لا ترهبني الأجواء الإفريقية وقدرتنا على التتويج قائمة الفوز على تونس سيكون فاصلا في اجتيازنا الدور الأول أجواء الإعداد كانت مثالية وزادت من درجة التناغم سنلعب على اللقب هذا ما قاله لنا غيرتس لاعبو الفريق الوطني يملكون حافزا غريبا ليعودوا بالكأس لا ترهبه التجربة الأولى، ولا يخشى المغامرة التي سيكتشفها لأول مرة في مشواره.. كأس إفريقيا للأمم بالنسبة له نصف الحلم والتتويج خاتمته.. يعد الجمهور المغربي بحضور مميز في العرس الإفريقي، ويقدم خارطة أحلام تؤكد حجم التفاؤل الذي يطبع أجواء وعرين الأسود. يونس بلهندة الجوهرة التي تلألأت في فرنسا خلال الموسمين الأخيرين، يقرأ فنجان المنتخب المغربي ويعرب عن آماله في العودة بالكأس من ليبروفيل دون أن يقدم الكثير من الوعود ليقينه أن المونديال الأسمر يضم منتخبات متمرسة كلها قادرة على التتويج. - المنتخب: تقتحم بوابة أول حدث قاري في مسيرتك وأنت الذي لم يمض على حضورك رفقة الفريق الوطني أقل من سنتين، هل من رهبة؟ يونس بلهندة: مطلقا لا، لا توجد عوائق نفسية أمامي.. أعتقد أن المشاركة في هذا الحدث تمثل بالنسبة لي نصف الحلم في انتظار أن يكتمل النصف الباقي بالتتويج إن شاء الله.. سمعت أشياء كثيرة عن هذه المسابقة التي تضم لاعبين كثر من المحترفين بأوروبا، وهي مناسبة وتظاهرة للتعارف وزيادة التجربة، لذلك أعتبرها حدث يغني الرصيد ولا يبعث على الخوف. - المنتخب: الغابون وغينيا الإستوائية سيتحولان على امتداد الشهر القادم لفضاء يضم أغلب المحترفين الأفارقة بأوروبا، هل تعتقد أنها حدث يساهم في خدمتكم كمحترفين برفع أسهمكم من خلال نسبة المتابعة التي يحظى بها؟ يونس بلهندة: بكل تأكيد، لكن لا أعتقد أن المحترفين الذين يلبون دعوة مدربيهم في هذه الدورات يأتون بهدف الترويج لإسمهم، لأن التظاهرة تجرى في فترة يكون خلالها كل شيء قد انتهى في أوروبا، وقد تنتعش الحركة في الفترة الصيفية، كما أنه انطلاقا من تجربتي الخاصة أغلب اللاعبين المحترفين يلتحقون بمنتخبات بلدانهم بهدف تقديم الإضافة المرجوة ومنح بلادهم لقبا غاليا يسعد الجماهير التي هي في الإنتظار.لكن هذا لا ينفي أن هناك العديد من اللاعبين الأفارقة الذين شقوا طريقهم للنجومية والأضواء انطلاقا من هذا الحدث الكبير. - المنتخب: لنفتح صفحة الفريق الوطني، أين بلغت درجة الإعداد؟ يونس بلهندة: على أعلى مستوى ممكن لها، التناغم الذي كنا بحاجة إليه وصل لدرجات قصوى بين العناصر، التجمع لفترة مهمة مثل التي تسنت للعناصر الوطنية يكون مفيدا لتقريب وجهات النظر بين اللاعبين ويساهم في رفع التنافسية أيضا، في هذه الفترة من السنة يكون مهما ورائع أن تكسر إيقاع البطولات التي تلعب فيها لتخوض تحديا مختلفا في مسيرتك الكروية، ونشعر أننا في أفضل حال قبل ضربة البداية ولقاء الإفتتاح والذي كان شغلنا الشاغل في الفترة الأخيرة لأنه سيكون حاسما في تحديد الكثير من الأشياء بحسب ما أطلعت عليه من اللاعبين الذين سبق لهم خوض هذه التظاهرة. - المنتخب: تبدو أنك قد كونت فكرة بخصوص قيمة ما يمثله الديربي أمام تونس؟ يونس بلهندة: بطبيعة الحال وقبل ان نحمل قميص المنتخب المغربي كنا من مشجعيه وطالما تابعنا لقاءات جمعته بتونس، أظن أنها المباراة الأهم في الدورة ككل، لأنها ستقدمنا للجمهور المغربي وحتى الإفريقي وعلى ضوئها ستبنى كل الأحكام اللاحقة. مسألة ثانية وهي أن برمجة لقاءات الفريق الوطني تفرض علينا الفوز على تونس لأن ذلك سيكون حاسما في رفع حظوظنا للتأهل للدور الثاني وهو شيء في غاية الأهمية سيجعلنا في ممر جيد لرفع سقف الطموحات في باقي لقاءات الكأس. - المنتخب: برأيك هل يملك الفريق الوطني نسبة هامة من الحظوظ تجعله قادرا على المنافسة على اللقب؟ يونس بلهندة: لست من الذين يفضلون الترشيحات المسبقة، لأن وقائع المباريات تختلف عن القراءات الأولى التي تمنح هذا المنتخب نسبة من الحظوظ على حساب الطرف الثاني. التجارب علمتنا أنه لا يوجد منتخب قوي و آخر ضعيف لأن كل المنتخبات التي ضمنت حضورها إما أنها أقصت أخرى أكثر قوة منها، أو أنها استعدت بشكل جيد، لذلك أظن أن هذه الترشيحات غالبا ما تكون خاطئة، ومع ذلك أعتقد أن المنتخب الوطني يملك حظوظا قوية هذه المرة لأخذ مكانته الطبيعية التي يستحقها بين باقي المنتخبات الأخرى. - المنتخب: المدرب غيرتس خرج عن صمته وقدم الأسود كطرف بإمكانه التتويج، ما رأيك؟ يونس بلهندة: نعم، هذا صحيح وهذا هو الخطاب الذي وجهه للاعبين، قال لهم أنهم في مهمة وطنية والجميع ينتظر منهم إهداء، حين يتكلم مدرب بهذه اللغة المتفائلة فهذا يرفع من معنويات اللاعبين ويزيد من درجة ثقتهم بالنفس، أعتقد آن رسالة الناخب الوطني كانت واضحة وهدف من خلالها وضع الكرة في معترك اللاعبين الذين يحدوهم طموح كبير للتتويج باللقب لأن هناك مزيج بين عناصر شاركت في الكثير من المناسبات وأخرى تود أن تدون إسمها ضمن قائمة السجل الذهبي للمتوجين. - المنتخب: على ذكر حافز العناصر الوطنية، الأكيد أن هناك خطاب يتم تمريره بينكم يتحدث عن حظوظ المجموعة في العودة بالكأس، كيف تتفاعلون مع حدث بهذه القيمة؟ يونس بلهندة: سأكون واضحا معك، اللاعبون لديهم حافز غريب للعودة بالكأس إن شاء الله. هذه الثقة بالنفس مردها لسعي بعض العناصر التصالح مع الجمهور المغربي بعد أن شاركت في الكثير من المرات دون أن تبلغ الهدف المنشود، كما أنه يوجد جيل جديد يريد أن يبدأها بشكل صحيح. بالنسبة لي سيكون رائعا لو تزامنت مشاركتي الأولى مع تحقيق لقب كأس إفريقيا للأمم، هناك لاعبون كبارا في إفريقيا سبق لهم حمل هذه الكأس ومحاكاتهم سيكون آمرا مثيرا للغاية، ورائع أيضا أن تتظافر هذه الحوافز الفردية مع رغبة المنتخب ككتلة واحدة في التتويج لأن هذا يفرز فريقا لا يقهر في نهاية المطاف. - المنتخب: لم يخض الفريق الوطني الكثير من اللقاءات الودية وهذا خلق نوع من التخوف من مغبة الإفتقاد للتجانس بين الخطوط؟ يونس بلهندة: لا أظن ذلك، لكل مدرب نظرته الخاصة للأمور، الناخب الوطني محق في قناعاته لأن اللاعبين في هذه الفترة لا يحتاجون لكثير من الإلتحام الذي قد تكون له مضاعفات خطيرة.. البطولات التي يمارسون فيها وصلت لمحطة النصف ولا يوجد هناك من سبب يدعو لزيادة دقائق التباري.. الحفاظ على الطراوة البدينة يكون فارقا في مثل هذا النوع من المسابقات وهناك العديد من المنتخبات التي دفعت فاتورة كثرة اللقاءات الودية، بل أن هناك من خدعته هذه المباريات وصدم بواقع المنافسة الحقيقية لاحقا. - المنتخب: برأيك إذن المباريات الودية مرآة خادعة لا تستحق القياس عليها؟ يونس بلهندة: هذا صحيح، لأن هناك اختلاف كبير بين المباريات الودية وطبيعة اللقاءات الرسمية التي تجرى خاصة في دورة مغلقة، هناك الكثير من النماذج التي ذكرتها سابقا لذلك لا خوف علينا بهذا الصدد. - المنتخب: هناك تخوف آخر للجمهور المغربي مرده غياب العديد من اللاعبين عن إطار التنافسية المعتبر بغيابهم عن فرقهم منذ مدة؟ يونس بلهندة: قد يكون هذا صحيحا حين يكون الإعداد متوسطا، لكن في حالة الفريق الوطني تم تدارك كل شيء خلال مرحلة الإعداد، حيث عوض اللاعبون الذين لم يشاركوا في مباريات كثيرة ما كان ينقصهم، ثم أن طبيعة الدورة تقتضي إعدادا من نوع خاص لأنك تلعب مباراة وتنتظر الثانية بقراءة وخطة مختلفة، آي أنه لكل لقاء لاعبيه. أظن أن هذا لا يطرح عائقا أمامنا لأن هناك عزيمة قوية وحرص على تعويض الغياب عن التنافسية بالقتالية والرغبة في تقديم شيء للجمهور المغربي وهذا هو الأهم في اعتقادي الشخصي. - المنتخب: بحكم معرفتك بعدد من المحترفين الأفارقة بفرنسا وأوروبا من تقدم كمرشحين بارزين للتألق حتى لا أقول التتويج؟ يونس بلهندة: قلت لك أن الترشيحات عادة ما تخطئ، ومع ذلك توجد بعض المنتخبات المميزة التي تضم لاعبين كبارا لهم من التجربة ما قد يساعدهم على رسم الفارق، المنتخب الإيفواري يضم تركيبة مرعبة للغاية بها الكثير من المخضرمين الذين لهم ما يكفي من القوة لحسم الأمور لصالحهم، لكننا شاهدنا قبل هذا كيف أن هذا المنتخب استسلم مثلا في الدورة السابقة. غانا بخلاف ذلك لها منتخب شاب وطقوس، له تجربة كأس العالم وله عناصر قوية للغاية، هناك السينغال التي ستخلق المفاجأة وهناك منتخب الغابون الذي يتطور بشكل كبير دون إغفال المنتخب المغربي بطبيعة الحال. التجارب أيضا علمتنا أنه خلال كل دورة من الممكن مشاهدة فريق غير مرشح ينتفض ويثور على الجميع، لذلك من الصعب منح الأفضلية لطرف على حساب الآخر لأن كل المباريات ستلعب وفق طقوس خاصة جدا. - المنتخب: في كلمة ختامية، ما الذي يعد به يونس بلهندة الجمهور المغربي؟ يونس بلهندة: أتمنى من هذا الجمهور أن يثق في المجموعة الحالية لأنها موهوبة وقادرة على منح شيء هام لكرة القدم المغربية، أن يدعوا لنا بالتوفيق.. هناك الكثير من الآمال والطموحات وهناك العديد من الأشياء الجميلة التي قد ننجح في تحقيقها في حال سارت الأمور كيف نشتهي. لا يجب أن ننسى أن هناك مؤثرات أخرى عادة ما تكون حاسمة في التأثير على سير الأمور في دورات من هذا الحجم، ولو تخطينا مباراة تونس بنجاح متأكد من أننا سنتوغل بعيدا في هذه الكأس. حاوره: منعم بلمقدم