تطوان وخريجو شالنج حين بشر عبد المالك أبرون رئيس المغرب التطواني قبل سنوات بوضع إستراتيجية لتأسيس نادي بفكر مقاولاتي قبل أن تفكر جامعة الكرة في وضع النظم الأولى للإحتراف، لم يستصغ العديد من المتتبعين للشأن الرياضي ما جاء به أبرون، وقالوا بأن الرجل سيغير أفكاره بمجرد أن يضع يده في «العصيدة» وأنه منساق فقط وراء رياح الجارة الإيبيرية بحكم شبكة علاقاته مع «السبليون» الذين إستمد من روحهم فلسفة العمل في صناعة كرة القدم. اليوم ومع الصورة التي يرسمها المغرب التطواني على ملعب سانية الرمل وخارجه وبلوغه النقطة 40 في الجولة 20 تؤكد أن الفريق الذي يحلم به المدرب عزيز العامري في تقديم الكرة الجميلة لا يسير عكس التيار، ومن غير المعقول أن نقول أنه سيصاقر الكبار، لأنه بات يحتل مكانة كبيرة من حق التطوانيين أن يفخروا بها، ومن شككوا في مشروع النجاح تواروا عن الأنظار. أعجبني الجمهور التطواني الذي طار إلى الجديدة مع الحمامة لتحلق بثلاث نقاط من العبدي في إنتظار ما ستفرزه المواجهة القادمة أمام الكاك بالميدان، وقلت من حق إلترا سيمبري بالوما أن تغضب بعدما صودرت طلعة تيفو القدس على قناة الرياضية في المواجهة أمام الوداد، فالميساج الذي إشتغل عليه أبناء الشمال «قدسنا أمانة في رقابنا»، يؤكد معنى الإبداع في المدرجات قبل أن ينتقل للمستطيل الأخضر، حيث تجسده أقدام زيد كروش وباقي رفاق مجموعة تطوانية تخرجت من دوري شالنج، لذا فإن كان فيربيك قد قال ذات يوم بأنه لا يهتم لهذا المولود وأنه يبحث عن المواهب المغربية في أوروبا، فمن الضروري على التطوانيين أن يشكروا أحمد غيبي صاحب براءة إختراع المنافسة التي شهدت ظهور جيل تطواني موهوب، قدم إشارات قوية بأنه سينافس على اللقب. قبل أن أكتب هذه الأسطر ربطت الإتصال ببعض لاعبي المغرب التطواني لأستفسرهم عن الظروف التي يضعها أمامهم المكتب المسير، فوجدت كل أنواع الرضى عن أوضاعهم المالية، تعجبت كثيرا وأنا الذي أتلقى دوما شكاوي من لدن بعض اللاعبين من أندية مختلفة عن بطء في التوصل بالأجرة الشهرية دون الحديث عن «البريمات» التي تمنح في وقت متأخر وتهضم في بعض المناسبات، لذا تأكدت أن النتائج المتحصل عليها في تطوان ليست من ضرب الصدفة، وإسألوا الحاج غورة المستشار التقني عن الطلبات التي يتلقاها من عناصر لها إسمها داخل البطولة تريد تغيير البوصلة صوب تطوان لأن الظروف مهيأة للإشتغال بكل إحترافية حتى أن «الكوايرية» أصبحوا يرددون لازمة «أبرون والربح مضمون». لم يكن الإنفتاح الذي ينشده مسيرو المغرب التطواني مبنيا على فتح قنوات التواصل مع أندية أوروبية فقط، فالفريق عقد شراكة قبل شهور مع شباب رفح الفلسطيني، وحمل لواء الدفاع عن القضية جعل الإعلام العربي يتداول الخبر بإسهاب كبير في إلتفاثة تدل عن أصالة المغاربة بشكل عام وأهل تطوان بشكل خاص، لذا وأمام تغير الوضع في المغرب الذي نفتخر بتقدم الكرة فيه من خلال هيكلة صحيحة، بات من الضروري أن تستفيد المدينة من مركب رياضي شأنها شأن الجارة طنجة، وأكيد أنه لا خوف على الأتلتيك في ظل لعنة المركبات التي تدفع بأصحابها للقسم الثاني لأن الفريق حصن نفسه بفضل سياسة التكوين وأصبح يفرخ المواهب ويدفع منتوجه للأندية الوطنية، اليوم وإن تألق الفريق محليا فغذا قد يشارك على المستوى القاري ومعه وجب التخطيط بشكل عقلاني للفضاء الذي سيستقبل فيه المنافسين ومعه وجب على السلطات المسؤولة تقديم مساعدات لمثل هذه الأندية التي تشق طريقها نحو النجاح، ووجب على الجامعة فتح ذراعيها لكل مسير نجح داخل ناديه لتستفيد باقي الأندية من خبرته، أما الفاشلون فلم يبق لهم من الآن مكان بيننا في ظل الديموقراطية التي يعيشها مغرب الحداثة.