عبد السلام حنات: العلاقة مع اللاعبين تغيرت وأصبحت علاقة مشغل مع أجير تعتبر لجنة التأديب من أنشط اللجان المنبثقة عن المكتب المسير، فقد ضربت مع بداية الموسم الرياضي بقوة، وأصدرت مجموعة من القرارات التأديبية في ظرف وجيز. ولتقريب الجمهور الرجاوي من دواعي هذه «الثورة» التأديبية زرنا رئيس الرجاء البيضاوي عبد السلام حنات بمقر النادي، وواجهناه بسؤال جوهري حول سر القبضة الحديدية التي تدار بها أمور الرجاء، ودواعي المقاربة التأديبية في معالجة الخلافات بين اللاعبين أو مع مكونات النادي. أكد حنات أن هذه الإجراءات هي وليدة الانتقال من الهواية إلى الاحتراف، وأن العلاقة مع اللاعب لم تعد علاقة كرة، بل علاقة عمل بين أجير ومأجور، مع ما يترتب عنها من جزاء وعقاب. في أقل من أسبوعين أصدرت اللجنة التأديبية قراري توقيف في حق ثلاث لاعبين، ما سر هذه القرارات، هل هناك انفلات داخل المجموعة الرجاوية؟ «لا وجود لانفلات، ربما تقصد قرار اللجنة التأديبية القاضي بوضع اللاعبين باب نداي وإسماعيل بلمعلم رهن إشارة مدرب الفريق الرديف إلى حين اتخاذ قرار نهائي، نفس الإجراء طال اللاعب عبد المولى برابح قبل أسبوعين. بالنسبة لبلمعلم فقد بلغنا أنه قام بالاحتجاج أثناء وضعه على كرسي البدلاء خلال المباراة التي جمعت حسنية أكادير بالرجاء البيضاوي، وتلفظ بكلمات لا تتماشى وما نتوخاه من لاعب يحمل قميص الرجاء». ماذا قال بالضبط؟ «إحتج بطريقة غير لائقة وقال إن المدرب يشرك لاعبين مجلوبين ويضع أبناء الرجاء على كرسي الاحتياط وأنه يرفض صفة اللاعب الاحتياطي وهو سلوك غير مقبول من لاعب يربطه عقد احترافي مع الرجاء». وحالة باب نداي؟ «باب نداي حالة أخرى، فقبل التوجه إلى أكادير قرر المدرب امحمد فاخر وضعه رهن إشارة الفريق الرديف وطلب من المدرب هلال الطير إشراكه في مباراة أكادير للوقوف على إمكانياته وقدرته على استيعاب الملاحظات المقدمة في حقه، لكنه رفض بدوره ولم يرافق الفريق الرديف إلى أكادير، ضدا على قرار المدرب لهذا كان من الطبيعي وقف هذا السلوك لأن اللاعب مرتبط بعقد يبين ما له وما عليه». اللاعب عبد المولى برابح اعتبر قرار إحالته على الفريق الرديف غير شرعي لأنه متعاقد مع النادي ليمارس ضمن الفريق الأول، ما رأيك؟ «بعض اللاعبين لا يستوعبون العبرة من إحالتهم على الفريق الرديف، لأنهم لا يتابعون ما يجري في الأندية المحترفة، اللاعب يحال على الرديف لضمان تنافسية أكبر بعد العودة من الإصابة أولعدم وجوده ضمن تشكيلة المدرب. أما برابح فقد غادر معسكر الجديدة دون موافقة المدرب، قال إنه مصاب ولدينا طاقم طبي في عين المكان لم يعرض عليه، ثم إن المعسكر عرف مشاركة جميع اللاعبين حتى المصابين لأنه سيمكن المدرب من التعرف على اللاعبين مباشرة بعد التعاقد مع النادي، ثم إن برابح حين كان يتفاوض مع الرجاء كانت له مطالب لبيناها له وفق عقد واضح، إذن التعامل الاحترافي يفرض الانصياع لقرارات المكتب المسير والمدرب، لأن العلاقة اليوم هي علاقة مأجور بأجير. أما أن يحمل لاعب حقيبته ويغادر المعسكر دون مبرر فهذا سلوك مرفوض داخل الرجاء». ألا توجد مقاربة أخرى في مجال التأديب، مثلا الغرامات المالية بدل الإحالة على الفريق الرديف؟ «من خلال البلاغات التي نصدرها ويمكنكم الاطلاع عليها على الموقع الرسمي للنادي، فإن المجلس التأديبي يحيل اللاعبين على الفريق الرديف إلى أجل غير مسمى في انتظار اتخاذ قرار آخر، قد يكون العفو أو الغرامة أو أي تدبير آخر يخدم مصلحة الرجاء، إذن على اللاعبين الإمتثال أولا قبل الحديث عن مقاربة أخرى». ألم يستوعب اللاعبون القانون الداخلي الذي وضع رهن إشارتهم؟ «لا أعتقد، أنه بدون قانون داخلي هناك ضمير مهني، اللاعب مرتبط بعقد احترافي مع النادي يتوصل بمستحقاته وفق ما هو متفق عليه، لذا فهو مطالب بتنفيذ قرارات المكتب المسير والمدرب لأن هذه الأمور منصوص عليها في العلاقة التعاقدية». لكن عدد المحالين على المجلس التأديبي تضاعف مقارنة مع فترة المدرب هنري ميشيل، فهل كان هذا الأخير لينا في تعامله أم أن فاخر صارم أكثر من اللزوم؟ «لا هذا ولا ذاك، هنري ميشيل قام بتوقيف مجموعة من اللاعبين، مثلا حسن الطير ويونس عتبة وسعيد فتاح، وهناك أسماء أخرى عالجنا أمورها في إطار جلسات تأديبية مرت دون الكشف عنها، فاخر مدرب يسير وفق ما خططنا له، وهو الصرامة في التعامل مع كل انفلات». بناء على رغبة المنخرطين أليس كذلك؟ «كما تتبعتم فإن أغلب مداخلات المنخرطين في الجمع العام تحدثت عن الانفلات في صفوف اللاعبين، لكن المكتب السابق له عذره فالرصيد البشري للرجاء كان قليلا وأي توقيف يؤثر سلبا على المجموعة خاصة وأن الجميع كان يراهن على البطولة، الآن الأمور تغيرت والانضباط هو عنوان المرحلة ورديف للاحتراف». حاوره: