ناري ناري... جايّة بعد أن خفت صوت الجماهير الودادية تدريجيا عقب خسارتين مؤلمتين في ظرف ثلاثة أيام فقط، علا من جديد صوت الجماهير الرجاوية عقب انتصارين لذيذين في ظرف أسبوعين.. وعاد اللون الأخضر إلى استعادة مواقعه بالدار البيضاء بعدما تنازل عنها طيلة الشهور الماضية لفائدة اللون الأحمر، كما عاد إلى الظهور في المدرجات ذاك الشعار الشهير: «ناري ناري، الراجا جاية»، وهو هتاف لم يكن ممكنا أن يصدح به أي مغربي قبل أسابيع، فالظروف الحرجة التي مر منها الفريق الأخضر لا تسمح بمثل شعار: «ناري الراجا جاية»، فين غادا تجي؟ لقد ساد الإعتقاد بأن الغيبوبة التي دخل فيها الرجاء البيضاوي قبل بداية الموسم ستستمر حتى النهاية، وأن الإحتجاجات التي انطلقت ستستمر حتى تحقيق المطالب، لكن المفاجأة السعيدة حدثت، فاستيقظت الرجاء من غيبوبتها، وسكتت الإحتجاجات في الوقت الذي تعثرت فيه الوداد، لذا يحق لكل عشاق الرجاء أن يرسلوا تحذيراتهم وتهديداتهم إلى كل الفرق الوطنية، وأن يمتلكوا الآن جرأة السؤال عن موعد مباراة الديربي، بعدما كانوا يتحاشون هذا السؤال المفزع قبل أسابيع، لدرجة أن الوداديين كانوا يتداولون مستملحة تقول: «إيلا بغيتي تخلع شي رجاوي، قول ليه.. الديربي السيمانة الجاية». سبحان مبدل الأحوال، ها أكرم ولّى في اللخّر بحالو بحال حنات. عندك الحق، غير شوف الجمهور ديال الوداد واش غادي يطلع حتى هو بحال جمهور الراجا. ناااري، واش يقدر يتعاود السيناريو الرجاوي في الوداد؟ مانظنش، غير واش الوداديين يقدر من الأول يسامحو للرئيس كيف ما سامحوا الرجاويين لحنات في اللخر؟ لا شك أن الوداديين لن يسمحوا بتكرار السيناريو الرجاوي الذي يهدف في النهاية إلى زعزعة استقرار الفرق العظيمة، وتحويلها إلى فرق مسكينة يتشاجر أبناؤها علنا، وتتحول أخبارها ونتائجها في الصحافة إلى أخبار طريفة ومقالات ساخرة.. الوداديون متأكدون من أن مخططي هذه السيناريوهات لا يهدفون إلى تغيير حقيقي، والدليل أن كل تلك المسيرات الإحتجاجية الرجاوية التي طالبت برحيل المكتب المسير، وكل تلك العرائض التي عددت أخطاء المكتب المسير وطالبت بمحاسبته، وكل ما اعتقد العالم بأنه ثورة جماهيرية حتى إسقاط النظام الرجاوي.. كل ذلك انتهى فجأة بعد انتصار صغير بجوج بينالتيات لواحد، فلا رحيل الرئيس تحقق، ولا محاسبة المكتب المسير تحققت، ولا نظام الرجاء سقط. فهل يمكن أن يتكرر السيناريو الرجاوي داخل الوداد البيضاوي في سياق ما يعرف بالخريف المغربي؟ من الطبيعي أن تولّد خسارتا الوداد الأخيرتان حالة من الغضب، وأن يخرج من بين الوداديين غاضبون يحتجون في المنتديات الإلكترونية على الأخطاء التي أضاعت على الوداد لقبين غاليين، لكن إذا دخل على الخط مسيرون سابقون يحلمون بالعودة إلى كراسي الحكم، ومع أول نتيجة سلبية لاحقة، قد يتحول بعض هؤلاء الغاضبين على الأنترنيت إلى ثوار على الأرض، عندها ستخرج مظاهرات صغيرة تطالب بإسقاط الرئيس، وسيرفع بضعة أفراد في المدرجات لافتة تطالب بمحاكمة الفاسدين، وستهيمن هذه الفئة القليلة على الصفوف الأمامية، وسيتم تصوير المسألة على أنها ثورة جماهيرية ضد نظام أكرم.. وقد حدث ذلك في الرجاء ضد حنات، لكن ماذا كانت النتيجة؟ لا شيء، فوضى وفضائح. شفتي الحلقة ديال برنامج «تحقيق» على زكريا الزروالي الله يرحمو، ما بانش لينا في السبب باش مات. ولكن، في اللخر وصلنا للحقيقة. آش من حقيقة؟ ياك الدكتور العرصي قال ليهم: ما نقولش ليكم السبب حيت هو سر المهنة. إيوا، ملي عرفنا شكون اللي عارف السبب، راه هاديك هي الحقيقة. نافذة واش يقدر يتعاود السيناريو الرجاوي في الوداد؟