نجح المنتخب الغاني في ثثبيت أقدامه في المربع الذهبي بعد اجتيازه الحاجز التونسي الذي لم يكن سهلا على الإطلاق في مباراة تطلبت الكثير من الجهد لنجوم البلاك ستارز أمام نسور قرطاج التي خرجت بشرف. كان متوقعا أن تفرز الدقائق الأولى اندفاعا تونسيا لكسر شوكة المنتخب العصي على النسور في كل المواجهات الستة السابقة في كأس إفريقيا للأمم، جزم الطرابلسي بصعوبة المهمة أمام واحد من العيارات الثقيلة التي قدمتها الترشيحات كواحد من الفرسان التي بإمكانها حيازة اللقب القاري. جس نبض قصير أعقبته مناورة للمتألق لمساكني أزعج من خلالها المخضرم منساه، قبل أن تبدأ الماكينة الغانية في الدوران إذ تحصل البلاك ستارز على زاويتين على التوالي كانتا كافيتين لإرباك الحارس المثلوثي والذي فشل في المحاولة الثانية في صد كرة نفذها اللاعب أيو لتصل للهارب من الرقابة جو منساه، والذي سجل أول الأهداف التي كرست التفوق الغاني وأظهرت الشكل الذي ستأخذه المباراة من خلال إرهاق لاعبي النسور بالكرات الساقطة. ردة فعل خجولة للمساكني والذوادي لم تقلق الحارس لارسن، وإن كانت الدقيقتين 25 و30 حملتا ما كان بإمكانه أن يعيد العداد لنقطة الإنطلاق عبر كرة الذوادي الذي تصيد ضربة خطأ أسيء التعامل معها من خلال التسديد عاليا، وبعدها المطالبة بضربة جزاء بعد إسقاط لمساكني داخل المعترك دون أن تلبي صافرة الكامروني نيانت آمال مجموعة الطرابلسي. بتوالي الدقائق بدأ الإرهاق يأخذ طريقه للاعبي المنتخب التونسي، إذ نجح أندري أيو مجددا في التعامل مع كرة هوائية بطريقة مثالية مرت محاذية لمرمى المثلوثي في الدقيقة 37، كان بإمكانها إنهاء كل شيء في الفاصل الأول. وعلى عكس كل التوقعات والسير العام للجولة الأولى، ينجح صابر خليفة من إدراك هدف التعادل لنسور قرطاج بعد أن إنبرى لكرة عالية تعامل معها بقتالية وبروح إصرار قوية كلفته إصابة على مستوى الكاحل لكنها أعادت رفقاءه للمباراة دقيقة قبل إنتهاء الشوط الأول ومعها عودة الثقة لمنتخب تونسي يراهن على صعق البلاك ستارز والتوقعات في آن واحد. الصمود في جولة الإستنزاف إمتص المنتخب التونسي بالتدريج حماس غانا، ودخل رفاق الذوادي زمام المباراة التي ستزيد من متاعب البلاك ستارز من خلال إصابة هداف الفريق منساه وتعويضه بفورساه، وهو ما شجع المساكني و صابر خليفة على المناورة والرهان على التوغل من العمق، حيث انفرد كريم حقي بالحارس وأضاع فرصة نتيجة تباطؤ زميله عبد النور في اللحاق به في الدقيقة 57. جيان أسامواه الذي عانى كثيرا جراء الرقابة اللصيقة والمزعجة لعبد النور،حاول مباغثة المثلوثي بكرة زاحفة في الدقيقة 60 كشفت حجم التوتر والشك الذي بدأ يعرف طريقه للنجوم السوداء إذ ذهبت بعيدا عن إطارات حارس النسور. الطرابلسي الذي سيرمي بورقة من أوراقه الرابحة عبر إشراك عصام جمعة مكان السايحي ذو الميول الدفاعية، حاول الإبقاء على توازن فريقه والمراهنة على المرتد الخاطف كما فعل أمام النيجر. ونجح المثلوثي في الدقيقة 75 في إيقاف أخطر فرصة غانية في الجولة الثانية بعد تسديدة قوية لجيان أسامواه على إثر انفراد شبه كامل. وكاد عصام جمعة يكرر ما فعله أمام غزلان النيجر في الدقيقة 87 حين صوب قذيفة أخرجها بصعوبة الحارس لارسن للزاوية. ليفقد الفريقين زادهما البدني في مباراة استنزفت كل ما يملكانه وفرضت شوطين إضافيين لإعلان الفارس الرابع لنصف النهاية على شاكلة مباراة الغابون ومالي. غلطة الشاطر بألف لم تقدم الجولة الإضافية الأولى الشيء الكثير، إذ بدا التخوف واضحا من كلا الطرفين وإن كانت الافضلية لتونس بواسطة لمساكني، حيث ظهر العياء وكأن كل طرف ينتظر غلطة الثاني أو انتظار ضربات الترجيح وهو ما حدث من خلال غلطة مكلفة للحارس المثلوثي والذي لم يقطع كرة قطرية كما ينبغي تاركا الفرصة للاعب الواعد والخطير أيو ليسجل هدفا غاليا في وقت قاتل دقائق قبل نهاية الفاصل الإضافي الأول ورد عليها لمساكني برأسية ضلت الشباك. الجولة الثانية عرفت طرد عبد النور التونسي ما زاد متاعب النسور التي بحثت عن التعادل الذي استعصى عليها لتمر غانا بمعاناة كبيرة وخروج مشرف لممثل العرب الأخير في الدورة..