يجب نسيان سقطة غينيا والتفكير بجدية في مباراة الموزمبيق مررت بفترات صعبة وأسعى لتعويض ما فات لا أفكر في مغادرة بريست لأن الوقت غير مناسب عاد أحمد القنطاري إلى أجواء التباري مع المنتخب المغربي، حيث كان آخر ظهور له مع الأسود في كأس أمم إفريقيا التي نظمت بالغابون وغينيا الإستوائية، بعد أن شارك في المباراة الودية التي خسرها المنتخب المغربي أمام غينيا بهدفين لواحد، مواجهة أكيد أنها لم تكن ناجحة إعتبارا للنتيجة والأداء، لذلك يتمنى القنطاري من الجميع نسيان هذه المباراة والتفكير بجدية في المواجهة الهامة أمام منتخب الموزمبيق عن تصفيات كأس أمم إفريقيا 2013، كما تطرق لمواضيع أخرى تهم الفترة العصيبة التي مر منها في الموسم الماضي وكذا عودته إلى المنتخب المغربي وما ينتظره هذا الموسم مع فريقه بريست الفرنسي. - المنتخب: خسارة أكيد أنها لم تكن منتظرة أمام منتخب غينيا، برأيك إلى ما تعود هذه السقطة؟ أحمد قنطاري: مع الأسف أن الحظ لم يقف بجانبنا، كما تابعتم وقعنا على بداية جيدة وكان بالإمكان أن نسجل هدفين مع بدايتها، غير أن الحظ لم يكن بجانبنا، حيث لاحت فرصا حقيقية للاعبين، المنتخب الغيني استطاع تسجيل هدفين ضد مجرى اللعب، ورغم أننا حاولنا العودة في المباراة إلا أن الهدفين أربكانا نوعا ما، علما أن المنتخب الغيني لعب بخطة دفاعية وهو ما جعل مهامنا تبدو صعبة، مع الأسف أن مجهوداتنا لم تكلل إلا في اللحظات الأخيرة بعد أن نجحنا في تسجيل هدف الشرف. - المنتخب: عدت بعد غياب طويل إلى المنتخب المغربي، أي شعور يخالجك بعد المناداة عليك مجددا للمشاركة في المباراة الودية أمام غينيا؟ أحمد القنطاري: طبعا أنا سعيد بعودتي إلى المنتخب المغربي، غالبا ما يكون شعورا متميزا كلما تلقى اللاعب دعوى لتمثيل منتخب بلاده، خاصة أن مثل هذه الفرص لا تتاح لجميع اللاعبين، لقد غبت عن المباريات الأخيرة للأسود وانتظرت بفارغ الصبر أن أعود لحمل القميص الوطني، غيرتس أتاح لي فرصة المشاركة في هذه المباراة في خطوة أسعدتني كثيرا. - المنتخب: هل إنتظرت دعوة غيرتس وعودتك إلى المنتخب المغربي؟ أحمد القنطاري: لقد تفاديت الضغط على نفسي وأنشغل بالمنتخب المغربي، صحيح كانت لدي الرغبة لتحقيق هذا الهدف، لكن ليس لحد الضغط على نفسي، فما كان يشغل بالي هو العودة إلى الواجهة والمنافسة بشكل جيد، تعرف أنني مررت بفترات صعبة بعد الإصابة وغبت طويلا وبالتالي كنت مطالبا بالتركيز على أن أعود إلى الواجهة، كنت أدرك أيضا أن عودتي بقوة إلى فريقي ممكن أن يعبد لي الطريق إلى المنتخب المغربي. - المنتخب: هذا الحضور والغياب مع المنتخب المغربي، أكيد أنه يؤثر نوعا ما على مردودك خاصة أن الإستمرارية تزيد من تجربة اللاعب كما ترفع جرعات ثقته؟ أحمد القنطاري: ألعب مع المنتخب المغربي لمدة عشر سنوات لأنني تدرجت في عدة فئاته غير أنني لم تتح لي الفرصة مع منتخب الكبار إلا في السنوات الأخيرة، حيث إلتحقت بالمنتخب المغربي وشاركت في مباراة تانزانيا مع المدرب كوبرلي، وكانت بالنسبة لي بداية جيدة، غير أن مجموعة من الأسباب الخارجة عن إرادتي هي ما كانت تجبرني على الغياب كما كان الحال للإصابة البليغة التي ألمت بي. - المنتخب: على ذكر الإصابة، كيف عشت إبتعادك الطويل عن المنافسة سواء مع فريقك بريست أو المنتخب المغربي؟ أحمد القنطاري: طبعا لم تكن الأمور سهلة وكان لا بد من التحلي بالعزيمة والصبر، غبت مدة طويلة قاربت السنة وهي مدة ليست بالهينة، لدرجة أنه ساورني الشك في عودتي إلى الملاعب بنفس المستوى الذي عودت عليه الجميع، الإبتعاد عن الملاعب أكثر قساوة على اللاعب وأنا عشت هذه التجربة وأدركت مدى قيمة المنافسة وأي تأثير نفسي ممكن أن يتعرض له لاعب في حال غيابه الطويل عن الملاعب. - المنتخب: لكنك تخلصت من الإصابة وعدت بصورة جيدة مع فريقك بريست؟ أحمد القنطاري: الحمدلله أن الأمور سارت بشكل جيد بفضل دعم العائلة والمقربين وكل محيطي تمكنت من التخلص من آثارها والعودة إلى أجواء التباري، يلعب العامل النفسي دورا كبيرا في مثل هذه الحالات فلا بد أن تحضر قوة الشخصية من أجل تجاوز تداعيات الإصابة، قلت في السابق أنه ساورني الشك في العودة إلى الملاعب، لكنني تجاوزت كل العراقيل وعدت إلى البساط الأخضر. - المنتخب: لكنك وجدت بعض الصعوبات في العودة للمنافسة مع فريقك بريست، حيث جلست في كرسي الإحتياط؟ أحمد القنطاري: تعرف أن المنافسة غالبا ما تكون ضارية بين اللاعبين داخل الفريق، وبالتالي فغيابي الطويل عن الميادين فتح الباب أمام لاعبين آخرين لشغل مكاني، لذلك كنت رهين الإحتياط في بداية عودتي إلى الملاعب، لكن شاركت في المباريات الأخيرة للبطولة الفرنسية وهي خطوة أفادتني كثيرا. - المنتخب: هل وجدت بعض الصعوبات بعد دخول أجواء المنافسة مع فريقك بريست؟ أحمد القنطاري: شيء طبيعي أن تكون البداية غير سهلة خاصة أن المدة التي غبت فيها عن المنافسة لم تكن قصيرة، لكن مع توالي المباريات تمكنت من استعادة مستواي ودخلت أجواء المنافسة وكان عطائي جيدا بشهادة مدرب الفريق الذي شجعني أيضا ورفع من معنوياتي، من حسن حظي أن عودتي تزامنت مع نهاية الموسم، حيث كانت الفرصة من أجل مواصلة الإستعداد بشكل جيد للموسم الجديد. - المنتخب: هل تعتقد أنك أصبحت جاهزا لتتحمل مسؤولية خوض معركة المباريات مع الأسود؟ أحمد القنطاري: لقد مر وقت ليس بالقصير عن شفائي من الإصابة، كما أنني خضت عدة مباريات وقمت باستعدادات جيدة مع فريقي بريست للموسم الجديد، ناهيك أن البطولة الفرنسية إنطلقت فعالياتها، كل هذه المعطيات تؤكد أنني أصبحت جاهزا لألعب للمنتخب المغربي، أعرف أن المباريات الدولية لها ما يميزها وتختلف عن مواجات البطولة الفرنسية خاصة أن الكرة الإفريقية تطورت بشكل كبير ولم يعد هناك منتخب كبير وآخر صغير، وقد تابعنا كيف أن منتخبات كنا نسميها بالمنتخبات الصغيرة تمكنت من قهر الكبار، بدليل أن المنتخب الزامبي فاجأ الكل بفوزه باللقب الإفريقي، لكن وبحكم تجربتي وإجرائي مباريات كثيرة مع مختلف فئات الأسود فإنه لا يوجد أي مشكل للظهور بنفس الحماس والعطاء. - المنتخب: كيف تفسر معاناتك في كأس أمم إفريقيا الأخيرة؟ أحمد القنطاري: برغم أن مشاركتنا لم تكن ناجحة في الكأس الإفريقية الأخيرة وخرجنا من الدور الأول بعد أن راهنا للتوقيع على مشاركة جيدة، شخصيا كنت مفتقدا للتنافسية جراء عودتي المتأخرة، وإيقاع المباريات الإفريقية كان سريعا وبالتالي كان من الطبيعي أن أجد بعض الصعوبات في مجاراة إيقاع المباريات، لكن على العموم أن جميع اللاعبين إستفادوا من الدرس وسنحاول التعويض في المنافسات القادمة. - المنتخب: على ذكر المنافسات القادمة، أمامكم مباراة الموزمبيق عن تصفيات كأس أمم إفريقيا 2013 والتي تأتي بعد بعد الخسارة أمام غينيا والتي أقلقت الجميع.. أحمد القنطاري: أكيد أن المعطيات ستتغير، فلا مجال للمقارنة بين مباراة غينيا ومواجهتنا القادمة أمام الموزمبيق، علينا أن نأخذ الخسارة أمام غينيا من الزاوية الإيجابية، فهي بمثابة إستعداد لمقابلة الموزمبيق.. أنا متأكد أن المنتخب المغربي قادر على العودة بنتيجة إيجابية، وكما أكدت فالأمور ستتغير خلال المواجهة القادمة وكل اللاعبين عازمين على العودة بنتيجة إيجابية. - المنتخب: لكن النقص الحاصل في الإنسجام يبدو من المعضلات التي ممكن أن تؤثر على عطاء المنتخب المغربي، علما أن تشكيلة غيرتس لا يستقر حالها؟ أحمد القنطاري: لا ليس لهذا الحد، اللاعبون يعرفون بعضهم البعض جيدا، فرغم التغييرات التي تعرفها التركيبة البشرية إلا أن جميع اللاعبين سبق لهم اللعب فيما بينهم عدة مباريات، وبالتالي لا أظن أن الإنسجام يشكل لنا عائقا أمام طموحنا، والمدرب غيرتس نفسه يكون مضطرا لعدم استدعاء بعض اللاعبين نظرا للإصابات التي لازمتهم وكذا المشاكل التي عانى منها بعض اللاعبين مع أنديتهم، أعتقد أن اكتمال الصفوف من شأنه أن يعيد أن يمنحنا التألق في المباريات القادمة. - المنتخب: هل هذا الموسم سيكون للتعويض بالنسبة لأحمد القنطاري مع بريست؟ أحمد القنطاري: الموسم الماضي لم يكن بالنسبة لي ناجحا، لأن الإصابة ضيعت علي الشيء الكثير ولم أشارك كثيرا سواء مع فريقي بريست أو مع المنتخب المغربي، هذا الموسم سأحاول فيه التعويض والمشاركة في أكثر عدد ممكن من المباريات، سواء مع فريقي أو مع الأسود.. لقد إنطلقت البطولة الفرنسية بعد استعدادات كانت بالنسبة لي ناجحة وخضت أولى مباريات البطولة المحلية كما عدت إلى المنتخب المغربي، هذه من الأشياء الإيجابية التي تشجعني على العطاء وبذل مجهود مضاعف. - المنتخب: تلعب للموسم الرابع مع بريست، هل يعني أنك وجدت ضالتك معه؟ أحمد قنطاري: في الواقع لن أنسى أفضال هذا الفريق علي، له يعود الفضل لما وصلت إليه، أنا منتوج باريس سان جيرمان الذي لم تسنح الفرصة لي باللعب لفريق الكبار قبل أن أنتقل إلى ستراسبورغ ثم بريست الذي فتح لي ذراعيه ومنحني الفرص الكاملة، لذلك تعلقت بهذا النادي وأنا أوجد ضمنه منذ أربع سنوات ومرتاح معه وبالمدينة أيضا. - المنتخب: ألا تفكر في الإنتقال لفريق بطموحات أكبر؟ أحمد القنطاري: أي لاعب إلا ويتمنى تسلق الدرجات، لكن لكل شيء أوانه، لقد مررت بموسم صعب وعشت فترات عصيبة وكان همي الوحيد هو أن أعود إلى أجواء المنافسة، اليوم أركز على استعادة مستواي واستعادة الثقة مجددا، لذلك أن تغيير الأجواء لا يشغلني حاليا بقدر ما يشغلني لعب عددا أكبر من المباريات وأتوصل إلى ما أصبو إليه سواء مع بريست أو منتخب بلادي المغربي. حاوره: