الواعِرووون هناك ظاهرة إعلامية جميلة في مصر لا وجود لها هنا بالمغرب، وهي أن عددا من نجوم كرة القدم يتحولون بعد نهاية مشوارهم الرياضي إلى تقديم برامج رياضية.. فالقنوات المصرية تستغل نجومية هؤلاء اللاعبين وتمنح اللاعب المعتزل فرصة تقديم برنامج رياضي بعقد محترم من أجل استقطاب عدد أكبر من المشاهدين ومن المستشهرين، لأنها تدري أن كل نجم رياضي يجر خلفه شعبية قادرة على إغواء الآلاف من جماهير المدرجات، وحتما سيجر معه المزيد من الملايين من جماهير الشارع الرياضي الباحثة عن برنامج رياضي يقدمه عارفون بالمجال.. ففي نظر هذا الشارع، ليس هناك صحفي مهما كان اطلاعه أكثر من هؤلاء النجوم دراية بما يخص كرة القدم. خاص اللعابة هوما اللي يقدموا البرامج، والصحفيين هوما اللي يكونوا ضيوف، ماشي العكس. علاش؟ حيث مقدم البرنامج حنا عندنا كتلقاه هو اللي داوي بوحدو، كيسوّل ويجاوب، وهو في الحقيقة خاصو غير يفرّش للضيف ويرجع اللّور. واش بغيتي هاد المقدم يدير؟ راه ملي كيفرّش للضيف باش يدوي، كيلقى الضيف تْمغّط وبْدا كيشخُر. لماذا يعجز نجومنا من اللاعبين عن الحديث في البرامج التي يتم استضافتهم فيها؟ غالبا ما نشعر بأن لاعبينا عاجزون عن فرض أنفسهم في البرامج الحوارية، كأنهم يدخلون إلى البلاطو غير واثقين من قدراتهم، مما يجعلهم يعتمدون على مضيفهم «الصحفي الواعر» ليساعدهم على إتمام الجمل الناقصة، ويراهنون على تدخله لرفع الحرج إذا ما وقعوا في الحرج، وهنا بالضبط تتساوى الأكتاف، وتضيع الحدود والفوارق. إن المضيف يستغل حاجة الضيف إليه، فيستعرض هو الآخر عضلاته في التحليل والتقييم، وهكذا يحتكر التحليل والتعقيب والنقد والمعلومة والكلام والوقت معتقدا أنه يقوم بإنقاذ الموقف بتقديم خدمة لضيفه، لكنه على العكس من ذلك، فإنه يسيء إلى الضيف وإلى المشاهدين وإلى الكرة التي يتحدثان عنها، إذ يشعر المشاهدون بأن مقدم البرنامج أكثر فهما لما يجري في مباريات كرة القدم من هذا اللاعب الذي قضى نصف حياة محاوره يجري وراء الكرة، وحتى المدربون الذين من المفروض أن يتحول مضيفهم إلى تلميذ ينصت إلى تحاليلهم باهتمام واحترام، نجدهم احتراما لواجب الضيافة يتنازلون عن «شواهدهم العليا» و«تجاربهم الواسعة» فيجلسون كتلاميذ طيبين ينصتون إلى تحاليل هذا المقدم «الواعر»، ويوافقونه على تقييمه لأداء زملائه من المدربين.. ووالله كون ما جاتش حشوما، كون هاد «المقدمين» نزلوا للتيران وبْداو يصرفقوا في المدربين ديالنا. ماشي كاع المقدمين بحال بحال، كاين «نوفل العواملة ديال ميدي 1 تي في» أحسن مقدم رياضي في المغرب، والله حتى واعر بزاف. إيوا، إيلا بان ليك العْواملة «ضريّف»، عْرف الصحابي «واعر». أشنو؟ فؤاد الصحابي واعر؟ ومالك؟ حيّد ماندوزا، كول ليا شي مدرب في هاد البلاد كيفهم ف كلشي بْحال الصحابي؟ نافذة كون ما جاتش حشوما، كون بْداو يصرفقوا في المدربين