تألق المنتخب الوطني المغربي، وحقق فوزا ثمينا على نظيره الرأس الأخضر بهدف للاشيء في اللقاء الذي جمع بينهما اليوم السبت بالعاصمة ببرايا برسم الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الإقصائية السادسة المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا للأمم 2017 بالغابون. وقدمت عناصر النخبة الوطنية بقيادة الناخب الوطني هيرفي رونار الذي اجتاز أول اختبار له بنجاح، في هذا اللقاء الهام، عرضا مقنعا جمع بين حسن الأداء والانضباط التكتيكي والاندفاع رغبة في تحقيق فوز يضمن لها الاستمرار في ريادة ترتيب المجموعة السادسة وتعزيز حظوظها في التأهل إلى المونديال الإفريقي الذي تحتضنه الغابون السنة القادمة. فأمام جمهور فاق 10 ألف متفرج، تغلب "أسود الأطلس" على مشكل الغيابات الاضطرارية العديدة التي همت أسماء وازنة خاصة في خط الدفاع ،على رأسها عميد الفريق المهدي بنعطية، حيث قدموا مباراة في المستوى بعدما تعاملوا بذكاء كبير مع مجرياتها. وساعد الهدف المبكر الذي وقعه القناص يوسف العرابي من ضربة جزاء (د25)، أشبال المدرب الجديد رونار على الظهور بهذا المستوى المتميز طيلة أطوار اللقاء. ومباشرة بعد تسجيل هذا الهدف أمسكت العناصر الوطنية بزمام الأمور ورسمت لوحات جميلة نالت إعجاب عشاق كرة القدم المغربية، الذين تتبعوا هذا اللقاء، وذلك من خلال التمريرات المتقنة، التي أربكت كثيرا لاعبي منتخب الرأس الأخضر، الذين اضطروا الى التكتل أمام مرمى الحارس جوزي مار للحد من تسربات لاعبي خط الهجوم المغربي خاصة الجناحين النشيطين سفيان بوفال وامبارك بوصوفة وأسامة طنان وكريم الأحمدي. وكان منتخب الرأس الأخضر يقوم بين الفينة والأخرى ببعض المحاولات، أبرزها جاءت في الدقيقة 41 حيث أهدر مهاجم الفريق فرصة سانحة لتحقيق التعادل بعدما نجح الحارس المغربي منير المحمدي في التصدي بنجاح لتسديدته وتحويلها إلى ضربة زاوية لم تعط أكلها. وردت العناصر الوطنية، دقيقة بعد ذلك، بقوة بعد عمل جماعي منسق أنهاه امبارك بوصوفة، بتسديدة انهزم على إثرها حارس المنتخب المضيف، غير أن أحد المدافعين نجح في إبعاد الكرة التي كانت في طريقها إلى المرمى. وواصل اللاعبون المغاربة بسط سيطرتهم على مجريات هذا الشوط ولم يحالفهم الحظ في إضافة هدف ثان بسبب تكتل لاعبي دفاع المنتخب المضيف. وعلى عكس الشوط الأول، خرج لاعبو منتخب الرأس الأخضر من تقوقعهم الدفاعي وأخذوا المبادرة وسيطروا على وسط الميدان وقاموا بمجموعة من المحاولات الهجومية في محاولة لبلوغ مرمى المنتخب المغربي غير أن يقظة وصلابة الدفاع بقيادة مروان داكوسطا ونبيل درار، أجهضت جميع محاولات المنتخب المضيف، وحافظت بالتالي على نظافة شباك الحارس منير المحمدي. كما استغلت العناصر الوطنية اندفاع لاعبي منتخب الرأس الأخضر، وبدأت تشن هجمات مضادة سريعة كانت تتسم بالخطورة. وبتحقيقه لهذا الفوز، يكون المنتخب المغربي قد خطا خطوة كبيرة نحو التأهل إلى أكبر حدث كروي قاري، حيث عزز ريادته لترتيب هذه المجموعة رافعا رصيده إلى تسع نقاط وبات في حاجة إلى نقطة واحدة من لقائه المرتقب بعد ثلاثة أيام أمام منتخب الرأس الأخضر بمراكش برسم الجولة الرابعة ليحسم بشكل كبير تأهله. ويتأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا التي ستقام في الغابون سنة 2017 المحتلون للمراكز الأولى في المجموعات بالإضافة إلى أفضل منتخبين يحلان في المركز الثاني.