مارس أطاك أثناء جلسة صباحية بمحطة راديو مارس كان لينو باكو يناقش رفقة جلسائه مواضيع تهم الشأن الرياضي، ويضع أصبعه على مكامن الداء مفوضا لمرافقيه أمر وصف الدواء، ولأن الحديث عن كرة القدم المغربية ذو شجون فقد بحث الحاضرون يمنة ويسارا عن متهم محتمل لإدانته بتهمة الضرب العمد من تحت الحزام وخيانة الأمانة، قبل أن يعفيهم أحد الحاضرين ويدعى أمين الرحموني من البحث عن المتهم ليخرج عن صمته ويقول بلكنة صارمة، «الصحافيون مرتشون»، وحين لاحظ أن مرافقيه يشاطرونه الرأي بالصمت لأنه علامة الرضا، أضاف بنبرة الواثق «كل الصحافيين مرتشون»، أي أنه وضع البيض الفاسد والسليم في سلة واحدة، دون أن يدري أنه معني بالإدانة لأنه محسوب على قبيلة الصحافيين ولو بتقاضيه راتبا شهريا من المال العام والخاص من أجل مهمة «تفريق اللغا» كل صباح. الغريب في القضية أن يشاطر لينو باكو «محلل البرنامج» الرأي، ويعلن تضمانه بإيماءة من رأسه، أما بقية الضيوف الدائمين فلم يجدوا بدا من مشاطرة زميلهم الرأي ولو بالسكوت، قبل أن يحول باكو الموضوع نحو هجوم آخر بفيلق لا يدافع. نشفع لأمين ولا الظالين زلة اللسان، إذا كان يقصد كل الصحافيين بمن فيهم أولئك الذين يشاركونه تحليل الوضع الرياضي في البلاد كل صباح، من خلال هجوم على كل القلاع الرياضية باستثناء الثالوث المقدس بلخياط وروما ثم روش نوار. أسهل تهمة يمكن أن تلصقها بصحفي هي الإرتشاء، شخصيا اتهمت مرة بتلقي عمولة من بودريقة الذي كان يقوم بعملية إحماء إستعدادا لرئاسة الرجاء البيضاوي، وبعد مرور سنة على الواقعة كان بودريقة يهددني برفع دعوى قضائية ضدي لأنني أصوب قلمي بين الفينة والأخرى صوب كتائبه، إعتبرت لجوءه للقضاء بمثابة وثيقة رد الإعتبار، وتبين أن وراء المؤامرة غراب يهوى الوقوف فوق الأنقاض. كلما انتقدت وضعا مائلا، اتهمت بالعمالة لجهة مناوئة، وحين تقرر اللجوء إلى الصمت تدان بتهمة السكوت عن المنكر فتحشر في خانة الشياطين الساكتين عن الحق، وعندما تختار ضفة المهنية وتسائل كل الأطراف تصنف في خانة الحربائيين الذين يتلونون بألوان الطيف. إذا اتهم صحفي زملاءه بالرشوة دون أن يملك صك اتهام ودليل إدانة، فإنه سيكشف عن عدائه لقبيلة يأكل منها الغلة ويلعن بعدها الملة، لأن أخلاقيات المهنة تفرض التنزه عن إدانة الزملاء الذين تتقاسم معهم حرفة المتاعب التي حولها محللو الصباح الباكر إلى حرفة للمقالب، فإن منشط الحلقة كان مطالبا بالتدخل قبل أن يبتلع لسانه. ننتظر من محطة راديو مارس إعتذارا رسميا، وتخصيص حيز زمني لتدارك الأمر، كما حصل حين خرجت المحطة عن سكة المهنية واستضافت شخصا معاديا لوحدتنا الترابية إستغل البث المباشر ليزرع الشك في المستمعين دون رادع، والنتيجة غرامة مالية وتوقيف البث واعتذار وعقوبة تتمثل في ترديد النشيد الوطني عشر مرات قبل بداية الإرسال ضمانا للحد الأدنى من الوطنية. نستغرب لصمت الهيئات التي تجمع شتات الصحافة الرياضية، وننتظر من النيابة العامة تحريك دعوى قضائية ضد «كل» الصحافيين الذين اتهموا بالرشوة صباحا وهم نيام، ونأمل أن تصدر نقابة الصحافيين بيانا إستنكاريا ضد من يجد متعة في اتهام الآخر دون أن يملك نصف دليل. لذا نحن أحوج الآن إلى مواجهة مارس أطاك بممارسة الكونطراطاك.