حقق الفريق الوطني المغربي مراد الملايين وحول المستحيل إلى ممكن حين ثار وهاج ولعب مباراة كبيرة بمراكش منتصرا برباعية نظيفة ضد نظيره الموزمبيقي ليذوب فارق هدفي الذهاب ويحجز تأشيرة العبور إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم مطلع السنة القادمة بجنوب إفريقيا. الأسود بدأوا المباراة بتشكيلة مغايرة عن المألوف وشهدت بعض التغييرات بدخول بلخضر وعقال منذ الوهلة إضافة إلى إقحام العرابي والأحمدي والعدوة كرسميين على غير العادة، وإنطلقت المباراة بضغط خفيف للفريق الوطني لكنه لم يتجاوز وسط الميدان حيث شكل الزوار جدارين دفاعيين صلبين منعا زملاء العميد خرجة من التوغل والإقتراب من مرمى الحارس الموزمبيقي، وإعتمد رفاق الأخير على الحملات الخطيرة والتي رمت إحداها بقلق ثقيل على الدفاع المغربي الذي أختبِر إستقراره فتجاوز الإختبار بسلام، ومع مرور الدقائق بدا أن خلق محاولات حقيقية صعب جدا في ظل التكتيك الصارم للضيوف وقتاليتهم على جميع الكرات وإنتظر الجميع الدقيقة 26 ليعاين أبرز فرصة للتسجيل حين وجد المهاجم يوسف العرابي نفسه منفردا بالحارس كابانغو لكن تسديدته علت العارضة الأفقية وسط ذهول ودهشة المدرب رشيد الطاوسي والجماهير الحاضرة، لكن قناص غرناطة أحس بالخطأ الذي إرتكبه وسرعان ما كفر عنه حين عاد ليصنع كرة جميلة إلى زمليه برادة حولها الأخير برأسية بديعة في الشباك (د39) منهيا الإستعصاء وموقعا شهد الفرج وتنفُس الصعداء في شوط عسير تقنيا ونفسانيا. خلال الجولة الثانية دفع الطاوسي بالجناح السعيدي مكان عقال في خطوة لخلق الإرتباك في الدفاع الموزمبيقي عن طريق التوغلات والإنسلالات الجانبية، ومنح هذا التغيير جرعة طاقة وشحنة إضافية لخط هجوم الأسود الذي تحرك ورسم خطوط طولٍ وعرض في المعترك الموزمبيقي لكن جميع المحاولات غابت عنها اللمسة الأخيرة، وظهر يوسف العرابي كرجل المباراة التعيس حين سار على درب الشوط الأول وأهدر هدفا ثانيا محققا إثر ضربة رأسية تاهت عن المرمى لتمر محادية مما أجج سخط الطاوسي الذي رمى ببدلته، لكن النجم الرائع عبد العزيز برادة أسعده دقائق قليلة بعدها حين إصطاد ضربة جزاء ذكية طُرد بسببها عميد الموزمبيق وإنبرى لها القائد خرجة بنجاح (د63) راسما الرقم 2 في النتيجة لصالح الأسود، وفي الدقيقة 75 تأكد جليا أن العرابي غير محظوظ بتاتا في هذه المباراة حينما لمست كرته القائم أمام حيرة وإستغراب الحاضرين..ولعب الناخب الوطني آخر أوراقه بإدخال أمرابط مكان بلهندة وياجور عوض الأحمدي بحثا عن فرج بقدم أحد هذين البديلين لكن العرابي إستفزته التبديلات ليصرخ في وجه حظه العاثر ويقلب طاولة الغضب على الموزمبقيين بهدف ثالث قاتل جدا في الدقيقة 85 من رأسية جميلة بعد تمريرة عرضية متقنة من الظهير الأيسر زكرياء بركديش، ورغم خروج الضيوف للبحث عن هدف وضغطهم المكثف إلا أن الدفاع ظل صامدا بل ناب عنه خط الهجوم حين أنهى الأمور رسميا وحسمها بهدف رابع من تسديدة بأمرابط (د90+4) أنهت المعركة برباعية تاريخية للأسود مانحة تأشيرة التأهل للفريق الوطني ومشعلة فتيل الفرحة في قلوب الجماهير المغربية التي أسعدها العبور في إنتظار سعادة أكبر ببلاد الزعيم نيلسون مانديلا.