لم أندم على اختياري ولقاء الجزائر أنتظره بشغف كبير التوظيف الجديد يريحني وأجواء مراكش خدمت المجموعة سمعت الكثير عن الديربي وهدفي الأول مع الأسود لن يتأخر لاعب يشتغل كثيرا في الظل ولا يثير الأضواء من حوله، بعد مباراة بيلفاست التي شكلت الظهور الأول وجواز العبور الذي قدمه للجمهور المغربي، يونس بلهندة إبن تازة واحد من الذين شدوا الإنتباه خلال مباراة النيجر بأدائه الموفق ونجاحه الكبير ربح رسميته بكثير من الكفاءة والإقتدار.. ولئن كان بوصوفة قد أضاء سماء مراكش بحضوره الكبير والوازن، فإن بلهندة نجح في التأكيد على علو كعبه بشغله لدور السقاء في بامتياز في ظل غياب هرماش، هنا يتحدث عن الأجواء، عن شعوره وهو في ثاني حضور رفقة الأسود بعد لقاء إيرلندا وعن تطلعه الكبير لمباراة الجزائر القادمة بعنابة. - المنتخب: حضورك الثاني بألوان الفريق الوطني بعد مباراة إيرلندا أكيد أنه كان مختلفا بعض الشيء هذه المرة، أليس كذلك؟ يونس بلهندة: بطبيعة الحال، كانت فرصة كبيرة لمعرفة الأجواء التي تحيط بالفريق الوطني هنا بالمغرب، لقد استمتعت بكل لحظة مع اللاعبين وأحسست بدفء كبير كان مصدره الجمهور الذي حضر، لا وجه للمقارنة بين لقاء بيلفاست ولقاء مراكش، وكي أكون صادقا الشعور الذي ساورني خلال اللعب بالمغرب مختلف بشكل كبير عن ذلك الذي عشته بإيرلندا،الحميمية كانت أكثر وحتى حوافز تقديم الأفضل كانت حاضرة أكثر بكثير مما عشناه وأحسسناه في المباراة السابقة. - المنتخب: تقصد اللعب أمام الجمهور المغربي كان حاسما على مستوى تحفيز العناصر على تقديم أفضل ما لديها؟ يونس بلهندة: هذا هو ما أحسسته شخصيا، وأظن أنه نفس الشعور الذي ينطبق على معظم العناصر التي اختارت حمل ألوان الفريق الوطني سابقا في ظهورها الأول على وجه التحديد، عزف النشيد الوطني أمام الجمهور المغربي مسألة مختلفة بعض الشيء، وبالضبط خلال لقاء النيجر تأكد لي صحة الإختيار وعلى أنه لا يوجد شيء أندم عليه.. لقد كانت أجواء رائعة وصدق خلالها نبض القلب والجمهور المراكشي، بل الجمهور المغربي عكس أنه ذواق بشكل كبير لفن كرة القدم، تجاوبه مع أبرز اللحظات هو من أكد هذا وهي خصلة ليس سهلا حدوثها. حين تكون الظروف المحيطة بالمباراة بمثل هذا الشكل فإن حافز تقديم أفضل ما لديك يحضر بالمقابل ولا يتيح للاعب فرصة للتهاون، وهذا ما حصل معي. - المنتخب: كثيرون أجمعوا على أنك قدمت مباراة كبيرة بكل المقاييس وأصبحت تمثل داخل المجموعة رقما مهما، هل توقعت الدخول السريع في الأجواء بمثل الشكل الذي حدث معك؟ يونس بلهندة: ليس سهلا على الإطلاق على أي لاعب كيفما كان نوعه أن يفرض نفسه داخل مجموعة لا يعرفها بشكل سريع ودون صعوبات تذكر ما لم يكن مهيئا من الناحية المعنوية وأوجد لنفسه الأرضية المناسبة لتقديم القناعات التي ينتظرها الجمهور.. شخصيا عشت أجواء الفريق الوطني حتى قبل أن أحضرها من خلال تتبعي لمسيرته واستعدادي الكبير للعب في صفوفه وهذا ساعدني كثيرا على ما أظن. لقد أمضينا سويا قبل لقاء إيرلندا حوالي 3 أيام ومثلها قبل لقاء النيجر وهي مدة غير كافية لتعرف كافة التفاصيل عن الرفاق المحيطين بك ولا كيف يفكر كل واحد، لكني أحسست وكأنها مدة طويلة، إذ لم أجد التعقيدات الواردة في مثل هذه الحالات، والقدامى وعلى رأسهم الشماخ وحجي والقائد خرجة هيأوا الظروف أمام اللاعبين الجدد من أجل الدخول الفعلي في الأجواء التي قلت عنها، والحمد لله أن أدائي تطور ولم يتراجع. - المنتخب: شاهدناك في توظيف ربما يختلف عن الذي يناط بك في مونبوليي، هل شعرت بالراحة في دورك الجديد سقاء للمجموعة ومخربا في لحظات أخرى لمرتدات المنافس؟ يونس بلهندة: أي لاعب محترف إلا ويكون مطالبا بشغل أي دور يطلب منه إلا حراسة المرمى، بل في لحظات قد يفرض الواقع أن تكون حارسا ومن تم الجاهزية للعب الدور المطلوب منك.. شعرت بكثير من الراحة وكأني لعبت مع العناصر الوطنية لفترة طويلة ولم يكن هناك من عبء أو خجل في الدور الذي أسنده لي المدرب، صحيح أنه توظيف يحتاج لكثير من الطاقة والحرص على البقاء لأطول فترة ممكنة يقظا ومتحسبا لكل مستجدات المباراة، لكن أعتقد أنه دور يريحني ويلبي كثيرا من الخصوصيات التي أجيدها.. لقد كنا الطرف الأبرز في المواجهة والأكثر استحواذا على الكرة، لكن بالمقابل هناك من لم ينتبه، إلا أن قلة الخطر على مرمانا كانت بسبب إغلاق المنافذ على الخصم وإحباط كل محاولاته في محور الوسط، حيث كان الثقل كاملا. - المنتخب: خضت مبارتين إعداديتين، واللقاء القادم سيأخذ طابع الرسمية، هل هو نفس العزم والحماس لا يزالان يسيطران عليك؟ يونس بلهندة: بل إصرار كبير، لأنه لا وجه للمقارنة بين لقاء ودي و آخر رسمي، سيما وأن اللقاء القادم سيكون ديربيا كبيرا أمام منتخب جزائري قوي، أنتظر هذا اللقاء بشغف كبير وهو المحطة الأولى التي من الممكن أن تقربني أكثر للأجواء الفعلية داخل القارة وإن كنت ومن الآن أدرك أنه سيكون لقاء مثيرا وجذابا للغاية.. لا يمكن أن يقل عزمي ولا حماسي لأني قدمت للعب للفريق الوطني وكلي طموح لترك بصمة طويلة الأمد في صفوفه. المنتخب: كتقييم للقاء الأخير، هل تعتقد يونس أن الفريق الوطني أصبح أكثر قوة وبإمكانه العودة بنتيجة إيجابية من الجزائر الشهر القادم؟ يونس بلهندة: فعلا، نحن نتطور بشكل كبير سمعت عن أشياء طبعت الفترة الماضية، لكن ما عشته خلال لقاءي إيرلندا والنيجر جعلني أطمئن على أن أشياء كثيرة تحسنت.. لقد شكلت مباراة مراكش فرصة للتعارف وزيادة الإنسجام وربح عناصر أخرى قادرة على شغل نفس الأدوار بنفس درجة الإقتدار في حالات الطوارئ.. حين تكون عوامل بهذه الإيجابية فالأكيد أنه لا خوف على الفريق الوطني ونيتنا كبيرة في أن تكون الإنطلاقة الحقيقية عبر مباراة الجزائر تحديدا. - المنتخب: لا حظنا أنك تنزع في بعض الفترات للتسديد والتقدم للأمام وكثيرا ما نجحت رفقة مونبوليي في التسجيل، هل تتوسم في نفسك القدرة على صنع الحلول في لحظات ما من المباريات التي تخص الفريق الوطني؟ يونس بلهندة: اللاعب العصري لم يعد مقيدا كما قلت لك بدور واحد، وشخصيا تعودت على التحرر من التقيد بأوامر أحيانا تكون صارمة ومحفزة على العطاء الإيجابي.. أنتظر هدفي الأول رفقة المنتخب المغربي والذي سيكون له طعم خاص وأقول أنه لن يتأخر طويلا.. داخل المجموعة الحالية لمست أن هناك لاعبين موهوبين ويملكون كثيرا من الخيارات وهذا في صالح المدرب الذي لا يتعب في إيجاد البدائل ولا الحلول حتى داخل المباراة الواحدة. - المنتخب: كيف استقبل الكوثري وآيت فانا رفيقاك داخل مونبوليي إلتحاقك بالفريق الوطني، وهل تتحدث معهما حول الأجواء السائدة داخل صفوفه؟ يونس بلهندة: بالفعل أتحدث عن هذه الأجواء مع أيت فانا وعبد الحميد وأخبرتهما بالحماس الطاغي وكذلك الحميمية التي تميز العلاقة بين الجميع وحتى الدفء الذي يمنحه الجمهور المغربي لللاعبين، لكن دون أن يكون للحديث دوره في التأثير على قرار أي واحد، وصديقاي يرحبان بالإلتحاق بالفريق الوطني، إذ تبقى الكلمة الأولى للمدرب ولإجراءات تأهيلهما، وفي حال قدما سيشكل ذلك قيمة مضافة للمجموعة ككل. - المنتخب: نعود للقاء الكبير القادم أمام المنتخب الجزائري لنختم به الحوار، ستكون لديكم فرصة للبقاء عن قرب كمجموعة لفترة أطول خلالها، هل تعتقد أنها محطة حاسمة لرسم ملامح منتخب وطني قوي؟ يونس بلهندة: بكل تأكيد، وكلما زادت اللقاءات وفرص التجمع إلا وكان اللاعبون على قدر كبير من التآلف، لأنه حاليا من يصنع الفارق داخل العديد من الفرق والمنتخبات بغض النظر عن المهارة والكفاءة، الأجواء المحيطة والتي تكون مؤثرة وحاسمة، هو لقاء هام وسيتيح للعناصر الوطنية التجمع لعشرة أيام كاملة لأن هناك لقاء آخر بعدها بالمغرب.. حاليا نحن في صدارة المجموعة وسنحاول قدر الإمكان ختم جولات الذهاب في نفس المركز لأنه يضاعف حظوظنا للترشح.. المنافس بدوره له حساباته لكن عناصر المنتخب الوطني تبدو اليوم مؤهلة لكسب هذا اللقاء، وفي اعتقادي لو لم تحضر معطيات أخرى تربك الحسابات، سنعود إن شاء الله بنتيجة طيبة من هناك وهي البداية الحقيقية التي تحدثت عنها. حاوره: