«هُوّات» ومْهابيل حين توجت مؤسسة نجوم بلادي برنامج «هواة» كأفضل برنامج تلفزيوني رياضي خلال سنة 2007، ثم توجته بعد سنتين مسابقة بلانيت سبور الرياضية بذات الجائزة، كان أعضاء لجنة التحكيم في المسابقتين يريدون أن يحتفوا بالصدق والعفوية في برنامج تلفزيوني قوته في عفويته، كانوا يريدون أن يتعرفوا على طارق الساقي الرجل الذي يعد البرنامج من خلف الكاميرا بمنتهى التضحية ونكران الذات، إذ كان الممارسون الهواة هم أبطال برنامج «هواة» لا الساقي، مثلما كان الأمر في برنامج «نوستالجيا» على القناة الثانية، حيث كان ضيوف «نوستالجيا» هم أبطالها لا رشيد نيني، وكانوا هم سر نجاحها مثلما كان الهواة سر نجاح «هواة»، لكن طارق الساقي معد البرنامج لم يعد يقبل أن يبقى جنديا في الخفاء، ولم يعد يتحمّل أن يحول لاعبين بسطاء جدا إلى مشاهير في قراهم ومدنهم، وهو اللي داير هاد القيامة ما كيعرفو حتى واحد، لذا قرر أن يظهر.. يريد هو الآخر أن يمر بين الناس في الشارع وأن يشيروا إليه بأصابعهم: «ها هو اللي كيبان في التلفزة». أجي، واش هاداك اللي كيبان هو طارق الساقي زعيم النقابة في الرياضية؟ إيه. واش شفتيه كيفاش كيهضر مع الهواة؟ زاعم عليهم مزيان. هاديك الزْعامة يمشي يديرها مع المسؤولين، أما الهواة راه اللي جا يزْعم عليهم. حين ظهر طارق الساقي منشطا للحلقات، صار هو البطل، وتوارى الأبطال الحقيقيون إلى الظل. بدا كما لو أن هناك تخليا عن رسالة البرنامج النبيلة التي أعادت الإعتبار لهؤلاء الرياضيين ولمناطقهم، وصار هناك ميل إلى البحث عن الطرائف والمضحكات في سلوكاتهم وعاداتهم بشكل مصطنع جدا لانتزاع الضحك (عليهم)، كتلك اللقطة التي أظهرت لاعبين يمشيان بين الأشجار تطاردهما الكاميرا من الخلف، فصاحبت اللقطة ضحكات وأغنية رسوم الأطفال «روبن هود روبن هود، يمشي سعيدا في الغابة، حوله الأصدقاء».. لقد كان متوقعا حين ظهر طارق الساقي أن يظهر كواحد من هؤلاء البسطاء الممارسين والمتفرجين، قريبا جدا منهم، يشاركهم همومهم ودعاباتهم، كما يفعل الفنان محمد عاطر في برنامجه الإذاعي الناجح «ريحة الدوار»، لكن الساقي النقابي المدافع عن حقوق المظلومين يحاصر محاوريه بأسئلة مستفزة يبدي فيها نوعا من السخرية والتعالي على هؤلاء البسطاء اللي أصلا كيحشموا، يعني بحالا داير فيها قافز عليهم، يستدرجهم بأسئلة محرجة إلى الكشف عن المزيد من بؤسهم ليستهزئ ساخرا، ولكي يشاركه المشاهدون خفة دمه غير الخفيف في كثير من الأحيان، أو لم يكن ممكنا زيارة مسؤول جماعي أو حكومي لمحاصرته بذات الأسئلة المستفزة عن حقوق هؤلاء الهواة كمواطنين أولا ثم كممارسين ثانيا كي يكون للإستفزاز معنى وهدف؟ ثم بدلا من إحضار ممثلين شبه معروفين بحثا عن مزيد من التنكيت، ألم يكن الأجدى استضافة لاعب ناجح سابق أو حالي مر من قسم الهواة كي يجالس لاعبي الهواة ويتحدث إليهم ليكون نموذجا لهم كي يجتهدوا ويتشبثوا بالأمل في النجاح؟ عندك الحق، شفت الساقي ملي بان ولى عزيز عليه يقلّب على المهابيل باش يشد فيهم ونضحكوا. إيوا اللي ينجّينا من شدّة الهُوّات في المهابيل... الهُوّات هو اللي كيقلّب على الهوْتة يعني الهمزة، والمهابيل هوما اللي مساكن نِيّة وطاحوا بين يدو. لا، المهابيل هوما اللي كيعرفوا الساقي وما دْواوش معاه يرجع لبلاصتو كيف كان. راك انت اللي هبيل، واش كاين شي زعيم نقابي يقدر يدْوي معاه شي حد؟ نافذة هاديك الزْعامة يمشي يديرها مع المسؤولين