سيتعين على اياكس امستردام حامل لقب دوري الدرجة الأولى الهولندي لكرة القدم أن يختار الشهر المقبل بين الأسطورة يوهان كرويف ولويس فان غال ليتولى أحدهما مسؤولية اعادة الفريق الى قمة كرة القدم في اوروبا. وسيتخذ اياكس القرار بعد حرب سياسية داخلية استمرت لأشهر وشملت مزاعم بالعنصرية ضد كرويف الذي يؤكد عدم صحتها. وكرويف الملقب بالمايسترو الهولندي هو أحد أفضل من أنجبتهم ملاعب كرة القدم ويملك رؤى قوية لكنه لم يكن على وفاق مع فان جال الذي قاد اياكس الى اخر القابه في كأس اوروبا قبل 16 عاما. ويتواصل التوتر الذي يصاحب محاولات لإعادة اياكس لمجده السابق منذ أشهر وتفجر يوم الأحد الماضي بمزاعم عنصرية وردت في التلفزيون الهولندي. وقال ادغار ديفيدز - وهو لاعب دولي هولندي سابق آخر أمضى فترتين في صفوف اياكس خلال مسيرة حافلة - في مقابلة تلفزيونية إنه تعرض لإساءة عنصرية خلال الفترة التي قضاها في مجلس إدارة النادي. ورغم أن ديفيدز الذي تنحدر أصوله من سورينام لم يذكر الشخص المتورط فإن ستيفن تين هاف رئيس المجلس الاستشاري لاياكس قال عبر التلفزيون الهولندي إن كرويف قال لديفيدز "السبب الوحيد لوجودك في مجلس الإدارة هو أنك أسود." ونفى كرويف بشدة مزاعم العنصرية قائلا في عموده الأسبوعي بصحيفة دي تليجراف يوم الثلاثاء "اياكس ناد متعدد الثقافات ووجدنا أن العديد من اللاعبين المهاجرين الموهوبين يعتزلون حين يصلون لسن البلوغ. لذلك أردنا التصدي لهذه المشكلة من خلال شخص ينتمي لنفس الخلفية ومر بنفس الشيء. وكان هذا الشخص هو ادغار ديفيدز. وأثناء رحلة طيران أوضحت هذه النقطة له. لكن هذا لا علاقة له بلون البشرة." وقلل ديفيدز نفسه من أهمية الموقف قائلا عبر موقعه الشخصي على الانترنت "لم أقل أبدا أن يوهان كرويف عنصري رغم التعليق غير الموفق في هذا الجانب. أريد أيضا أن أوضح أني أكن احتراما عميقا للاعب كرة القدم يوهان كرويف." وحولت قضية العنصرية هذا الأسبوع الاهتمام من معركة السيطرة على اياكس التي تسبب انقساما في مجلس الإدارة تحت وطأة المشروع الطموح لإعادة النادي لوضعه السابق بين صفوة كرة القدم في اوروبا. واستقال مجلس الإدارة المكون من ثلاثة رجال بقيادة اوري كورونيل في بداية الأسبوع وسيكون تعيين مجلس جديد أمرا مطروحا حين تجتمع الجمعية العمومية المكونة من 24 شخصا يوم الاثنين المقبل. ويجب على المجلس أيضا اتخاذ قرار بشأن ما سيحدث للمجلس الاستشاري المكون من خمسة أشخاص حيث يقف كرويف على جانب والأعضاء الأربعة الآخرون وبينهم ديفيدز على الجانب الآخر قبل اجتماع حملة الأسهم المقرر في 12 ديسمبر المقبل. وبما أن رابطة مشجعي اياكس تملك أكثر من 70 بالمئة من الشركة المدرجة في البورصة فسيكون عليها في النهاية اتخاذ قرار بشأن ما يمكن فعله حيال الانقسام في مجلس الإدارة. ويوم الأحد الماضي قال كرويف (64 عاما) إنه لن يواصل العمل في المجلس الاستشاري مع الأعضاء الأربعة الآخرين الذين توصلوا قبل أيام لاتفاق مع فان غال ليصبح المدير العام للنادي اعتبارا من أول يوليوز القادم. وقال كرويف الذي قاد اياكس للحصول على ثلاثة ألقاب في كأس اوروبا بين 1971 و1973 إن الآخرين ذهبوا دون علمه. وأضاف كرويف "حدثت أشياء كثيرة جدا وحاولوا إخفاء الأمور عني. الاتفاق مع فان غال كان نقطة الخلاف الكبرى." وليس سرا أن كرويف لم يكن أبدا على وفاق مع فان غال البالغ من العمر 60 عاما والذي أقيل من تدريب بايرن ميونيخ الألماني في أبريل الماضي. وقال كرويف "الآن حان الوقت للنادي ليقرر أي اتجاه يريد السير فيه لأني لن أتعامل مع الأعضاء الأربعة الآخرين في المجلس الاستشاري بعد ذلك."