قيمة العروض لا تغريني والكان القادم يشغلني إلتحاقي بالفريق الوطني رفع أسهمي بشكل كبير التتويج بكأس إفريقيا ليس مستحيلا لكنه يتطلب إرادة كبيرة غيرتس غير كثيرا من الأشياء في فكر اللاعبين
هو واحد من الذرر التي تزين عقد نادي مونبوليي الفريق الظاهرة حاليا في البطولة الفرنسية.. يونس بلهندة نجم يصنع ربيعا آخر رفقة الفريق الذي إحتضنه حتى أصبح الفتى المدلل داخل صفوفه.. بسرعة قياسية إنصهر داخل أجواء الفريق الوطني حتى أضحى قطعة أساسية به، يعتبره رئيس مونبوليي الفتى الأول بفرنسا وبلا منازع، ويصر رفاقه على وصفه بقلب الأسد لاستماتته و مواقفه القتالية والجريئة داخل المستطيل الأخضر، بلهندة الفتى التازي يعتبر العرس الإفريقي القادم رهانه الأبرز في مسيرته الإحترافية، ولا يلقي بالا للعروض المطروحة أمامه مؤكدا أنه لا يستعجل المسافات، يحاكم تجربته بألوان الأسود وأحلامه الفرنسية عبر المتابعة التالية: - المنتخب: تبدو الآن الرقم الأبرز والأرفع داخل ناديك الذي يواصل رحلة التألق بفرنسا، هل تغيرت أشياء بداخلك وأنت تعيش على هذه الإيقاعات؟ يونس بلهندة: أبدا، قد تكون هذه هي نظرة الناس والنقاد لما أقدمه، لكنني لا أقيم كثيرا من الإهتمام لما يحصل من حولي أنا حاليا في قمة التركيز على مستقبلي وحريص على أن يكون أدائي في المستوى الذي يخولني التقدير الذي أحظى به حاليا، ورغم ذلك يبدو شعورا رائعا أن تكون محط متابعة من الجميع وأن يكون هناك تقدير للجهود التي يتم بذلها. - المنتخب: ما قصدته هو أنك في هذا السن الصغير تتحمل الكثير من المسؤوليات التي جعلت رئيس فريقك يعتبرك الجوهرة النفيسة التي لا تقدر بثمن، هل توقعت هذه الإشادة؟ يونس بلهندة: الأمور في المسار الإحترافي لا تقاس بالسن أبدا، لأن هناك نماذج تتحدث عن لاعبين صغارا هم من يصنعون مجد الكرة العالمية في الفترة الحالية.. اللاعب المحترف يبدأ مسيرته في سن مبكرة، لذلك حين يصل لمحطة 22 سنة يكون قد اكتمل على مستوى النضج ويظهر وكأنه لعب لسنوات طويلة جدا. الإشادة التي يتحدث عنها رئيس الفريق مردها تقديم قيمة العمل والعرق الذي يبذل، وهي تتويج لسنوات من الخدمة المخلصة داخل هذا النادي المشهور بسياسته الحكيمة على مستوى التكوين، لذلك تكون مثل هذه الإحاطات في الغالب محل تحفيز وزيادة درجة التعبئة لتقديم الأفضل، إنها شهادة جيدة تثير كثيرا من الحماس.. - المنتخب: من برأيك كان صاحب فضل فيما وصلت له حاليا من مستوى؟ يونس بلهندة: الإجابة قد تكون سببا في إثارة ردود فعل لا أحبذها في الغالب، لأنني لا أريد إستثناءات تبخس البعض حقهم، لكني متأكد من شيء واحد هو كون الإجتهاد والحرص على اتباع نمط تدريبي معين وحتى في الحياة خارج الملعب لا بد له من ثمار. - المنتخب: الفريق الوطني والإلتحاق بتركيبته أين يمكن وضعه ضمن إطار الإرتقاء الذي بلغه بلهندة؟ يونس بلهندة: بكل تأكيد هو صاحب فضل كبير وكل لاعب مهما بلغ من التطور على المستوى العالمي حين تنقص سجلاته فرصة اللعب لمنتخب بلاده، فإنه يحس بنقص فظيع لا يضيف لرصيده القيمة التي يستحقها. لم يساورني الندم في يوم من الأيام على تلبية الدعوة للعب للفريق الوطني، لقد كان خيارا صحيحا مائة بالمائة في مسيرتي، والدليل الذي يكرس ما أقول هو كون قيمتي تضاعفت في بورصة الإنتقالات منذ وصلت للمغرب وخوض لقاءات تصفوية بألوان الأسود، لذلك يبقى للفريق الوطني والمنتخب دوره الكبير في زيادة درجة الإهتمام والمتابعة والتأكيد على قيمة اللاعب في ميزان المنافسة مع غيره. - المنتخب: بعيدا عن هذه الإيجابيات المادية الملموسة، ماذا مثل لك اللعب للفريق الوطني منذ اللحظة الأولى، خاصة ونحن نعرف حجم الصعاب المطروحة أمام المحترفين الذين يتربوا داخل مراكز تكوين الفرق الأوروبية؟ يونس بلهندة: هو شعور مختلف للغاية، تشعر بانجذاب كبير نحو البلد الأصلي، إنجذاب نحو الجذور التي لا يمكن التنكر لها، لقد كانت لحظة حاسمة في مسيرتي ولحظة جعلتني أقف على حجم ما يمثله الوطن الأصلي للاعب المغترب من قيمة، إنه الدفء الذي يغيب في الملاعب الأوروبية حتى ولو كان الملعب مملوء عن آخره وتحس به في بلدك وأنت بين أنصاره. - المنتخب: ترددت عروض كثيرة وبأرقام فلكية طرحها رئيس فريقك لمن يسعى لضمك، أي تفاعل مع هذه المستجدات؟ يونس بلهندة: لا أقول أدير ظهري لكل هذه الأخبار حتى لا أبدو كاذبا، بل أقول أنني أحافظ على تركيزي وأن يظل كبيرا حتى لا أتأثر بكل المستجدات والكواليس التي عادة ما تكون سلبية حين يدقق فيها اللاعب. إنه شيء إيجابي ورائع أن تتابعك فرق سواء داخل فرنسا أو خارجها، شيء رائع أن تحرص الكثير من الأندية على تتبع خطواتك أما الأرقام الفلكية فذلك ليس إختصاصا من إختصاصي، إنها تقديرات إدارة الفريق التي من حقها أن تدافع عن مصلحتها الخاصة ومصلحة اللاعب في الحدود المعقولة تماشيا مع السوق. - المنتخب: سمعنا عرضا من الفريق العاصمي باريس سان جرمان وبدا للجميع أنه الأقرب لاحتضانك خاصة بعد تجديده الكلي و رأس المال الكبير الذي عرف طريقه لخزائنه؟ يونس بلهندة: بدوري سمعت عن أمور مثل هذا النوع، ويوميا تتردد أخبار عن انتقالات للاعبين تطال أكثر من 10 فرق، الأمور عندي لا تقاس بهذا الشكل بل تقاس حين تأخذ مسارها الرسمي وتدخل التفاصيل في العمق.. - المنتخب: تتصدرون الترتيب وحققتم فوزا كبيرا آخر خارج القواعد وتتنافسون مع باريس سان جرمان على الدرع، ألا تعتبر المسألة تعقد من فرص ترك رئيس الفريق لك كي تنطلق في تجربة جديدة؟ يونس بلهندة: وأنا بدوري لا أستعجل الإنطلاق من هنا، نملك فريقا شابا ومجموعة رائعة أمامها الكثير من الفرص لتحقيق أشياء جميلة محليا، وسيكون من الرائع لو أن الجيل الذي تربى داخل أسوار النادي يترك للجماهير التي باذلته التقدير ما يستحقون عليه تخليد إسمهم في سجلاته الذهبية، لذلك أقول أن الشغل الشاغل لي في الفترة المقبلة هو أن يتوج الفريق بأحد الألقاب وأن يكون حضوري موفقا إن شاء الله في الكان القادم لأنه تجربة فريدة تستحق الإكتشاف. - المنتخب: قبل طي صفحة العروض والأحلام، سمعنا عرض أتلتيكو مدريد أيضا ومعه عروض خارجية موازية، هل تفضل البقاء بالليغ 1، أم تغريك بعض الدوريات الأوروبية الأخرى؟ يونس بلهندة: اللعب بالليغا يبقى تجربة رائعة جدا لأنه الدوري الذي يتلاءم مع موهبة اللاعب المغربي الذي يميل للفنيات أكثر، والدوري الأنجليزي له خصوصياته المميزة بدوره، ولا ننكر قيمة البطولة الفرنسية في صقل الموهبة وفي تحقيق نسب عالية من النضج والإحاطة الإحترافية للاعب في بداية المسار.. كل هذا لا يهم المهم هو أن تكون الخطوة المقبلة مدروسة بكل تفاصيلها. - المنتخب: نصل للفريق الوطني والرهان القادم الرسمي الهام كما وصفته، في تقديراتك الخاصة، هل أصبحنا نملك القدرة على صناعة لقب إفريقي ثاني على ضوء المعطيات التي رسمتها أمامك المباريات التي خضتها؟ يونس بلهندة: من السابق لأوانه التفكير في أمور بهذا الشكل، لكن مع ذلك تبدو الفرصة سانحة أمام هذا الجيل كي يحقق إنجازا كبيرا بعد العروض الرائعة التي قدمها، وأهم شيء في اعتقادي المتواضع هو استثمار الحماس وحجم الثقة التي منحها للاعبين الجمهور المغربي، إنه ينظر للفريق على أنه الأفضل حاليا وبمقدوره أن يكون الرقم 1، لكن كل هذا لا يساوي شيئا ما لم تكن الإرادة والقدرة على التغيير حاضرة وبقوة. لقد أتاح أمامنا دوري «إل جي» الأخير فرصة تقييم الكثير من الأشياء والهفوات وأظن أنه كان إيجابي أن نتعثر في محك بهذا الشكل قبل بداية المنافسات الرسمية. - المنتخب: ألا تخشى من المؤثرات التي تحضر عادة في التظاهرة من سوء تغذية وطول مدة الإقامة وغيرها من الجزئيات التي تكون فاصلة؟ يونس بلهندة: لا، أظن أنه تنطبق على الجميع، كما لا أعتقد أن الجامعة ستتعامل مع الصدفة وتترك الأمور في حكم المجهول، لن نبحث عن الأعذار ومن الآن سنحاول التعامل بذكاء وحرص كبيرين على أن لا نسقط في فخ الملل والإستسلام للمؤثرات وهذا شيء هام يعرفه اللاعبون. - المنتخب: لا شك أنك جربت وصفات الكثير من المدربين، أين تضع غيرتس بين الآخرين؟ يونس بلهندة: إنه مدرب كبير غير الكثير من الأشياء داخل فكر اللاعبين، لقد تزامن وصوله للفريق الوطني مع ظرفية صعبة للغاية والإرتقاء الذي لمسه الجميع يبرز إلى أي مدى لغيرتس بصمة على تكييف المعطيات لصالحه.. من المفيد التعامل مع مدرب بهذه الشخصية، لقد ترك إنطباعا رائعا بفرنسا حين كان مع مارسيليا والإستفادة من تجربته بدون شك ستصلح العديد من الأشياء عندي وعند كل العناصر. - المنتخب: ختاما للحوار، تواجد 3 لاعبين بطموح كبير لخدمة الفريق الوطني، هل يساعدكم على التفاهم داخل مونبوليي والتكلم بنفس اللغة داخل وخارج الملعب؟ يونس بلهندة: بطبيعة الحال، وهذا نتاج لسياسة التكوين الصحيحة التي يعملها مونبوليي وليس سهلا على الإطلاق أن يسهم فريق في تخريج لاعبين ببصمة دولية، الأمور تتطلب الكثير من الإحترافية، العلاقة التي تجمعني بالكوثري وأيت فانا علاقة إحترام كبيرة وعلاقة تنطلق من خصوصيات مشتركة فيما بيننا واللعب للفريق الوطني إحداها.. على أي نتمنى أن تلعب كل الظروف لصالح الأسود في الكأس القادمة لأننا نقدر أن الجمهور المغربي يسعى للمصالحة مع التاريخ عبر لقب ثان. حاوره: