتصار ثمين من تطوان وتأكيد العساكر للإستفاقة بفوزٍ مهم أمام المغرب الفاسي. ورغم ذلك فأصحاب الضيافة دخلوا المباراة برغبة في نصر جديد لتأمين البقاء رسميا، فيما سعى الزوار إلى مواصلة الإفتراس وتحقيق الفوز الرابع على التوالي بقيادة المدرب عبد المالك العزيز، بغض النظر عن الغيابات الوازنة من الفريقين أبرزها لمباركي من جانب الشباب وحمال والعمراني في صفوف الجيش. وبدأ الريفيون اللقاء بضغط خفيف بغية تسجيل هدف مبكر يبعثر أوراق الزعيم، لكن الأخير عرف كيف يمتص التهديد بدهاء ليتحكم بعدها في مجريات اللعب وينقض على مفاتيح وسط الميدان، فشرع في شن سلسلة من المحاولات على المعترك الريفي فكان أول تهديد من رأسية محادية لليوسفي بعد ضربة خطأ جانبية نفذها حجي (د8)، وجرب زميله سعيد فتاح حظه من ضربة خطأ تصدى لها الحارس بوعميرة (د15)، وبدا العساكر في كامل اللياقة البدنية والعزيمة للتهديف فكانوا خطيرين ومزعجين لراحة رفاق الغنجاوي الذين إرتبكوا فإرتكبوا بعض الأخطاء التي كادت أن تعاقبهم، أبرزها تسديدة النغمي (د19) والذي عاد بعدها بدقيقتين وسجل هدفا صحيحا لكن الحكم سليمان رفضه بغرابة بداعي التسلل، ولم يأت الرد الحسيمي إلا بعد مرور 23 دقيقة من تسديدة عالية لأصوفي تلتها رأسية غير مقلقة لبنهنية. الإيقاع تراقص بين الإرتفاع والإنخفاض حيث كان تسيير والتدبير من زملاء العميد الشاكير، هذا الأخير زكى التفوق العسكري أداءا بمحاولة خطيرة من ضربة خطأ على بعد 40 مترا بيد أن الحارس بوعميرة كان يقظا ودافع عن شباكه (د32)، وعاد النشيط النغمي ليخترق من رواقه الأيمن ويسدد جانبا (د38) ليعلن بعدها الحكم عن نهاية النصف الأول بالبياض الذي لا يعكس مجرياته، إذا كانت السيطرة عسكرية في غياب الفعالية والتركيز وكذا رد الفعل من جانب المضيف. الشوط الثاني جاء مغايرا للأول فحدثت فيه الإستفاقة الريفية والإنتفاضة على الذات والخصم في آن واحد، إذ ومنذ إنطلاقته بادر بنهنية للتهديد (د47) ورد عليه العسكري اليوسفي بخطورة (د48)، ليتحكم بعدها مباشرة رجال المدرب الصحابي في الإيقاع مندفعين إلى الأمام بشن العديد من الهجمات، والتي كان يقودها الظهير الرعدوني الذي شكل لوحده خطورة كبيرة بتسديداته المزعجة والتي صد إحداها بصعوبة الحارس الحواصلي ليخرجها إلى الركنية، هذه الركنية حملت الجديد والهدف الأول للشباب من قدم عبد المالكي (د54)، ليجيب الجيش بعنفوان ومحاولات للتعديل عبر النغمي ثم البديل السفياني أمام إستماتة ريفية بقيادة بوعميرة الذي تألق، ومرت الدقائق بلعب مفتوح بين بحث للزوار عن التعادل وتربص محلي لقتل المباراة بهدف ثانٍ، وبينما كان اللقاء يسير نحو فوز الشباب ظهر البديل السفياني بثوب البطل حينما سجل هدفا غاية في الروعة (د86) حرم به الريفيين من 3 نقاط، ومنح عبره نقطة كأقل الأضرار للجيش الذي توقف قطاره إضطراريا بالحسيمة بعد 3 إنتصارات متتالية.