باقي الأمل لم تكن هزيمة الرجاء البيضاوي في عصبة الأبطال الإفريقية بخمسة أهداف ل زيرو فضيحة مدوية كما صوّر إعلامنا الرياضي، أي لم تصل هذه الهزيمة رغم قسوتها إلى درجة الشوهة التي لا يستطيع أي رجاوي بعدها أن يرفع رأسه في الدرب.. كلا، ليست فضيحة ولا شوهة، إنها مجرد هزيمة في الذهاب بحصة من الممكن تعويضها في الإياب. فلو كانت الهزيمة شوهة كما تصورنا لرأينا اللاعبين أول من يخبئون وجوههم بجاكيطاتهم لحظة نزولهم من الطائرة، ولرأينا عبد اللطيف جريندو أول من يرتمي في حضن الحاج حنات باكيا يطلب المسامحة.. لو كانت الهزيمة بحجم الزلزال لرأينا مجلس الحكماء يفيق من غيبوبته ويعلن حالة الطوارئ، ولسمعنا مكتب الفريق يصدر بيان الهزيمة إلى «شعب الرجاء»، ولقرأنا عن وجوه وأسماء تخضع للتحقيق... لكن لا شيء من هذا حدث، لأن مسؤولي الرجاء على قدر كبير من المسؤولية، فلم يندفعوا وراء العاطفة، وتعاملوا بكل هدوء مع الهزيمة وكأن الرجاء لم تنهزم، وكأن الحصة لم تصل إلى خمسة ل زيرو. كلشي بيخير، واخّا هاد خمسة البْيوت ما يجمعها غير الفم. أسيدي، خاص المكتب يمشي ف حالو، والمدرب خاصو يمشي ف حالو. ومال المكتب والمدرب هوما اللي كانوا لاعبين في التيران؟ حتى اللعابة خاصهم يمشيوْ ف حالهم. إيوا، ملي غادي يمشي كلشي... علامن غادي أنت تبقى تحيّح؟ من حسن حظ الرئيس الحاج عبد السلام حنات أنه قضى في وقت مبكر جدا على ما أسماهم «الحياحة» في سياق ما كاد يسمى «ربيع الثورة الخضراء»، واستطاع بالحكمة والتعقل أن يقضي عليهم واحدا واحدا، ويطهر بيت الرجاء منهم تطهيرا، فلم يعد الآن بين الجماهير الصادقة المخلصة مندسون يهيجون العواطف، ويجيشون الحشود ضد المكتب المسير، وإلا لكانت هذه الهزيمة أكبر فرصة في أيدي هؤلاء الحيّاحة للوصول إلى أهدافهم، وإسقاط النظام القوي في الرجاء، فليس هناك أقوى من هزيمة ب خمسة لزيرو كي تكون قاصمة ظهر البعير؟ إن مشكلة النتيجة النهائية التي انتهت بها مباراة الرجاء ضد شيلسي إن كانت هناك مشكلة لا تكمن في شقها الأول (5)، فكثير من الفرق العظيمة انهزمت خارج ميدانها بأكثر من هذه الحصة ولم تمت، وواصلت مشوارها برأس مرفوعة، واستعادت كبرياءها من جديد، بل تكمن مشكلة النتيجة في شقها الثاني (0)، لأن هذه الفرق العظيمة التي تخسر هي الأخرى بخمسة أهداف وأكثر كانت على الأقل تسجل هدفا أو هدفين لحفظ ماء الوجه، تماما كما فعلها أمام الرجاء نفسها فريق توربيون التشادي المسكين الذي استقبل عشرة أهداف وتمكن من تسجيل هدف واحد. باقي الأمل، باقي الأمل، باقي الأمل. هادي غير شيلسي ديال بلعاني، ناااري كون كانت ديال بصح. نشاع الله غادي نضربوهم في الرتور بستة ل زيرو، أو لا سبعة ل واحد. شحال؟ ستة أو لا سبعة؟ علاش؟ واش هادو زعما في الروتور ما غاديش يلقاوْ شكون اللي غادي يوقف ليهم في البّوطو؟ نافذة هاد الخمسة ما يجمعها غير الفم