لا للفُلول! تعوّد حكماء الرجاء على الدعوة إلى جمع عام لانتخاب رئيس جديد كلما ارتفع احتجاج الجماهير، إذ في كل مرة يقومون بهذه الحركة «الديموقراطية» التي تهدف إلى التجديد أو التغيير. الآن، الأمر مختلف تماما، فالإحتجاج هذه المرة جاء في سياق الربيع العربي الذي أطاح فعلا برؤساء حولوا بلدانهم إلى محميات عائلية، وليس هناك مشجع واحد كان في ميدان المكَانة خلال ثورة «الباسطا» سيثق في انتخابات يمكن أن تمنح نفس الأشخاص مجددا امتياز العودة إلى مواقعهم في جلباب رئيس جديد. لقد جاء تنحي الرئيس حنات نتيجة ثورة أكدت أن شعب الخضرا أدرك أن الرئيس هو مجرد واجهة لحكماء لا يريدون أن يرحلوا، لرؤساء يستمدون شرعية خلودهم من تلك الألقاب والإنجازات التي تحققت في عهدهم المديد مباشرة بعد الإندماج الشهير مع فريق السي العسكي. أجي، إيلا المنخرطين عاودوا صوْتوا على شي واحد دافعينو هاد الحكماء نيت؟ عرف الثورة فشلات وصافي. ما يمكنش.. واش نديروا باش نحميوا هاد الثورة ؟ خاص الجماهير من دابا حتى لنهار الجمع العام وهي تغوّت: «الشعب يقول، لا للفلول»! كي تنجح الثورة الخضراء، يمكن للرجاويين من باب تحقيق تغيير شامل أن يطلبوا من كل من تحمّل مسؤولية داخل الفريق سواء في المكتب المسير أو في المكتب المديري أو مجلس الحكماء أن يدوس على الكبْدة ويتخلى عن موقعه لوجه جديد ودم جديد، تماما كما فعل المصريون من أجل حماية الثورة، حيث سنّ البرلمان ذو الأغلبية الإسلامية قانونا سمّوه «قانون العزل السياسي»، ويقضي بأن كل من تحمل مسؤولية مهمة في النظام السابق خلال العشر سنوات الأخيرة يُحرم من الترشح إلى الرئاسة، فعل المصريون هذا كي لا يعود الفلول أو مساخيط الوالدين في النظام مجددا عبر صناديق الإقتراع بعدما أطاحت بهم ثورة 25 يناير. فأرجوكم أيها الحكماء، إن كنتم تحبون الرجاء فعلا فاستغلوا خبراتكم وعلاقاتكم وسمعتكم من أجلها بعيدا عن أية مسؤولية، إن كان هناك فعلا حب حقيقي للرجاء يفرض عليكم البقاء لخدمة الرجاء، فإن خدمة الفريق من خارج المسؤولية قد تكون أجدى بعيدا عن الصراعات وحسابات الربح والخسارة، وهامش الحرية والتحرك يكون أكبر.. كونوا سفراء الرجاء العالمي في العالم بعيدا عن ضغط الجماهير، وقيد المسؤولية، وتعقيدات البيع والشراء (إنتدابات ولوازم وغيرها). أجي، أنت علامن غادي تصوّت؟ على حسبان ولا على الصادوقي ولا على بودريقة؟ بطبيعة الحال على بودريقة.. حيت هو اللي في ظرف عامين تطوّر بزاف. آش دار؟ كانت عندو تمنية وعشرين عام ودابا كمّل تلاتين عام كَدْ كَدْ! نافذة آش نديروا باش نحميوا هاد الثورة؟