الأندية تشهر سيف الغرامات على اللاعبين المتمردين هل هي موضة نهاية الموسم أم وسيلة لفرض الإنضباط؟ لجأت الكثير من فرق البطولة لمقاربة جديدة تتجلى في فرض غرامات مالية ثقيلة على اللاعبين الخارجين عن النص، وهي المقاربة التي تكررت في عدد من المحطات تحت نفس السند وهو إشاعة الإنضباط. في السابق كانت الأندية تلجأ لخيارات مختلفة منها توقيف اللاعبين أو إنزالهم للفريق الرديف قبل أن تتطور العملية وتكيف وفق المقاربة الإحترافية الجديدة، وضع شاذ لم تسلم منه حتى الفرق الكبيرة التي ظلت محصنة في السابق قبل أن تكره على تحمله مع نهاية الموسم. ما هي أسباب نزول هذه القرارات؟ وما قسط مسؤولية اللاعبين في بلوغ هذه المحطة المؤثرة على استقرارهم واستقرار فرقهم مع نهاية الموسم؟ قانون اللاعب سيف ذو حدين بتقنين قانون اللاعب الذي وجد طريقه للتطبيق، تفاءل اللاعبون خيرا بتحسن وضعيتهم رفقة فرقهم ومعها تطلعهم لممارسة تضمن حدا أدنى من الكرامة. ساهم القانون الجديد في رفع قيمة المنح المخصصة للاعبين ومعها ضمان أكبر لحقوقهم التي ظلت في السابق على كف عفريت باعتبار ما كان يطبعها من تجاوزات. هذا القانون لم يأت لوضع الممارس في خانة المعفي من المساءلة ولا هو أوجد له غطاء من الحماية التي تجعله محصنا من كل مساءلة، الشيء الذي لم يستوعبه اللاعب جيدا وفهم معه أن القانون جاء ليضعه في وضع مختلف جملة وتفصيلا عما كان يعيشه سابقا في فترة الهواية التي كان يمارس خلالها في ظل شروط ومواصفات تفتقر للحوافز المثالية لتحسن العطاء. قانون اللاعب الذي جاء بمقتضيات صريحة تضمن للاعب حقه في تحصيل راتبه بانتظام ومعها منحة المردودية حتى وإن كان يتيح مهلة لا تتجاوز 3 أشهر للتأخر المسموح به، وإتاحة الفرصة له لمناقشة إمكانية فسخ ارتباطه وفقا للإخلال الذي قد يطال الإتفاق السابق، هو نفسه القانون الذي جاء ليحمي النادي والمسير ويجعلها في موقف قوي إزاء نفس اللاعب في الحالات التي يخرج فيها النص. زلزال تأديبي داخل الرجاء بدا غريبا ما يحصل داخل الرجاء في الفترة الأخيرة التي وضعت بطل المغرب في رواق مريح للمنافسة على الدرع الذي يوجد في حوزته، شكلت محطة الحسيمة منعرجا حاسما في مسيرة النسور الخضر وحملت رحلة الريف خبرا غير سار للفريق الأخضر بوضع أهم القطع الأساسية للفريق أمام أنظار المجلس التأديبي. تأخر العناصر المفروض فيها أن تشكل قدوة داخل المجموعة عن الإلتحاق بطائرة الفريق، وعودتها برا عبر سيارة اللاعب حسن الطير، حول المدافع رشيد السليماني والمهاجم الطير إضافة لبوشعيب لمباركي الرافض لجلوسه إحتياطيا على أنظار الخلية التأديبية بقرار من المدرب مارشان الذي رفض سلوكا من هذا النوع كان من الممكن أن تكون له تداعياته السلبية على الفريق ككل. العرض على اللجنة التأديبية لم يقتصر على الطير ولمباركي و السليماني فحسب، بل امتد ليشمل اللاعب محمد أولحاج وبدا التكييف الخاص بالإجراء العقابي مبنيا في ظاهره على السلوك المرفوض من طرف المدرب، في حين تصر العناصر التي تم جرها للمساءلة على رفضها تقمص أدوارا غير التي تعودت عليها، وعلى أن القرار التأديبي فيه محاولة لإرضاخ العناصر المتمردة وفرض الإحترام الواجب في نهاية البطولة. أكرم يلجأ لورق الغياب الوداد بدوره لم يخرج عن القاعدة، حتى وإن كان وضعه مختلفا عن الغريم التقليدي بقدوم مدربه الإسباني فلورو والذي لم يلجأ لخيار التأديب سوى في حالة أيوب سكوما، أما المستجد المرتبط بالفريق من الناحية الزجرية فهي المسطرة التي يحاول عبد الله أكرم تطبيقها داخل تداريب الفريق والتي تتلخص في فرض غرامات مالية تصل ل 5000 درهم في حال تأخر كل لاعب عن الحصة التدريبية. العارفون بخبايا البيت الأحمر يعرفون أن المقصود بهذه الإجراءات هم النجوم الذين التحقوا مؤخرا بالوداد وعجزوا عن تقديم الإضافة المطلوبة، وتراخوا في التمارين وهو ما تركه المدرب السويسري دوكاسطيل في تقاريره قبل أن يرحل لتونس. من الناحية المبدئية يبدو قرار مكتب الوداد صائبا ومنطقيا، سيما بعد أن أكد عبد الإله أكرم أن الفريق الذي ارتقى بمنح التوقيع والراتب الشهري لأرقام غير مسبوقة، من حقه أن يلجأ لخيار الردع بطريقته حفاظا على الإستقرار والتوازن. لتكون مسودة الغياب هاته بمثابة البداية لإشارة لمقاربة لاحقة تخص منح المردودية والتوقيع التي ستزيد النقاش حدة في نهاية الموسم. الباسل وبرابح تحت المقصلة كان رد فعل المدرب الطوسي وإدارة المغرب الفاسي عنيفا وهي تمارس إجراء في غاية الحدة في حق اللاعبين المتخلفين عن التداريب قبل رحلة السوبر الإفريقي لرادس، وهما المهدي الباسل وعبد المولى برابح. المقاربة التأديبية التي لجأ لها «الماص» كانت فرض غرامة مالية على برابح قدرت ب 20 مليون سنتيم على أن الباسل مطالب بأداء 5 مليون سنتيم، مع إنزالهما للفريق الرديف في خطوة حملت الكثير من الدلالات. إدارة المغرب الفاسي بررت اللجوء لهذا الخيار بكون اللاعبين كلفا الفريق موارد مالية على مستوى الإنتداب وكان من الضروري معاملتهما وفق منطق (الحقوق والواجبات)، وهو الحل الذي سيكون مثمرا في إطار ترسيخ علاقة الإحترام بين النادي ولاعبيه في القادم من الأيام، سيما وأن التمرد والغياب تزامن مع موعد هام وهو خوض تظاهرة قارية وهي كأس السوبر. شباب الحسيمة لم يكن رحيما بدوره ببعض العناصر وهذه المرة كان السند هو الرد على سلوك غير مقبول في حق المدرب الركراكي، إذ تم تغريم كل من سلمان ولاد الحاج ومنير الضيفي مليون سنتيم لكل واحد منهما بعد احتجاج الأول على قرار استبداله في مباراة الرجاء. كما تم فرض تنبيه حاد للمهدي جونيد وفرض مسطرة خاصة في حق اللاعبين الذين لا ينضبطون لتعليمات المدرب. بهذا الشكل وجد الكثير من اللاعبين أتنفسهم مع نهاية الموسم تحت ناصية العقاب المالي وهو ما اعتبروه محاولة للتحايل على العقد الرابط بينهم وبين الفريق، للتملص من منحة التوقيع أوتقليصها، في حين تصر إدارة النادي على أنها إجراءات من شأنها أن تشيع الإنضباط وتعيد الوضع لخانته الصحيحة.